1:55 صباحًا / 19 أبريل، 2024
آخر الاخبار

الدكتور محمد مرسي: تحية لموقفك المشرّف ضد نظام الوحش الظالم بقلم : د.أحمد أبو مطر

يعرف الجميع أنّ قمم ما يسمّى منذ عام 1955 (دول حركة عدم الانحياز) لا قيمة لها مثلها مثل القمم العربية، فهي مجرد لقاءات واجتماعات لإلتقاط الصور التذكارية بين مشاركين بين أغلبهم من العداوات والخصومات ما لا يمكن احصاؤها، كما أنّ مجرد التسمية كان وما يزال أكذوبة كبيرة، فكل الدول المنضوية تحت هذا الإسم الديكوري منحازة بشكل أو آخر، ففي زمن الحرب الباردة بين المعسكر الذي كان يسمّى أيضا كذبا وبهتانا (المعسكر الاشتراكي) و (المعسكر الرأسمالي) حقيقة، كانت كل دولة من تلك الدول منحازة لمعسكر من المعسكرين علانية وبكل الوسائل، ورغم ذلك يذهب زعماؤها إلى تلك القمم التلفزيونية بدون خجل مدّعين أنّهم غير منحازين، وهم في الحقيقة غير منحازين فقط لديمقراطية وحرية وكرامة شعوبهم. وكمثال فقط كيف يمكن اعتبار النظام الكوبي نظاما غير منحاز، وهو الذي كان مواليا علانية لما كان يسمّى (الاتحاد السوفيتي) وسقط نتيجة تربعه على قائمة الدول القمعية المصادرة لحقوق الإنسان في كافة الدول التي كانت منضوية تحته بالقوة والمدرعات وليس بإرادة شعوبها، وكلنا نتذكر ما عرف ب “ربيع براغ” في يناير 1968 عندما حاول الإصلاحي التشيكي ألكسندر دوبتشيك البدء بتوجهات إصلاحية تتضمن حرية الصحافة والتعبير والرأي والتنقل ورفع يد الدولة عن الاقتصاد، وقامت القوات العسكرية الروسية تحت مظلة اسم (حلف وارسو) باجتياح همجي للعاصمة براغ في 21 أغسطس 1968 منهية هذه الحركة الإصلاحية بعد أقل من سبعة شهور من انطلاقها. وهذا القمع الروسي باسم (الاتحاد السوفييتي) هو ماجمع بينه وبين زعيم عدم الانحياز فيدل كاسترو الذي تربع على رقاب الشعب الكوبي منذ عام 1969  حتى عام 2008 ، حيث ورّث الحكم لشقيقه راؤول كاسترو حتى اليوم. وهو نفس التقليد الذي اتبعه وحش سوريا حافظ الذي تحكّم في رقاب الشعب السوري من عام 1970 حتى عام 1999 ليورث السلطة والحكم والثروة لنجله الوحش بشار. لذلك فلا وجود حقيقي لحركة عدم الانحياز فهي مجرد ديكور وهمي يعرف أعضاؤه أنّهم يكذبون على أنفسهم ثم شعوبهم ثانيا.

الدكتور مرسي نجم قمة الانحياز في طهران،

لأنّه كان الرئيس الوحيد الذي انحاز لثورة الشعب السوري ضد (النظام القمعي الظالم فاقد الشرعية) كما أطلق على نظام الوحش في عقر دار نظام الملالي الداعم لهذا النظام، لأنّ بينهما نفس القاسم المشترك وهو قمع الشعبين السوري والإيراني كل بطريقته ولكن النتيجة واحدة. كانت كل خطب من حضروا القمة تقليدية لا معنى لها سوى العبارات الإنشائية التي من المؤكد أن من ألقوها من الرؤساء والوزراء والأمراء لم يكتبوها بل كتبت لهم كما كنّا نكتب موضوعات الإنشاء ونحن في صفوف المدارس الإعدادية وليس الثانوية. أمّا كلمة الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر فقد كانت مختلفة، لأنّه رئيس منتخب بإرادة شعب مصر البالغ حوالي ثمانين مليونا، عبر انتخابات نزيهة لشعب ذاق الديكتاتورية والاستبداد، خاصة الحزب الذي ينتمي له الرئيس المصري الجديد، فقد ذاق أعضاؤه من جماعة الإخوان المسلمين القتل والسجون منذ زمن انقلاب عبد الناصر عام 1952 حتى زوال نظام مبارك في فبراير 2011 ، لذلك فليس من المعقول ولا المتوقع أن يقف هذا الرئيس المصري مع نظام وحش سوريا الحالي الذي قتل حنى الآن ما يزيد على سبعة وعشرين ألفا من متظاهري الشعب السوري، وعدد القتلى يقترب سريعا من العدد الذي قتله والده الوحش (حافظ أمن الاحتلال فقط)  في مذبحة حماة عام 1982 حيث قتل حسب أغلب الاحصائيات ما لا يقل عن خمسة وثلاين ألفا من المواطنين السوريين بحجة أنّهم من جماعة الإخوان المسلمين.

