2:06 صباحًا / 25 أبريل، 2024
آخر الاخبار

«السيسى وترامب».. قمة التوافق بقلم : محمود مسلم

كل الأنظار تتجه نحو واشنطن لمتابعة زيارة الرئيس «السيسى» إلى البيت الأبيض، والتى تعد الأولى بعد 13 سنة شهدت خلالها العلاقات جفاءً، بل ومقاطعة، وعداءً فى بعض الأوقات، لذا يأمل الكثيرون فى تجاوز الأزمات، خاصة بعد التوافق الذى ظهر بين الرئيسين «السيسى وترامب» والذى يعلق عليه الكثيرون آمالاً كبيرة لتحقيق طفرة فى العلاقات.. وهذه القمة تختلف عن كل اللقاءات الثنائية السابقة التى كانت أجندتها تتمحور حول قضايا معينة، هى (الأزمة الفلسطينية والمساعدات الأمريكية لمصر وملف حقوق الإنسان)، بينما الآن قضية مكافحة الإرهاب هى الهَمّ المشترك الأكبر بين الدولتين والرئيسين، كما أن مصر سيكون لها دور مؤثر، ليس فى القضية الفلسطينية فقط، لكن الأمور ستمتد إلى ليبيا وسوريا.. وأعتقد أن موضوع المساعدات الأمريكية لن يكون مطروحاً بقوة، لأن القاهرة تستعيد علاقاتها مع واشنطن بعد أزمة أراد فيها النظام الديمقراطى الأمريكى – وقتها – إخضاع مصر ضمن التبعية، ورَفَضَ «السيسى» واستطاع تنويع علاقات مصر الخارجية، وبالتالى لن تعود القاهرة مرة أخرى تحت العباءة الأمريكية، كما أن «ترامب» يبحث عن تخفيض ميزانية المساعدات بشكل عام لصالح رفع ميزانية وزارة الدفاع بنحو 10٪، وهو ما يقدر بـ54 مليار دولار. أما ملف حقوق الإنسان، فالواضح أن تعامل الإدارة الأمريكية معه لن يكون مثل الديمقراطيين، خاصة بعد النجاحات التى حققها «السيسى» فى ملفىْ تحرير الاقتصاد وتحسين أوضاع الأقباط، وأعتقد – حسبما صرح المتحدث فى البيت الأبيض منذ يومين – بأن الطريقة السرية فى مثل هذه الملفات قد تكون أجدى.

المؤكد أن التوافق بين «ترامب» و«السيسى» أكبر بكثير من الاختلاف، وأن الأهداف والمصالح متوافقة أيضاً، فـ«ترامب» – كما قال السفير ياسر رضا، سفير مصر بواشنطن، خلال حفل العشاء الذى نظمه للوفد الإعلامى والصحفى مساء أمس الأول – يركز فى برنامجه على نقطتين؛ مكافحة الإرهاب والبحث عن فرص عمل جديدة لشركات بلاده. والواضح أن مصر هى الرقم الصعب فى المنطقة لمكافحة الإرهاب؛ سواء على أرضها، أو دورها فى البلدان الأخرى، وخبرتها فى هذا الملف كبيرة جداً على الأرض، كما أن «السيسى» يبحث عن التعاون الاقتصادى مع كافة بقاع الأرض بعد أن خطا خطوات اقتصادية جريئة خلال الفترة الماضية، والمرجح أن هناك توافقاً بين الرئيسين حول خطورة «جماعة الإخوان» التى بدأت فى محاولات لتعكير زيارة «السيسى» بنشر صور بعض النشطاء المحبوسين فى شوارع واشنطن، لكن أعتقد أنهم فى وضع يدعوهم للدفاع عن أنفسهم وليس الهجوم، خاصة أن «ترامب» ليس أوباما أو هيلارى كلينتون، وبالتالى فالمرجح أن يتوافق الرئيسان فى هذا الملف.

برنامج زيارة «السيسى» لن يكتفى بالحوار مع «ترامب» فقط، بل سيشمل أهم مؤسستين اقتصاديتين دوليتين، هما صندوق النقد والبنك الدولى، بالإضافة إلى لقاءات متنوعة مع رؤساء لجان بالكونجرس ورجال أعمال ورؤساء الشركات الكبرى ومراكز الدراسات والأبحاث. وأعتقد أن برنامج الرئيس المصرى يشمل تنوعاً ما بين الجمهوريين والديمقراطيين، خاصة أن مصر لا تخفى شيئاً وليس لديها ما يعيبها، بل تملك أوراقاً مهمة للعب دور مؤثر فى المنطقة، خاصة أن الزيارة تأتى بعد القمة العربية فى الأردن وفى ظل أوضاع عربية صعبة ومنطقة ملتهبة ودور أمريكى مرتبك خلال السنوات الماضية يبحث «ترامب» عن تصحيحه، وقد قدم البنتاجون تقريراً مؤخراً إلى الرئيس الأمريكى حول كيفية هزيمة داعش.

الاهتمام الشعبى بالزيارة يؤكد أنها غير عادية، ويعكس مدى نجاح «السيسى» فى التعبير عن طموحات شعبه فى التوافق مع أمريكا بما يحقق المصالح المصرية دون أى مساس بالكرامة، كما أن الزيارة ترد على كل الذين انتقدوا انفتاح مصر على روسيا، وتؤكد أن القاهرة تدير ملفاتها الخارجية باقتدار وبتنوع يعكس أن مصر على الطريق الصحيح.

شاهد أيضاً

لأول مرة .. مفاوضات روسية أوكرانية مباشرة بوساطة قطرية

شفا – أعلنت المفوضة الروسية لشؤون الطفل أن روسيا وأوكرانيا أجريتا لأول مرة مفاوضات مباشرة …