
القيادة ، مهارة تُصنع لا منصب يُمنح ، بقلم : د. عمر السلخي
من المكاتب إلى الميدان: القادة يُصنعون ولا يُعيَّنون
هل القائد يولد قائداً، أم تُصنع القيادة بالخبرة والتعلّم؟
سؤال يطرح نفسه اليوم أكثر من أي وقت مضى، في زمن تتسارع فيه التحديات وتتقلّب فيه الظروف ، الحقيقة أن القيادة لم تعد منصباً أو لقباً، بل مهارة أساسية تُبنى بالعلم والممارسة، وتمثل الفرق بين مؤسسة تنهض رغم الأزمات وأخرى تتعثر أمام أول اختبار.
لماذا تطوير المهارات القيادية ضرورة؟
الاستثمار في المهارات القيادية والإدارية لم يعد ترفاً، بل هو شرط أساسي لضمان استمرارية المؤسسات والشركات، فالقائد الذي يتوقف عن تطوير نفسه، يترك الباب مفتوحاً أمام فريقه ليتجاوزه.
أسرار القائد الذي يصنع الفرق
التعلّم المستمر: الكتب والدورات وورش العمل هي الوقود الذي يحافظ على القائد في المقدمة.
التواصل الفعّال: الاستماع بذكاء لا يقل أهمية عن الحديث الجيد.
تحفيز الفريق: ما يدفع الأفراد للعطاء مضاعفاً ليس الراتب فقط، بل الإحساس بالقيمة والانتماء.
القيادة التحويلية: جوهرها مساعدة كل فرد ليقدّم أفضل نسخة من نفسه.
التغذية الراجعة: النقد البناء أداة للتطور لا وسيلة للإحباط.
حل المشكلات: القائد الحقيقي يظهر وقت الأزمات، حيث يحوّل التحدي إلى فرصة.
التفكير الاستراتيجي: رؤية الصورة الكاملة ضرورة لتجنب الغرق في التفاصيل.
المرونة والتكيف: الأسواق تتغير بسرعة، والقائد غير المرن يضع فريقه في خطر.
بناء فرق متكاملة: النجاح لا يقوم على أفراد متميزين فقط، بل على فريق يعمل بتناغم.
المثابرة والتطوير الذاتي: القدوة تبدأ من القائد نفسه قبل أن يطالب بها الآخرين.
القائد الحقيقي…
القائد ليس من يفرض سلطته بالقوة، بل من يبني بيئة عمل تجعل الناس يرغبون في العمل معه بإرادتهم، ويشعرون بأنهم شركاء في النجاح لا مجرد موظفين.
من التدريب إلى التطبيق
من هنا تبرز أهمية الاستثمار في البرامج التدريبية العملية والاستشارات المتخصصة التي تعزز ثقافة العمل الذكية والمنتجة، وتساعد المديرين على بناء صورتهم المهنية بشكل يعكس قيمتهم الحقيقية، سواء عبر تطوير مهاراتهم أو تحسين حضورهم المهني .
رسالة إلى واقعنا الفلسطيني
في ظل التحديات التي تعيشها فلسطين، ولا سيما في محافظة سلفيت التي تواجه الاستيطان والحصار ومحدودية الموارد، تزداد الحاجة إلى قيادات محلية تمتلك هذه المهارات القيادية الحديثة، فالمجتمع لا يحتاج إلى مسؤول يكتفي باللقب أو المكتب، بل إلى قائد حقيقي يعرف كيف يحفّز فريقه، ويستثمر الطاقات الشابة، ويحوّل التحديات إلى فرص. إن بناء جيل جديد من القادة الإداريين في مؤسساتنا وبلدياتنا وشركاتنا هو استثمار مباشر في صمودنا ومستقبلنا.
ثلاث رسائل لكل قائد
ابدأ بنفسك: طوّر ذاتك قبل أن تطالب الآخرين بالتغيير.
استثمر في فريقك: لأن نجاحك الحقيقي يقاس بقدرتك على تمكينهم.
حوّل التحديات إلى فرص: فالأزمات ليست نهاية الطريق، بل بداية لنجاح مختلف.