وقد كانت جرأة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، جرأة أخلاقية علنية صريحة،  تنتصر للشعب السوري المقهور بشكل واضح وليس وراء الكواليس، بل في افتتاحه للقمة المذكورة بصفته رئيس جمهورية مصر التي كانت تتسلم رئاسة دول حركة عدم الانحياز. قال الدكتور مرسي بعد أن وصف نظام وحش سوريا بأنّه (قمعي فاقد للشرعية)، قال: ” إنّ دعم الشعب السوري في مواجهة النظام القمعي في دمشق واجب أخلاقي”. نعم لأنّ الأخلاق في كافة الديانات والقوانين الوضعية المدنية لا تجيز هذه الجرائم التي ترقى حقيقة لمستوى إبادة جماعية مقصودة ومخطط لها. فليت كل الأنظمة في العالم تتسم بهذه الأخلاق التي عبر عنها الدكتور مرسي.

انسحاب وليد ومعلم الوحش

ولأن انتقاد الرئيس المصري الشجاع على مسمع العشرات من رؤساء و وزراء وأمراء عشرات الدول، اصاب مقتلا في جسد النظام القمعي لم يكن أمام وليد ومعلم الوحش المعين وزيرا لخارجيته، إلا أن ينسحب كي يعبّر لوحشه أنّه غير موافق على هذا الوصف، بينما رئيس الوفد الإيراني أحمدي نجاد رئيس الجمهورية التزم الصمت ولم ينسحب أو ينتقد، لأنّه يعرف مدى المصيبة لو فعل ذلك وهو يستضيف هذه القمة الديكورية التي تسّلم رئاستها لثلاثة سنوات قادمة.

ولكن الفضيحة الكبرى ارتكبها تلفزيون الملالي،

إذ أكدت المصادر العربية التي تتابع بثه باللغة الفارسية، انّ هذا التلفزيون قام بتحريف كامل لخطاب الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، وأهم التحريفات الفاضحة كما نقلتها تلك المصادر العربية هي:
1 . بدأ الرئيس مرسي خطابه بالثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله واصحابه، وذكر بالإسم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. ولكنّ تلفزيون الملالي ذكر ” أنّ الرئيس المصري صلى على النبي وآل بيته)، متعمدا عدم ذكر النص الأصلي الكامل لثناء الرئيس مرسي.

2 . قام تلفزيون الملالي بإخفاء كافة المقاطع الخاصة بوصف النظام القمعي لبشار الأسد فاقد الشرعية من خطاب الرئيس مرسي، بالعكس إدّعى هذا التلفزيون أنّ الرئيس المصري قال:” هناك أزمة في سوريا وعلينا جميعا أن ندعم النظام الحاكم في سوريا”. هل هناك مسخرة وكذبا وافتراءا وقلة أدب وصدق أكثر من هذا التحريف الصريح؟.

3 . قام تلفزيون الملالي بحشر اسم (البحرين) عدة مرات في خطاب الرئيس مرسي رغم أنّه لم يتطرق لإسم البحرين سلبا أو ايجابا.

ويعتقد النظام القمعي لملالي إيران أنهم بهذا التضليل يخدعون الشعب الإيراني، متناسين أنّ غالبية هذا الشعب ضد نظامهم، وأنّ أول من كشف هذا التضليل والتزوير لخطاب الرئيس المصري هم الإعلاميون الإيرانيون الذين يجيدون اللغة العربية وتابعوا وقائع المؤتمر. لدرجة أنّ مواقع إيرانية وصفت هذا التحريف الكاذب الخادع بأنّه ( إجراء سخيف).

شكرا وتحية وتقديرا للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي المنتخب بإرادة شعبه الحرّة النزيهة، وسحقا لنظام الوحش القمعي فاقد الشرعية كما وصفه الدكتور مرسي، ولإعلام نظام الملالي الكاذب المخادع مثل أسياده. إنّ تضحيات الشعب السوري لن تضيع هباءا بل سينتج عنها زوال هذا الوحش الطاغية وصولا لرئيس ديمقراطي منتخب من إرادة الشعب السوري فقط، كما نتج عن ثورة وتضحيات الشعب المصري.
www.drabumatar.com

شاهد أيضاً

مؤسسة عير عميم : اسرائيل هدمت منذ بداية الحرب 141 منشأة بالقدس الشرقية

شفا – أكدت مؤسسة حقوقية إسرائيلية أن نسبة هدم المنازل في القدس الشرقية تضاعفت خلال …