12:17 صباحًا / 27 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

فلسطين ومستقبل الوظائف 2030 : التحولات العالمية ومفاتيح التعليم المهني والتقني ، بقلم : الدكتور عماد سالم

فلسطين ومستقبل الوظائف 2030 : التحولات العالمية ومفاتيح التعليم المهني والتقني ، بقلم : الدكتور عماد سالم

فلسطين ومستقبل الوظائف 2030: التحولات العالمية ومفاتيح التعليم المهني والتقني ، بقلم: الدكتور عماد سالم


ق.ا رئيس الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني سابقاً، باحث اكاديمي وخبير في السياسات التعليمية وسوق العمل

يشهد العالم اليوم تحولات غير مسبوقة بفعل الثورة الرقمية، الذكاء الاصطناعي، والانتقال نحو الاقتصاد الأخضر. هذه التحولات لا تغيّر فقط طبيعة الاقتصاد العالمي، بل تعيد تشكيل سوق العمل والمهارات المطلوبة للنجاح في المستقبل. تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول مستقبل الوظائف 2025، الذي كتبت عنه الكاتبة لمى عواد، يكشف عن ملامح هذه المرحلة المقبلة، ويوفر صورة واضحة حول حجم التغيرات والتحديات والفرص التي تنتظر القوى العاملة بحلول عام 2030.


ملامح التحوّل الرقمي وسوق العمل العالمي


⦁ التحول الرقمي والتكنولوجيا: تلعب دورًا محوريًا في إعادة تشكيل سوق الوظائف، ويُترجَم ذلك بظهور وظائف جديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، الطاقة المتجددة، الرعاية الصحية، والتعليم businessbecause.comstemgenicglobal
⦁ المهارات المؤجلة وغير الصالحة: ما يقرب من 39% من المهارات الحالية ستفقد صلاحيتها بحلول 2030 World Economic ForumHuman Resources Online
يشير تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي – مستقبل الوظائف 2025 إلى أن سوق العمل سيمر بمرحلة تغيّر جذري اي أن 92 مليون وظيفة ستختفي بحلول عام 2030 نتيجة الأتمتة والتحول الرقمي، في المقابل ستظهر 170 مليون وظيفة جديدة، مما يعني زيادة صافية قدرها 78 مليون وظيفة.ما يعني أن الفاقد الصافي يقارب 14 مليون وظيفة عالميًا.


39% من المهارات الحالية ستصبح غير صالحة بحلول 2030، الأمر الذي يفرض إعادة التفكير جذريًا في أنظمة التعليم والتدريب.


أكثر القطاعات الواعدة تشمل: التكنولوجيا الرقمية، البيانات الضخمة، الطاقة المتجددة، الرعاية الصحية، والتعليم والتدريب.
هذا الواقع يشكل تحديًا وفرصة في آنٍ واحد، ويستدعي تحركًا استباقيًا لجعل الأجيال القادمة فاعلة في سوق العمل الجديد.


المهارات الأساسية لمستقبل 2030


وفقًا للتقرير، تشمل أهم المهارات المطلوبة:
المهارة النسبة أو التفصيل
التفكير التحليلي والإبداعي 69% يعتبرونه أساسياً Human Resources Online
المرونة والتكيف (Resilience) 67% من العمال يرونه حاسمًا Human Resources Online
القيادة والتأثير الاجتماعي 61% من الشركات يلتمسونها Human Resources Online
الإلمام التقني (AI, Data, Cyber) أعلى المهارات صعودًا muchskills
الفضول والتعلم المستمر، الذكاء العاطفي ضمن المهارات العشرة الأولى Human Resources Online

الخلاصة: النجاح في 2030 لن يقوم فقط على البرمجة أو الذكاء الاصطناعي، بل على الجمع بين التكنولوجيا والذكاء الإنساني الاستراتيجي.

البيانات الأساسية من التقرير
المؤشر القيمة المتوقعة بحلول 2030
الوظائف المفقودة 92 مليون وظيفة (وظائف إدخال بيانات، موظفو خطوط الإنتاج التقليدية، أمناء الصناديق)
الوظائف الجديدة 170 مليون وظيفة (وظائف في الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، الطاقة المتجددة، الرعاية الصحية)


الزيادة الصافية +78 مليون وظيفة


المهارات غير الصالحة 39% من المهارات
القطاعات الواعدة AI، Big Data، Cybersecurity، الطاقة الخضراء stemgenicglobal commuchskills
الوظائف المتزايدة AI/Machine Learning، Big Data، Renewable Energy Engineers، Cybersecurity stemgenicglobal
الوظائف المتناقصة Clerks، Entry-level Admin، Postal Clerks، Cashiers stemgenicgloba ElHuffPost
أبرز المهارات المطلوبة التفكير التحليلي، الذكاء الاصطناعي، المرونة، القيادة
القطاعات الواعدة التكنولوجيا الرقمية، الطاقة المتجددة، الرعاية الصحية، التعليم

