10:22 مساءً / 16 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

السيادة الفلسطينية على أرضها ، الرد الاستراتيجي على مشروع سموتريتش ، بقلم : محمد علوش

السيادة الفلسطينية على أرضها ، الرد الاستراتيجي على مشروع سموتريتش ، بقلم : محمد علوش

السيادة الفلسطينية على أرضها: الرد الاستراتيجي على مشروع سموتريتش ، بقلم : محمد علوش

يشكل مشروع سموتريتش لتمزيق الضفة الغربية وتطويق القدس تهديداً وجودياً للمشروع الوطني الفلسطيني، إذ يهدف إلى تقويض أهم مقومات الدولة الفلسطينية المتمثلة بالأرض، وإعادة فرض واقع تقسيمي يهدد مستقبل شعب بأسره، وفي هذا الواقع المتقلّب، يصبح التحرك السياسي والقانوني والميداني ليس مجرد خيار، بل واجب وطني مقدس لضمان حماية الأرض والمواطن والحقوق الوطنية المشروعة.


والخطوة الأولى لمواجهة هذا المشروع الخطير هي إعلان السيادة الفلسطينية الكاملة على الضفة الغربية والقدس على حدود 4 حزيران/يونيو 1967، وهذا الإعلان ليس مجرد رمزية سياسية، بل استحقاق قانوني وتاريخي يضع الأسس لأي استراتيجية دفاعية وسياسية لاحقة، ويؤكد للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق والكرامة، وأن دولته المستقلة كاملة السيادة ليست حلماً، بل واقعاً يجب تثبيته.


ولا يمكن للسيادة أن تتحقق دون إعادة قراءة العلاقة مع دولة الاحتلال، ووضع حد لكل اعتراف أو تعامل يشرعن السيطرة الاسرائيلية على الأرض الفلسطينية، وفي المقابل، يجب التأكيد على الدفاع عن الأرض والمواطن بكل الوسائل المشروعة، ضمن تحالف متكامل بين كافة أشكال النضال الشعبي والمقاومة الميدانية، لضمان حماية المزارعين والسكان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وعصابات المستوطنين.


وإنّ البعد الاقتصادي للمقاومة الشعبية عنصر حاسم في صمود المجتمع الفلسطيني، إذ يمكن تحويل مقاطعة البضائع الإسرائيلية إلى فعل حرية واستقلال، بالاستعاضة عنها بالبدائل الوطنية أو منتجات الدول الشقيقة والصديقة، مع وضع آليات قانونية لمساءلة المخالفين، ليصبح الاقتصاد ساحة مقاومة أخرى تجسّد قوة الأرض وصمود أهلها.


وعلى الصعيد الدولي، يتطلب الرد تحركات دبلوماسية حازمة، تشمل رفع الشكاوى للهيئات الدولية، والمطالبة بفرض العقوبات على إسرائيل، ووقف عضويتها في المؤسسات التي تشرعن انتهاكاتها، وهذا المسار يربط بين النضال الوطني والمجتمع الدولي، ويضع العالم أمام مسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.


إن مواجهة مشروع سموتريتش لا يمكن أن تحصر بالوعود الخارجية أو السياسات الجزئية، بل تتطلب خطة وطنية شاملة، تجمع بين المقاومة الشعبية، المؤسسات الرسمية، والضغوط الدولية، لتصون الأرض وتحقق السيادة وتؤكد الحقوق الوطنية المشروعة، وفي النهاية، الطريق الوحيد للظفر بهذه الحقوق يمر عبر وحدة الشعب الفلسطيني، وإعلاء قيمة الأرض والسيادة الوطنية فوق كل الاعتبارات الأخرى، لتظل فلسطين، كما كانت دائماً، قلب الحق والكرامة في المنطقة.

شاهد أيضاً

خطر صامت يختبئ في فوهات السجائر الإلكترونية!

شفا – غالبا ما تُسوّق السجائر الإلكترونية كبديل أنظف وأكثر أمانا من السجائر التقليدية، لكن …