9:37 صباحًا / 17 يوليو، 2025
آخر الاخبار

هاشتاغك يا وطن !!! (على هامش مؤتمر البحرين) بقلم : ثائر أبو لبدة

هاشتاغك يا وطن !!! ( على هامش مؤتمر البحرين ) بقلم : ثائر أبو لبدة

” يسقط ” هي القشة التي قسمت ظهر شعبنا ، أرهقته ، وأحبطته ، خاصة أنها بلا برنامج ، بلا عمل ، وبلا استراتيجيات . ولا أفق لها ضمن منظومة الفساد وفي ظل الفاسدين . هي رداء البسطاء الحالمين الذين يرفضون عراء و عهر المستوى السياسي الرسمي وليس بيدهم أي حيلة ، ” يسقط ” هي أم المفاجئات والصدمات ..
السقوط هو حركة الشيء من أعلى إلى أسفل بشكل معاكس بالاتجاه ، علمياً يمكن أن نكتب عن ذلك الكثير ، وأدبياً أيضاً يمكن أن نبدع في التعبير عن هذا المعنى ، فنحن أكثر من عرف معنى السقوط السلبي وما زلنا نعيشه ونتعايش معه منذ سقوط غرناطة الأندلسية حتى يومنا هذا ..
مليءٌ هو التاريخ بحوادث السقوط ، وليست كلها سقوطاً سلبياً فمنها السقوط الإيجابي ، وكانت هذه الحوادث بمجملها ناجمة عن أفعال ملموسة ومحسوسة ، فلم يكن هناك ” هاشتاغ ” ! ، خاصة أننا أصبحنا في زمن يطلق فيه المسؤول ” الوطني ، الثوري ، القائد ، الزعيم ، المخلص .. إلخ ” ، ” الهاشتاغات ” ويتبناها ! ويعطي أوامراً بتعميمها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ، وينام ..!
وينسى المسؤول وظيفته الحقيقية ويتماهى مع زيف فكرته ، خاصة وأن أسراب المغردين انطلقت ، وبدأت تعمل بجدية وإخلاص ! أقول لنفسي : كيف أصدق مسؤولاً وأنا فقط أسمع منه الكلام ؟!! ..
في حين أن واجبه يحتم عليه أن يقدم على الفعل قبل أي فاعل ، وأن يكون ملهماً للآخرين ، وأن يبدع في تحريك الشارع ، إشعاله ، ورفع صوته .. عليه أن يستشعر دوماً دور المعلم والطالب في نفس الوقت ..
ويصبح ” الهاشتاغ ” حديث الناس ، يملئ الصفحات الخاصة والعامة !!
ويوّد البعض أن ينشد ؛ ” هاشتاغيين .. هاشتاغيين ، هاشتاغيين وبدنا نحمي هالبلاد ” ..! وبعضٌ آخر يقول أن ” الهاشتاغ ” فرض و تركه حرام ووقوع في المعصية ..!!
لكننا في الحقيقة ، نعلم علم اليقين أننا نحن أنفسنا من سقطنا من علوٍ شاهقٍ إلى أسفل الهاوية ، وقبل أن نُسقط المؤامرات علينا ، لزاماً يجب أن نصعد ونخرج من مكاننا السفلي الذي أوصلنا إليه المهيمنين على قرارنا الوطني !!
ولنأخذ من التاريخ ومن الشعوب الدروس ، وقد مر أكثر من ربع قرن على توحد برلين الشرقية الشيوعية مع برلين الغربية الديمقراطية ، وسقوط الجدار الفاصل بينهما بمطارق الشعب الألماني الفولاذية الثقيلة ، وبهتافات ” نحن الشعب ، نحن الشعب ” ، وليس بــ ” هاشتاغات ” المسؤولين الفاسدين والمستفيدين !!
وما زالت التجربة تبعث في نفسي الخوف من القادم القاتم ، فنحن نتكلم في فضاءً افتراضي ولا أحد من العالم يلقِ لنا بالاّ ، ومن حولنا يعمل على الأرض ، ولا يخيفه كلامنا العابر .. هنا أستذكر تقسيم الحرم الإبراهيمي (يسقط) و بناء جدار الضم والتوسع (يسقط) ، و البناء الاستيطاني المستمر في الضفة الغربية (يسقط) ، ونقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس (يسقط) و احتجاز أموال المقاصة (يسقط) و و و … إلخ .
° كلمة ” يسقط ” ، كلمة مخيفة ونحسْ ..!! خاصة لما تكون كلمة وبسْ !!
نحن في ظل قيادة عالة غير قادرة على المواجهة ، قيادة عاجزة عن تحقيق أي انجاز على الأرض ، الصمود الذي يسطره شعبنا هو تحصيل حاصل لإيمانه بعدالة قضيته ، ولا يحتاج هذا الصمود لمهارات هذه القيادة المهترئة الفاشلة ..
في النهاية ، خذوا ” هاشتاغاتكم ” وانصرفوا ..!!!
وقبل ما تحاسبوا غيركم ، حاسبوا أنفسكم !

شاهد أيضاً

سفير فنزويلا لدى فلسطين يستقبل المتحدث الرسمي باسم حركة فتح عبد الفتاح دولة ويجدد دعم بلاده لفلسطين في وجه الحرب والاحتلال

سفير فنزويلا لدى فلسطين يستقبل المتحدث الرسمي باسم حركة فتح عبد الفتاح دولة ويجدد دعم بلاده لفلسطين في وجه الحرب والاحتلال

شفا – استقبل سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية لدى فلسطين السيد ماهر طه، اليوم في رام …