12:02 صباحًا / 12 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

غزة تتفوق على ستالينغراد وهانوي ، بقلم : راسم عبيدات

غزة تتفوق على ستالينغراد وهانوي ، بقلم : راسم عبيدات


غزة تفوقت على ستالينغراد وعلى هانوي في المقاومة والصمود،رغم كل حجم الدمار والخراب والقتل والتجويع والإبادة الجماعية،وتدمير ما مجموعة 88% من المباني والمرافق الحيوية فيها،وشهداء وجرحى ومفقودين تجاوزت اعدادهم ال 230ألف شهيد وجريح ومفقود.


ما أنا واثق منه بأن “طوفان” غزة ستكون من تداعياته،أنه سيكون قاطرة نحو ولادة نظام عالمي جديد ،أكثر عدلاً وانسانية من نظام ” التغول” و”التوحش” الرأسمالي وعولمة القتل وابادة الشعوب وقتلها ونهب خيراتها وثرواتها والتدخل في شؤونها الداخلية،تحت حجج وذرائع نشر الديمقراطية والتخلص من الديكتاتورية واسلحة الدمار الشامل،تلك الأكذوبة التي استخدموها في العراق من أجل إحتلاله وتدميره،ونفس النموذج استخدم في ليبيا،والآن يسعون لتطبيقه على ايران.


غزة تبطل مفعول نظريات العنصرية والتفوق العرقي، لفوكاياما ” نهاية التاريخ” وصموئيل همنغتون” صراع الحضارات”،فهم لا يرون فينا وفي شعوب العالم الثالث ،سوى شعوب بشرية متخلفة ومتوحشة غير قابلة للتحضر،وبأن الله اصطفاهم من اجل ذبحنا، هذا الذبح والتخلص منا،لكي يعم الأمن والإستقرار في العالم،ويتربع على عرشه مصاصي الدماء وتجار الصفقات والعقارات،والذين لا يرون في الشعوب سوى “سلع” يجب الدوس عليها والتخلص منها في سبيل مصالحهم.


غزة تقاتل بلحم ابنائها،غزة تقول صحيح بأن لون بشرتنا ليست بيضاء ولا عيوننا زرقاء ولا شعرنا اشقر،كما هو الحال في اوكرانيا،لكي تهبوا الى نجدتنا ووقف جرائم الإبادة والتجويع بحقنا،ولكن غزة لن تستسلم ولن ترفع الراية البيضاء،ففيتنام فيما عرف بحرب أيام عيد الميلاد الأحد عشر في عام 1972 ، القت الطائرات القاذفة الأمريكية العمالقة” بي 52″ عليها ،2 مليون و700 الف طن من القنابل خلال 126000 غارة،وقتلتوا فيها ربع مليون انسان،ولكن في النهاية هانوي تحررت ،هي إرادة الشعوب الحية ،لا يهزمها لا تغول ولا توحش ولا اجرام .


غزة توزع عزة وكرامة على كل دول وشعوب العالم،وهي تقول للعرب والمسلمين،أليس نحن منكم وأنتم منا،فلماذا كل هذا الخذلان والجحود والتأمر علينا،والتنكر لكل وشائج العروبة والقومية والدين والدم واللغة والتاريخ والجغرافيا،ألم يحرككم لحم الأطفال المشوي بعمليات القصف والتدمير ..؟؟،ألم يحركم موت الأطفال جوعاً….؟؟ ،ألم تحرككم مناظر وصور الأباء والأمهات، وهم يخاطرون بحياتهم،لكي يحصلوا لأطفالهم الرضع والجوعي على علبة حليب او كيس من الطحين…؟؟


غزة اعادت للقضية الفلسطينية وهجها،وجعلتها العنوان الرئيسي في كل المحافل الدولية،واصبحت الساحات والمدن والعواصم الأوروبية،تعج بالمتظاهرين والمحتجين،المطالبين بوقف جرائم الإبادة وحرب التجويع بحقها،وباتت العواصم الأوروبية،المؤيدة لدولة الإحتلال والداعمة لها،تواجه ضغوطاً شعبية،لكي تتخذ مواقف من جرائم ومجازر الإحتلال ،واتخاذ عقوبات بحقها،وفي ظل شعور دولي متنامي،بأن اسرائيل تريد ان تقضي على أي فرصة لحل الدولتين،وجدنا الكثير من الدول الأوروبية الغربية،ومنها فرنسا والمانيا وايطاليا وكندا واستراليا وبريطانيا وسلوفانيا وايرلندا وايسلندا، تعلن بأنها ضد توسع حرب الإبادة على قطاع غزة،وبأنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.


دولة الإحتلال باتت تعاني من حصار عالمي وعزلة سياسية،وتنامي الدعوات لفرض عقوبات عليها،على خلفية حربها التجويعية على قطاع غزة،وفي ظل استمرار موت الأطفال بسبب نقص الغذاء والموت امام ما يعرف بالمؤسسات الإنسانية الأمريكية ومراكز توزيعها،والتي تحولت لمصائد موت،وتوظيف المساعدات لخدمة اهداف عسكرية وسياسية وأمنية،وهندسة” للجوع والفوضى”.


