1:47 صباحًا / 16 يوليو، 2025
آخر الاخبار

إلى المؤسسات: المساعدات دخلت غزة عبر الفيسبوك .. والجياع ما زالوا ينتظرون ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

إلى المؤسسات: المساعدات دخلت غزة عبر الفيسبوك .. والجياع ما زالوا ينتظرون ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

لله الحمد والشكر، قالها البعض وكأنهم أنهوا المهمة، وكأنهم أطفأوا الجوع، وكسوا العراة، وأعادوا الطمأنينة إلى بيوت فقدت كل شيء.
نعم، دخلت المساعدات — لكن عبر الفيسبوك فقط. دخلت في صور وعبارات شكر، في بيانات رسمية مطرّزة بالأمل، وفي “لايفات” تظهر المسؤول يبتسم بجانب كرتونة غذاء.

لكن خلف الكواليس، طفل يبحث عن رغيف، وأمّ تُقسّم ما تبقّى من كيس الطحين على وجبتين، وجار يبيع ما وصله لأنه لا يملك غازًا ليطهُوه.

إلى المؤسسات المحلية والدولية، شركاء الإغاثة ومن يدّعونها: من أين خرجت المساعدات التي لم تدخل بيوت الناس؟ هل سلكت طريق الصور قبل أن تسلك طريق المستحقين؟
هل هي مساعدات فعليّة أم حملة دعائية؟

نحن لا نشكك في النوايا، لكننا نُحمّل الجميع مسؤولية هذا الضياع المتكرر بين الشحنات والإحصاءات، بين قوائم “الأسماء المعروفة” والناس المنسيين. نُحمّل كل مؤسسة لم تسأل: من استلم؟ من وزّع؟ من راقب؟ ومن حاسب؟

غزة لا تحتاج فقط إلى الشاحنات .. بل إلى الضمير.
لا تطلب المستحيل .. فقط تطلب العدل.

ولكم أن تسألوا: كيف يكون الطحين متوفّرًا، وسعره في السوق 80 شيكلًا؟ من الذي سرق قوت النازحين؟ ومن الذي باع المعونة في السوق السوداء؟

لهذا نقولها بصراحة: المساعدات لم تصل كما يجب، ولم تُوزّع كما يجب، والجوعى ما زالوا جوعى.

فلا تنشروا مزيدًا من الصور .. بل انشروا الطعام.
ولا تكتبوا مزيدًا من الشكر .. بل اكتبوا قوائم الرقابة والمحاسبة.

حين يصل الخبز إلى بيت المحتاج دون إذلال، حين لا يُشترى الطحين، بل يُعطى،
حينها فقط نقول:
لله الحمد والشكر .. وصلت المساعدات حقًا.

شاهد أيضاً

رئيس مجلس الدولة الصيني يدعو الصين وأستراليا لخلق تضافر أقوى من أجل التنمية

رئيس مجلس الدولة الصيني يدعو الصين وأستراليا لخلق تضافر أقوى من أجل التنمية

شفا – دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ ، الصين وأستراليا إلى تقوية التعاون …