
أبعاد مرايا الظل على عتبة غلاف ديوان “لابد من حيفا” للشاعر عبد الناصر صالح ، بقلم : د. مريم أبوبكر
لاشك أن الإطار المادي للنص والعلامة الجاذبة الأولى للمتلقي تبدأ من واجهة الكتاب, بعناصرها اللغوية والبصرية, وهي جسر العبور إلى مكنونات النص وسطوره.
تتحد صورة الغلاف وعنوان الديوان مع المضمون لتعكس رؤى الشاعر الفكرية في رسائل رمزية؛ إذ يظهر رجل أمام سياج شائك رافعًا يديه ينشد الحرية, رافعًا رأسه نحو السماء باحثًا عن العدالة, بلون الظل الأسود دلالة على الحرقة والظلم والقهر, يتمرد بصوت الصمت ضد القمع أملًا في الخلاص, بخلاف ما وراء السياج سماء تحلق فيها غيوم صيفية خفيفة ترمز للأحلام والذكريات, وانسحاب شمس وضوء باهت.
يظهر على يمين الصورة مقابل السياج سعف نخلة شامخ نحو السماء, يحاكي الصبر والأصالة والشموخ, تطل على حيفا فلسطين بجمال مبانيها, وميناء عميق المياه تنشط فيه حركة السفن التجارية والملاحة.
يعتلي صفحة الغلاف اسم الشاعر “عبد الناصر صالح” يدنوه بقليل عنوان الديوان ” لابد من حيفا” كتب باللون الأبيض دلالة على اعتناق السّلام, ويهدف المُرسل من الترويسة باللون الأبيض والتذييل باللون الأسود إلى خلق ثنائيات ضدية بين الحياة والموت, بين الحق والباطل, بين الحركة والسكون, بين يقين الحرية وغموض المصير!.
تغلب تدرجات اللون الأزرق على خلفية صورة الغلاف استشرافًا لتحقيق حلم النجاة والحرية والسلام, ويتوزع اللون الأخضر بعشوائية جمالية ليدل على الأمل والتجدد والنقاء, ولون قرميدي يرمز للقوة وتجذر الهوية العربية الفلسطينية.
- – د. مريم أبوبكر باحثة – فلسطين .