لم يعرف التاريخ البشري لا بقديمه ولا بحديثه ما تعرض له قطاع غزة من قصف ودمار وخراب وقتل وتدمير، وهذا لم يحدث حتى في جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية،وما القي على القطاع من اطنان متفجرات وقنابل يعادل ثمانية اضعاف،قوة القنابل الذرية التي القيت على ناغازكي وهيروشيما اليابانيتين،ولكن الفرق هنا بأن اليابان قد استسلمت بعد القاء القنابل الذرية الأمريكية على مدنها،في حين غزة ذلك الشريط الجغرافي المحاصر، لم ترفع الراية البيضاء ولم تستسلم،ولسان حالها يقول بأن كلفة المقاومة أقل من كلفة الإستسلام،رغم كل القتل والدمار والخراب وتحول القطاع الى منطقة غير قابلة للحياة.


الصمود الفلسطيني والخروج والإنبعاث من تحت الرماد والدمار،أفشل كل المشاريع والمخططات الإسرائيلية،من خطة الجنرالات،الى عملية “عربات جدعون” وخطة الطرد والتهجير وغيرها،ولم تفلح اسرائيل،رغم كل غطرسة وعنجهية نتنياهو وبن غفير وسموتريتش ومن لف لفهم،في تحقيق اهداف العدوان بحدها الأدنى استعادة الأسرى بدون تفاوض ونزع سلاح حماس والمقاومة،ولا تحقيق اهداف الحد الأقصى السيطرة الأمنية وعمليات الطرد والتهجير القسري.


الصمود الفلسطيني وتجربة القطاع،ستدرس في الكليات العسكرية ومراكز الدراسات الإستراتيجية، بأن دولة تصنف عسكرياً بأنها القوة الأولى على صعيد المنطقة والإقليم والرابعة على صعيد العالم،وما تمتلكه من ترسانة عسكرية،وإمكانيات تكنولوجية واستخبارية ومخابراتية وتجسسية،تعجز طوال 22 شهراً في حرب مستمرة ومتواصلة على القطاع،استخدمت فيها كل فائض قوتها العسكرية والإقتصادية والأمنية والإستخبارية،تعجز عن تحقيق نصر على مقاتلين ينتعلون ” الشباشب ” و”البوابيج” ،وإمكانياتهم العسكرية والتسليحية قياساً الى جيش الإحتلال لا تقارن،ولكن هناك فارق كبير، بأن منتعلي “الشباشب” و”البوابيج” يقاتلون عن عقيدة وايمان،ويمتلكون إرادة ومعنويات،ويدافعون عن حقوق شعب وينتمون لقضية، يراد تصفيتها من كل جوانبها،ومحو وطمس وجود شعبها.


نعم من يحارب اليوم في فلسطين – غزة وفي اليمن،هم منتعلي ” الشباشب” و”البوابيج،في حين جيوش “البريستيج”والإستعراضات العسكرية العربية،اسلحتهم المستوردة من امريكا لتنشيط مصانع وشركات سلاحها تصدأ في مخازنها،او توظف في حروب تريدها امريكا لخدمة مصالحها.


من كان يتصور بأن منتعلي ” البوابيج” و”الشباشب” قادرون على الحاق الهزيمة في امريكا،وجعلها تنسحب من البحر الأحمر،وتجبر على توقيع اتفاق مع اليمن،تنسحب فيه من حربها ضد اليمن،مقابل استمرار اليمن في حربها الإسنادية ضد”اسرائيل” واستمرار فرضها للحصار الإقتصادي على موانئها مؤازرة ومساندة لغزة،حتى يتوقف العدوان عليها،وتفتح المعبر لإدخال المساعدات الإنسانية غذائية وطبية اليها،وليصبح اليمن لاعباً اقليميا ومقررا في الممرات المائية والبحرية.


غزة باتت مفتاح الحرب والسلام في المنطقة،غزة باتت لاعباً مركزياً في المنطقة والإقليم والعالم،وقاطرة تغيير لنظام عالمي هيمنت عليه أمريكا لثمانية عقود،وتقاتل بكل شراسة،لكي لا يستولد نظام عالمي جديد،يزيحها عن عرشها وتربعها على قيادة العالم،ولذلك هي تمارس” كل اشكال التوحش” والتغول” وتشن كل انواع الحروب اقتصادية وعسكرية وتجارية ومالية على مختلف دول العالم،لكي لا تخسر هيمنتها وسيطرتها .

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

وزيرة الخارجية تؤكد أهمية الدور الميداني لليونسكو وتدعو لإجراءات عاجلة لحماية التراث والصحفيين في فلسطين

وزيرة الخارجية تؤكد أهمية الدور الميداني لليونسكو وتدعو لإجراءات عاجلة لحماية التراث والصحفيين في فلسطين

شفا – طالبت وزيرة الخارجية والمغتربين، د. فارسين أغابكيان شاهين، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم …