12:00 صباحًا / 29 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

فتحي أبو العردات ، رجل الحق والسّمعة الطيبة في زمن الانحطاط

فتحي أبو العردات ، رجل الحق والسّمعة الطيبة في زمن الانحطاط ، بقلم : د. وسيم وني

فتحي أبو العردات ، رجل الحق والسّمعة الطيبة في زمن الانحطاط

في أوقات التحديات الكبرى والتحولات المصيرية، تظهر الشخصيات الوازنة التي تصنع الفارق وتجمع بين الحكمة والصلابة والحرص، بين الرؤية الوطنية والقدرة على العمل الميداني رغم التحديات والمآسي، وتمتاز بأخلاقها وتواضعها وتتسلح بانتمائها الخالص لحركة فتح ومشروعنا الوطني.

فتحي أبو العردات، أمين سر قيادة حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، رجل يضع نصب عينيه مخافة الله، يواجه خصومه الداخليين والخارجيين بحكمة ورويّة، ليس خوفًا وإنما حرصًا على حركة فتح ومخيمات لبنان. لقد دفع الثمن غاليًا نتيجة شخصيته المتواضعة وخُلقه ولباقته وإنسانيته التي يفتقدها الكثيرون.

الحاج فتحي أبو العردات مسيرة نضالية تتحدث عن نفسها؛ فمنذ انضمامه لحركة “فتح” مدافعًا عن قرارها الوطني المستقل في شتى الميادين، أظهر فتحي أبو العردات ولاءً لا يتزعزع للقضية الفلسطينية.

ومن خلال مسيرته الطويلة في العمل الوطني، وقدرته على التنقل بين الملفات السياسية والاجتماعية المعقدة، أصبح من أبرز القادة الذين يُحتذى بهم في المخيمات الفلسطينية. إنه القائد الذي جمع بين القوة والاعتدال في أصعب الظروف، بين الحزم والحنكة، ليصبح حالة وطنية وحدوية تدعو للوحدة عملًا وقولًا، انسجامًا مع قرارات القيادة التي تعمل من أجل حماية شعبنا ومخيماتنا وتجنيبها ويلات الدمار والتشتت والتهجير.

ورغم محاولات بعض الجهات السياسية الفلسطينية المتنفذة السيطرة على دوره وإضعاف قراره من أجل إخضاعه ليتماشى مع توجيهاتها، أبى فتحي أبو العردات إلا أن يكون صوت حركة فتح الحر، فلم يلتفت إلى الضغوط، وظل مدافعًا عن المبادئ والقيم الوطنية والنظم التي نشأ عليها، ناشرًا صوت الحركة الحقيقي بين المخيمات والفصائل، حاملاً هواجس الغيورين على حركة فتح، مبلسمًا جراحهم، معطيًا إياهم الأمل الدائم أن حركة فتح عصية على الانهيار والانكسار مهما عصفت بها الظروف والمتغيرات. فقد كان الحاج أبو ماهر يوازن بين الولاء للحركة وحماية استقلالية القرار الفلسطيني، مؤكدًا أن الحرية الوطنية لا تخضع للمساومة.

تاريخ الحاج فتحي أبو العردات مشبّع بالعطاءات؛ فقد نسج أقوى العلاقات المميزة مع الأحزاب والهيئات والقنوات الرسمية اللبنانية، ما جعله حلقة وصل أساسية بين الفلسطينيين والدولة اللبنانية. ومع ذلك، فإن أهم سماته ليست فقط نفوذه أو علاقاته، بل تواضعه وانفتاحه على شعبه وابتسامته التي لا تفارق وجهه. لا يغلق هاتفه بوجه أحد، ومكتبه مشرّع أمام أبناء شعبنا الفلسطيني. لا تهمه المظاهر والاستعراضات ولا يبحث عنها، ويساعد كل من يطرق بابه من دون تردد.

فيتجلّى بذلك الإنسان الذي يخدم شعبه قبل أي اعتبار آخر. وليس هذا فحسب، بل إنه محبوب لدى كل من يعرفه لما يتحلى به من تواضع وصدق وحكمة، لا يحب الظلم ويسعى دائمًا لرفع الظلم عن أي شخص، مما يعكس جوهر شخصيته الأخلاقية والوطنية.

الحاج فتحي أبو العردات الذي رفع صوت فلسطين عاليًا في أكثر من دولة من خلال خطاباته الوطنية الرصينة، لم يقتصر دوره على السياسة فحسب، بل امتد ليشمل الأمن والاستقرار داخل المخيمات. فقد أشرف على تشكيل القوة الأمنية المشتركة في مخيم عين الحلوة، ونجح في الحفاظ على النظام ومنع الفوضى. تصرفاته الحكيمة وحرصه على حماية الحقوق الفلسطينية أكسبته احترام الجميع، وجعلت منه حامي الأمن والاستقرار في أصعب الظروف، ما جعله بحق صاحب الحكمة في القرارات.

إننا لا نجامل ولا نزكّي أحدًا على حساب مصلحة أبناء شعبنا الفلسطيني وحركة فتح، ولكنها كلمة حق تُقال أمام رب العباد ليتلقفها كل إنسان حر وغيور على أمن شعبنا وعظمة حركتنا الرائدة.

فقد عُرف عن الحاج فتحي أبو العردات، من خلال من واكبه وتعامل معه، أنه شخصية متوازنة ينعكس ذلك في اتخاذه للقرارات الحاسمة والمتزنة والهادئة والعادلة، من أجل الحفاظ على التوازن بين السياسة والمجتمع، وبين الدفاع عن الحقوق والتنسيق مع الدولة اللبنانية الشقيقة.

وفي هذا الزمن الذي تتقاذفه الرياح السياسية والصراعات الداخلية، يظل الحاج فتحي أبو العردات شعلة خير تضيء دروب من يقصده، مؤكدًا ثباته ومنهجيته الوطنية التي تمرّس عليها في صفوف حركة فتح. رجل لا يعرف الاستسلام رغم الحزن والاستياء من الواقع، ولا يقبل بالظلم رغم التعنت والإصرار لدى البعض. لا يساوم على مبادئه وقناعاته. فقد كان يسعى دائمًا لرفع الظلم عن أي شخص ،محبوب بشخصيته وتعامله لدى كل من يعرفه، وصوت فتح الحر الذي لايخضع للضغط أو التهديد.

رجل عرفته مخيمات لبنان بأطيافها وفصائلها، إنه حامي الحقوق الفلسطينية، وجسر التواصل بين المخيمات والدولة اللبنانية، ورمز الوحدة الوطنية الذي يُحتذى به. فكل خطوة يخطوها، وكل قرار يتخذه، يعكس حكمة وقوة وضميرًا حيًا، يجمع بين القيادة الاستراتيجية وروح الخدمة الإنسانية. في حضوره يُستمد الأمل، وفي قيادته تُصان القيم، ومن خلاله يبقى الحلم الفلسطيني حيًا حاضرًا لا ينكسر. إنه الرجل الذي يؤمن تمامًا بحكمة الخالق وتدابيره. فقد كان دومًا يؤكد على عدالة قضيتنا وطهارة مشروعنا الوطني الذي تعمّد بدماء الشهداء والتضحيات الجسام، مستمدًا معنوياته من قيادات وطنية أثبتت حضورها ورمزيتها وشرعيتها، لتكون في وجدان أحرار حركة فتح وعموم شعبنا، متسلحًا بقرارات الشرعية الوطنية الفلسطينية المتمثلة برمزها والأمين المؤتمن على قرارها ومقدراتها وإنجازاتها الوطنية، فخامة رئيس دولتنا الفلسطينية الأخ أبو مازن، ومن خلفه جبال شامخة لتكون الدرع الحصين لشعبنا وقضيتنا الفلسطينية.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الخميس 28 أغسطس كالتالي :عيار 22 71.600عيار 21 68.400