11:48 مساءً / 18 أبريل، 2024
آخر الاخبار

آخر المتحدثين، الفائز بجائزة الملك بقلم : المحامي ثائر أبو لبدة

آخر المتحدثين، الفائز بجائزة الملك بقلم : المحامي ثائر أبو لبدة

“عذرٌ أقبح من ذنب” مثلٌ ذاع في بلاد الأندلس في زمن هارون الرشيد؛ لكنّ قصة المثل الأندلسي التي ذاعت في ذلك الوقت لم تكن أكثر جسارةً ووقاحةً من تلك الرواية التي يسوقها حسين الشيخ هذه الأيام حول قطع أرزاق المعوزين؛ أما تبريرُ الفعلةِ النكراء فجاءَ بدفاعٍ متبجحٍ عن جريمةٍ ما زالت مستمرةً وقائمة، ويصرُ المتورطونَ فيها على تخفيف وقعها النفسي وأثرها المادي؛ مع الاقترابِ من موعد السباق الانتخابي.

حسين الذي يعلم جيداً حجم الجريمة وقذارتها ؛ أسند له الحديث، هذه المرة؛ كما أسند لغيرهِ من قبله، وكما سيسندُ لغيرهِ من بعده. فأعادَ بالحرفِ كلامَ أسْلافهِ؛ وجلّ الحديثِ في سياقِ المخاتلةِ والمُداهنة؛ أما ما لا يعرفه حسين وصحبهُ؛ بأنّ مظلمة المُطالبين بالحقوقِ والحُلول؛ لنْ تتوقف إلا بانتهاء عهد غربيب المقاطعة؛ وتبدد سواده السائد والسيّد؛ فلا خَلاص لغزة ولا مُخلص لها إلا برحيلهِ من المشهد السياسي.

وصفُ سلوكِ السلطة اتجاه موظفيها في قطاع غزة بالخاطئ؛ هو ملكُ الأدلةِ وسَيدها؛ الذي سَيدينها في أول جلسةٍ أمامَ قضاءٍ مُستقلٍ ونزيه؛ وسيضعُ شلةَ المقاطعةِ في قفصِ الاتهامِ؛ فيما تقدمُ غزةَ طُعونها المُتراكمة؛ والمُستحقة لقرارٍ باتٍ وناجزْ يحق الحقَ ويزهق الباطل.

مظالمُ غزَة التي أحدُ أسبابِ انتقاصها؛ تقارير الأفاكين الكيديةِ؛ تكشفُ سوداوية المنظومة السلطوية التابعة لعباس؛ والتي تعملُ كعصابة إجرامية؛ وتبرعُ فيما تبرعُ فيهِ عصاباتُ الجريمة المنظمة -المنتشرةُ في دول العالم-؛ من ابتداعِ وسائل الترهيبٍ والابتزاز ، وتفاخرُ بفكرها العدّواني الذي يحقق الأهداف الشيطانية للعصابة..

وفي الأعذارِ الأقبحِ من الذنوبِ؛ ما كانَ من خادمِ الملكِ في بلادِ الأندلسْ؛ إلا أنْ قبلّ سيدهُ وهو نائمٌ؛ فاستيقظ غاضباً محتداً ؛ يريدُ قطع رأسهِ، فاستجمع الخادمُ قواهُ ووقف قائلاً لسيدهِ الملك: ياسيدي ظننتُ أنّك سيدتي الملكة!! فالتهبَ الملكَ غضباً وهّم بقطع رأس الخادمْ، فاستوقفه وقال : والله ؛ ما فعلت ذلكَ إلا طمعاً في جائزتكَ التي أعلنتها؛ لمنْ يسوق عذراً أقبحَ من ذنبْ؛ فتذكرَ الملكُ وعدهُ؛ وعفى عن خادمه وقدم له الجائزة الموعودة.

وهذا حالُ آخر المتحدثينَ بقضية الرواتب ؛ ولو أنّه كانَ في ذاك الزمان لغلبةْ روايتهُ فعلةَ الخادمِ؛ حيث قال الشاعر في “حسين” ومن هم على شاكلته: “وكم مذنب لما أتى باعتذاره ؛ جنى عذره ذنباً من الذنب أعظما”؛ وقد يستحق “حسين” جائزةً على روايتهِ؛ ولكن عندما يعود ملكهُ من السفر .

شاهد أيضاً

عماد جاد الله من الخليل ، نال الحرية بعدما فقد نصف وزنه في 6 أشهر من الاعتقال

شفا – كشف إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير عماد جاد الله من الخليل، عن فقدانه …