7:06 مساءً / 7 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

أهمية الاعترافات الدولية الأخيرة وخيارات الدبلوماسية الفلسطينية ، بقلم : معروف الرفاعي

أهمية الاعترافات الدولية الأخيرة وخيارات الدبلوماسية الفلسطينية ، بقلم : معروف الرفاعي

شهدت أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأمس لحظة فارقة في مسار القضية الفلسطينية، تمثّلت في اتساع رقعة الاعتراف الدولي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، هذه الاعترافات لم تأتِ من فراغ، بل جاءت كنتيجة لنضال طويل خاضه الفلسطينيون على الأرض وفي المحافل الدولية، وتعبير عن قناعة المجتمع الدولي بضرورة إنهاء عقود من الاحتلال والظلم التاريخي.


أهمية هذه الاعترافات تكمن في أنها تعيد القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد السياسي العالمي، وتؤكد أن الإجماع الدولي يميل نحو حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بوصفه الحل العادل والواقعي، كما أن هذه الخطوة تُضعف من السردية الإسرائيلية التي تحاول تكريس الأمر الواقع وفرض مشروعها الاستيطاني، وتضعف أيضًا الغطاء السياسي الذي اعتادت تل أبيب الحصول عليه من بعض القوى الكبرى.


لكن الاعتراف الدولي بحد ذاته لا يكفي إن لم يُترجم إلى خطوات عملية، هنا يبرز دور الدبلوماسية الفلسطينية التي بات عليها واجب استثمار هذا الزخم السياسي لتعزيز مكانة فلسطين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والمضي قُدمًا نحو العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، إلى جانب تفعيل الآليات القانونية الدولية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، خاصة في غزة والقدس والضفة الغربية، كما يتعين على القيادة الفلسطينية أن توظف هذه الاعترافات لتوحيد الصف الوطني الداخلي وتعزيز الموقف الفلسطيني في المفاوضات القادمة إن وجدت.


أما المجتمع الدولي، فمسؤوليته لم تعد تقف عند حدود الاعتراف اللفظي أو السياسي، بل تستدعي اتخاذ خطوات ملموسة لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وضمان حماية المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني، كما يُفترض أن تترافق هذه الاعترافات مع دعم سياسي ومالي فعلي للسلطة الوطنية الفلسطينية لتمكينها من القيام بواجباتها تجاه المواطنين وتعزيز مؤسسات الدولة القادمة.


إن وقف الحرب على غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان ورفع الحصار، كلها خطوات عاجلة وضرورية، يليها العمل الجاد على عقد مؤتمر دولي للسلام برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة جميع الأطراف الفاعلة، يضع جدولًا زمنيًا ملزمًا لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.


في المحصلة، الاعترافات الدولية الأخيرة هي رصيد استراتيجي يجب البناء عليه وعدم تبديده، إذ يمكن أن تشكّل نقطة تحول حقيقية في مسيرة النضال الفلسطيني، شرط أن تترافق مع وحدة وطنية فلسطينية متماسكة، واستراتيجية دبلوماسية نشطة، وإرادة دولية صلبة لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه المشروع في الحرية والاستقلال.

  • – معروف الرفاعي – مستشار محافظ القدس

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم

اسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر كالتالي : سعر أونصة الذهب عالمياً …