
الحوار والتعاون هما الخيار الصحيح الوحيد أمام الصين والولايات المتحدة ، بقلم : تشو شيوان
أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ اتصالا هاتفيا مع نظيره الأمريكي، الأمر الذي جذب أنظار العالم مرة أخرى. وفي هذه المرحلة الحرجة التي تشهد فيها العلاقات الصينية الأميركية والبنية العالمية تعديلات عميقة، فإن هذا التواصل المباشر بين رئيسي الدولتين يأتي في الوقت المناسب، وهو ضروري وله أهمية بعيدة المدى. وقال شي إنه من أجل تصحيح مسار السفينة الضخمة للعلاقات الصينية الأمريكية، ومن الضروري أن يسيطر الجانبان على دفة القيادة ويحددا المسار الصحيح، مضيفا أنه من المهم بشكل خاص تجنب كل صنوف الاضطرابات والمعوقات. وأعتقد أن هذا التواصل الاستراتيجي على أعلى مستوى لم يقدم توجيهات سياسية قوية لزخم الحوار بين الصين والولايات المتحدة في جنيف فحسب، بل خلق أيضا فرصة مهمة لعودة العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسارها الصحيح.
كانت المحادثات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة التي عقدت في جنيف إنجازاً قيماً في السعي وراء حوار عقلاني. لقد أدى التقدم الكبير الذي تم تحقيقه في المحادثات والبيان المشترك إلى جلب توقعات إيجابية كبيرة إلى السوق، حيث ارتفعت أسواق الأسهم العالمية وأشاد بها الرأي العام الدولي بشكل كبير. ويوضح هذا بشكل كامل أن المجتمع الدولي يدرك تماما أهمية قيام الصين والولايات المتحدة بحل الخلافات من خلال الحوار والتشاور والحفاظ بشكل مشترك على استقرار العلاقات الاقتصادية والتجارية. وتثبت النتائج التي تم التوصل إليها في هذا الاجتماع مرة أخرى بشكل بليغ أن “الحوار والتعاون هما الخيار الصحيح الوحيد” في العلاقات الصينية الأمريكية المعقدة.
ولكن للأسف الشديد بعد محادثات جنيف، أصبحت أقوال وأفعال بعض الأشخاص في الولايات المتحدة تتعارض مع هذا الاختيار الصحيح. لقد تجاهلوا الحقائق، ونشروا بيانات كاذبة، وشوهوا نتائج المحادثات، وفرضوا عددا من التدابير والإجراءات التقييدية التمييزية ضد الصين. وقد يؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة. إن جوهر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة هو المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين. وإذا نظرنا إلى التاريخ، فسوف نجد أن التنمية التي شهدتها الصين قد وفرت أسواقاً وفرصاً للتعاون بين بلدان العالم، بما فيها الولايات المتحدة؛ كما ساهمت رأس المال والتكنولوجيا الأمريكية في تنمية الصين. فالسعي وراء “فك الارتباط وكسر السلسلة” يؤدي إلى الإضرار بمصالح جميع الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها. وباعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، فإن اتجاه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة له تأثير حيوي على الاستقرار والازدهار في العالم.
تلتزم الصين دائمًا بكلمتها واتخذت إجراءات فعالة بعد محادثات جنيف لإلغاء أو تعليق التعريفات الجمركية ذات الصلة، مما يدل على صدقها التام في الحفاظ على نتائج الحوار. ولكن كما أكد الرئيس شي فإن الصين تتمتع بالمبدأ. ويتمثل هذا المبدأ في حماية المصالح الأساسية للبلاد والمصالح الأساسية للشعب، وحماية العدالة والإنصاف الدوليين ونظام التجارة المتعدد الأطراف بشكل حازم. الصين لن تتنازل أو تستسلم أبدًا في القضايا المتعلقة بالسيادة الوطنية والكرامة. بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الأولوية القصوى هي “النظر إلى التقدم المحرز بطريقة واقعية وإلغاء التدابير السلبية المتخذة ضد الصين”. وهذه ليست خطوة ضرورية للوفاء بالتزامام فحسب، بل هي أيضا شرط أساسي لتعزيز التعاون العملي.
إن تطبيع العلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة يحتاج إلى الجهود المشتركة من الطرفين، حيث أوضح شي أنه يجب على الجانبين تعزيز التواصل في مجالات مثل الشؤون الخارجية، والاقتصاد والتجارة، والشؤون العسكرية، وإنفاذ القانون، وذلك من أجل بناء توافق، وإزالة سوء الفهم، وتعزيز التعاون. وأكد شي أيضا على ضرورة تعامل الولايات المتحدة مع قضية تايوان بحذر لتجنب أي مواجهة مباشرة بين البلدين.
وختاما نقول إن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الصيني والأمريكي جهدا مهما آخر يبذله الجانبان على أعلى مستوى لسد الخلافات وحل المشاكل بعد المحادثات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في جنيف. لقد تم تحديد الاتجاه، والمفتاح هو العمل. وستواصل الصين، كما هي عادتها دائما، تعزيز التنمية المستقرة والصحية والمستدامة للعلاقات الصينية الأمريكية. وفي الوقت نفسه، ونأمل أن تعمل الولايات المتحدة مع الصين لدفع العلاقات الصينية الأمريكية إلى الأمام. العلاقات.
إقرأ مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة