9:55 مساءً / 20 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

التعليم في فلسطين بين الحلم والمعاناة ، دعوة لإنشاء صندوق عربي لدعم الطلبة الجامعيين ، بقلم : معروف الرفاعي

التعليم في فلسطين بين الحلم والمعاناة ، دعوة لإنشاء صندوق عربي لدعم الطلبة الجامعيين ، بقلم : معروف الرفاعي

التعليم في فلسطين بين الحلم والمعاناة ، دعوة لإنشاء صندوق عربي لدعم الطلبة الجامعيين ، بقلم : معروف الرفاعي


في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، وما يرافقها من قرصنة الاحتلال الإسرائيلي لأموال السلطة الفلسطينية وتأخر صرف الرواتب واقتطاعها، يجد آلاف أولياء الأمور أنفسهم عاجزين عن تغطية نفقات تعليم أبنائهم في الجامعات، خصوصًا مع ارتفاع الرسوم الدراسية في العديد من التخصصات، وعلى رأسها التخصصات الطبية والهندسية.


ورغم أن بعض الجامعات الفلسطينية حاولت التخفيف من حدة الأزمة من خلال تقديم خصومات ومنح وتسهيلات في الدفع، إلا أن هذه الخطوات تبقى محدودة التأثير أمام حجم المعاناة المتفاقمة، ولا تفي بالغرض في ظل الواقع المعيشي المتدهور وارتفاع نسب البطالة والفقر.


خلال العمل الميداني والمؤسسي، نصادف حالات إنسانية تدمي القلوب، لطلبة متفوقين حققوا معدلات تفوق 98% في الثانوية العامة، لكنهم يقفون عاجزين على أبواب الجامعات لعدم قدرة ذويهم على تسديد الرسوم، ورغم الجهود التي تُبذل من خلال جمع تبرعات جزئية أو عقد اتفاقيات مع الجامعات للحصول على تسهيلات بالدفع، إلا أن هذه الحلول تبقى مؤقتة وغير كافية، بينما يظل شبح ضياع مستقبل هؤلاء الطلبة ماثلاً أمام أعينهم.


منذ عقود، شكّل التعليم لدى الفلسطينيين رأس المال الحقيقي الذي يعوّضهم عن فقدان الأرض وتشتت الجغرافيا، فالشهادة الجامعية بالنسبة لهم ليست ورقة أكاديمية فحسب، بل ضمانة للمستقبل وأداة للصمود، ما يدفع العديد من العائلات لبيع ما تملك، بل وحتى الاستدانة، لتأمين مقعد جامعي لأبنائها، ومع ذلك، فإن بعض العائلات باتت اليوم عاجزة حتى عن بيع ممتلكات أو إيجاد مصادر تمويل بسبب الأزمة الاقتصادية الممتدة.


إن عجز الدول العربية عن دعم الخزينة الفلسطينية لأسباب سياسية أو اقتصادية لا يعفيها من واجبها الأخلاقي والإنساني في دعم حق الفلسطينيين في التعليم، كأبسط أشكال التضامن، فإنشاء صندوق عربي وفلسطيني خاص بدعم الطلبة الجامعيين، يموّل من رجال أعمال فلسطينيين وعرب، ومن حكومات ومؤسسات عربية، سيكون خطوة عملية وحيوية، حيث يمكن لهذا الصندوق أن يوفّر قروضًا ميسّرة أو منحًا تعليمية، بحيث تُسدّد بعد تخرج الطلبة والتحاقهم بسوق العمل، ما يضمن استمرارية الدعم ودورانه.


في عالم اليوم، يصبح التعليم مفتاحًا لكل فرصة ودرعًا في وجه الفقر والتهميش. وإذا كان الفلسطيني قد آمن بهذا منذ أجيال، فكيف نتوقع أن يواصل طريقه في ظل تخلي الأشقاء عن دعمه حتى في أبسط حقوق أبنائه؟ إن بقاء الطلبة على مقاعد الدراسة هو استثمار في المستقبل الفلسطيني كله، وأي تراجع في هذا الجانب ستكون كلفته باهظة على المجتمع والهوية والقدرة على الصمود.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الأربعاء 20 أغسطس كالتالي :عيار 22 69.900عيار 21 66.700