
صمتُ المَواري ، بقلم : نسيم خطاطبة
صَمْتُ المَوارِي أحرَقَتْ مُقْلَتِي
وَهَدَمْنَ بَيْتي كَانَتِ الحَيْرَةْ مِلَتِي
بِيعٌ وَأَثْمَانٌ لِرُوحِي قُبِضَتْ
نَحْوَ المَنَالِ تَوَجُّهِي وَرُؤْيَتِي
أقِفُ الرِّيَاحَ صُمُودَ مُعْتَصِمٍ
أُجَابِهُ الذُّلَّ وَصَمْتَ الأُمَّةِ
يَا دُنْيَا كَفَانَا البُعْدَ عَنْ دِينِنَا
وَلْنُوَحِّدِ الصَّفَّ، فِيهِ مُقَاوَمَتِي
كَفْكِفْ دُمُوعَكَ، فَالإِسْلَامُ مُنْهَجُنَا
وَعَلَى شَفَا حُفْرَةٍ تَسْمُو اسْتِقَامَتِي
بَطْشٌ أَلِيمٌ فِينَا، فَلْيَرْحَلِ
قَوْمٌ أَبَوْا إِلَّا حَيَاةَ مَذلتي
صَعِدُوا لِلْخُلْدِ، هُنَاكَ السَّكِينَةُ
وَمَجْلِسُ القُرَّارِ مَرْجِعُ خِزْيَتِي
اكْتُبْ عَلَى شَاهِدِي: “إِنِّي شَهِيدٌ”
لَمْ أَرْضَ طُغْيَانًا، وَلا مِذْلَّتِي
هَدَمُوا بَيْتِي، وَظَنُّوا أَنَّهُ
مَلْجَأٌ، وَلَكِنِّي مَعِي رِفْقَتِي
أُشْعِلُ نُورِي فِي دُجَى ظُلْمَتِي
فَالعَيْنُ تُبْصِرُ وَسْطَ كُلِّ غِياهبِي
لَنْ نَنْزَحَ إِلَّا بِأَرْضِ الرِّبَاطِ
فَكَنْعَانُ أَرْضِي، وَغَيْرَتِي
أَحْيَا عَلَى مَأْسَاتِي وَكَأَنَّنِي
بَلْسَمُ الجُرْحِ الشَّافِي وَسَهْمِي
يُسَلَّطُ نَحْوَ خَائِنٍ قَدْ بَاعَ
شَرَفَ العُرُوبَةِ، فَانْتَحَبْنَ جِرَاحَتِي
طُولْكَرْمُ مَهْدُ الفِدَاءِ، وَجِينِينُ
قَسَّامُهَا غَدًا سَيُشْرِقُ نَصْرَتِي
إِنْ كَسَّرُوا عِظَامِي، مَا هَمَّنِي
أَزْحَفْ، وَبِالتَّوْحِيدِ، رَبِّي غَايَتِي
جَمَعُوا الأَحْزَابَ جَيْشًا جَاحِفًا
وَفِئَةٌ قَلِيلَةٌ ثَبَتَتْ فِي بَلْدَتِي
نسيم خَطَّاطَبَة