التحديات والفرص في فلسطين
تواجه فلسطين تحديات معقدة، أبرزها:
⦁ ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين الشباب وخريجي التخصصات النظرية.
⦁ اعتماد الاقتصاد على قطاعات تقليدية منخفضة النمو
⦁ قيود سياسية واقتصادية تعيق الاستثمار وتوسيع السوق (بُنيات تعليمية محدودة التكيف مع سوق العمل الجديد)
لكن في المقابل، هناك فرص حقيقية:
⦁ انتشار التعليم عن بُعد والمنصات الرقمية توسّع الوصول للمعرفة.
⦁ توفر طاقات شبابية قادرة على الابتكار وريادة الأعمال
⦁ إمكانية الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء، الاقتصاد الرقمي، والخدمات العابرة للحدود
البعد التطبيقي للتعليم والتدريب المهني والتقني (TVET)
لضمان مواءمة المهارات مع احتياجات السوق المحلي، يُعد التعليم المهني والتقني حجر الأساس للاستفادة من التحولات العالمية، عبر:
⦁ دمج المهارات الجديدة: مثل الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، والطاقة المتجددة في المناهج.
⦁ التدريب العملي والتعاوني: شراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات الإنتاجية لخلق فرص حقيقية للطلبة.
⦁ مراكز تدريب متخصصة: توفر بيئة محاكاة لبيئة العمل الحقيقية.
⦁ تعلم مدى الحياة: منصات وطنية تتيح إعادة التأهيل المستمر.
⦁ مجالس قطاعية: لتحديث المناهج بأسلوب دوري وفقًا لاحتياجات سوق العمل.
⦁ التعلم بالممارسة من خلال شراكات مع شركات التكنولوجيا والطاقة والقطاع الصحي
⦁ تطوير مراكز تميز للتدريب التقني تعمل على محاكاة بيئة العمل الحقيقية
⦁ الربط مع القطاع الخاص لضمان أن البرامج التدريبية لا تبقى نظرية بل تترجم إلى فرص توظيف حقي
استراتيجيات التحوُّل المستدام في فلسطين
⦁ برامج تنمويّة متقدمة: تطوير التعليم المهني والتقني بما يتوافق مع القطاعات الحديثة.
⦁ تشجيع ريادة الأعمال والتكنولوجيا الخضراء: عبر دعم حاضنات الأعمال والتمويل الميسّر ومن خلال دعم المشاريع الناشئة، خاصة في التكنولوجيا والاقتصاد الأخضر
⦁ شراكات مع القطاع الخاص: لتصميم وتحديث المناهج التدريبية.
⦁ تحفيز التعلم الرقمي والتدريب المستمر: من خلال منصات تعليمية تفاعلية متطورة، وعبر برامج متخصصة في البرمجة، الأمن السيبراني، وتحليل البيانات
⦁ خلق بوابات اقتصادية بديلة: برامج تأهيل وتأهيل العمال المتأثرين بالتحوّلات الاقتصادية.
⦁ التعليم القائم على المهارات: تحويل المناهج لتستجيب لحاجات السوق، مع التركيز على المهارات الناعمة والتقنية معًا
⦁ التعاون بين القطاعين العام والخاص: لإطلاق برامج تدريبية مشتركة وتوفير فرص عمل مباشرة
⦁ تعزيز الشراكات الدولية: للاستفادة من الخبرات والدعم الفني والمالي.


توصيات عملية لصنّاع القرار في فلسطين
⦁ وضع استراتيجية وطنية للتعليم المهني والتقني مرتبطة مباشرة بسوق العمل
⦁ تأسيس حاضنات أعمال تقنية تدعم الشباب المبتكرين وتربطهم بالأسواق العالمية
⦁ إدماج برامج التدريب العملي في المدارس والجامعات وربطها بالقطاع الخاص
⦁ الاستثمار في التعليم الرقمي والمنصات التفاعلية لتوسيع فرص التعلم المستمر
⦁ توفير برامج إعادة تأهيل مهني للعمال المتأثرين من فقدان وظائفهم


وفي الختام تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 2025 لا يحمل أرقامًا فحسب، بل يقدّم خارطة طريق واضحة للعالم الجديد أمام فلسطين والعالم خريطة طريق لمستقبل العمل حتى عام 2030 . وعلى فلسطين أن تستثمر في رأس المال البشري، لا في التكنولوجيا وحدها. فالتغيّر لن يُحتفى به فقط، بل يُصنع من خلال التعليم المهني والتقني المرن والاستراتيجي.


الفرص متاحة، لكن استغلالها يتطلب تحولات جذرية في التعليم والتدريب، واستثمارًا استراتيجيًا في الإنسان قبل التكنولوجيا. المهارات التي تجمع بين الذكاء الرقمي والذكاء الإنساني هي الضمانة لبناء اقتصاد مستدام وقادر على مواجهة التحديات.

شاهد أيضاً

الصين : رئيس مجلس الدولة الصيني يدعو إلى تنمية عالية الجودة لتجارة الخدمات

الصين : رئيس مجلس الدولة الصيني يدعو إلى تنمية عالية الجودة لتجارة الخدمات

شفا – شدد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ اليوم الثلاثاء على الحاجة إلى دفع …