
شفا تنشر النص الكامل لكلمة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في الندوة حول الوضاع الدولية والدبلوماسية الصينية عام 2025
فتح أفق جديد لدبلوماسية الدولة الكبيرة
ذات الخصائص الصينية عند منعطف مهم لتقدم التاريخ
الكلمة الرئيسية للسيد وانغ يي في الندوة حول الوضاع الدولية والدبلوماسية الصينية عام 2025
(بيجينغ، يوم 30 عام 2025 )
أيها الخبراء والاصدقاء،
أهلاً وسهلاً بكم! يسعدني جدا أن أجتمع معكم مرة أخرى في نهاية السنة القديمة ومستهل السنة الجديدة للتباحث حول الاوضاع الدولية واستعراض الدبلوماسية الصينية.
يصادف عام 2025 الذكرى الـ80 لانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية، والذكرى الـ80 لتأسيس الامم المتحدة. وفي هذا العام الذي يكتسب الدلالات التاريخية العميقة، يمر العالم مرة أخرى بمنعطف مهم يلزمه بتحديد اتجاه التطور.
في هذا العام، توجهت تغيرات المعادلة الدولية نحو نقطة تحول مهمة، حيث أن الهيمنة الاحادية الجانب رفضت من قبل الشعوب، والعالم المتعدد الاقطاب طلع بقوة، والصراعات الجديدة والقديمة اندلعت بشكل مكثف في ظل التغيرات التي لم يشهدها العالم منذ قرن، فتتزايد حدة النزاع بين التقدم والتراجع.
في هذا العام، تعرضت العولمة الاقتصادية لصدمة شديدة، وخربت حرب التعريفة الجمركية قواعد التجارة الدولية وشوشت نظام الاقتصاد العالمي، فيكون الاختيار بين الانفتاح والانغلاق أمرا ملحا.
في هذا العام، اندلعت الحروب المحدودة النطاق والصراعات العابرة للحدود
مرارا وتكرارا، وسجل عددها رقما قياسيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى الانتشار المستمر للضطرابات الجيوسياسية، فيهز السؤال حول التوجه نحو الحرب أو السلم قلوب الناس.
في وجه منعطف جديد لتقدم التاريخ، نرفع الراية لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية عاليا تحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جينبينغ، ونستشرد بالدبلوماسية على مستوى القمة استراتيجيا، ونتضامن مع قوى التقدم في العالم بأكبر قدر من النوايا الصادقة، ونحشد طاقة التنمية السلمية بأقصى الجهود، ونعمل على الحفاظ على السلم وتدعيم التعاون ومواجهة التغيرات وتحمل المسؤولية الخلقية، ونسعى إلى النهضة للأمة الصينية والمصالح العليا للعالم المضطرب، ونواصل فتح أفق جديد لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية.
إن الصين مرساة الاستقرار في ظل الاضظرابات التي تهدد السلم في العالم. على خلفية التطور المتسارع للتغيرات غير المسبوقة في العالم منذ قرن والاضطرابات والتغيرات التي تشهدها العلاقات الدولية، تزداد مخاطر الصراع والمواجهة بين الدول الكبيرة بشكل ملحوظ.
إن الصين بصفتها دولة كبيرة رئيسية في العالم ودولة دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، تأخذ دائما الحفاظ على السلم العالمي كمسؤوليتها، وتتخذ خطوات ملموسة للدفع بإقامة نوع جديد من العلقات بين الدول الكبيرة، وتعمل على تهدئة القضايا الساخنة من خلال دفع مفاوضات السلم، وتتمسك بتجاوز التجاذبات الجيوسياسية بروح التعاضد والتساند في هذا كوكب الرض، وتظهر مسؤولية الدولة الكبيرة للحفاظ على السلم في العالم. في العام المنصرم، حققت العلقات بين الصين والوليات المتحدة الاستقرار الدينامي بشكل عام بعد المرور بالتقلبات والتذبذبات، وذلك يتماشى مع المصالح المشتركة للشعبين الصيني والامريكي، ويتماشى مع التطلعات المشتركة للمجتمع الدولي؛ وأصبحت العلاقات الصينية الروسية أكثر صلبة كالصخر، واي تتطور بشكل مستقر وسليم على مستوى عال، حيث حقق رئيسا البلدين تبادل الزيارات في هذا العام التاريخي، الامر الذي أبرز طبيعة علاقات التنسيق والشراكة الستراتيجية الشاملة الصينية الروسية القائمة على الثقة المتبادلة والدعم المتبادل؛ ولخصت الصين وأوروبا خبرات التعاون لـ50 عاما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية فيما بينهما، وأكدتا مجددا على التوصيف الساسي للعلاقات بينهما كالشراكة؛ وانضمت الدول العشر للجنوب العالمي إلى “دائرة الشركاء لمجموعة البريكس”، مما جعل “عائلة البريكس” بأعضائها العشرين مزدهرة و”التعاون في إطار البريكس الكبرى” أكثر نشاطا.
استمرت الازمة الاوكرانية لمدة تقرب من أربع سنوات بدون حل. يأخذ الجانب الصيني “الضرورات الاربع” التي طرحها الرئيس شي جينبينغ كالمرجعية الاساسية، ويبذل جهودا دؤوبة لتهيئة الظروف وبلورة التوافقات في سبيل إحلل السلام. نحن كأحد الدعاة إلى “مجموعة أصدقاء السلام” للازمة الاوكرانية، نرحب بكل إخلاص بكافة الجهود التي تساهم في حل الازمة سلميا، كما نبذل جهودا حثيثة ومشتركة مع سائر الاطراف في سبيل ذلك. الان، قد فتحت نافذة المفاوضات، ولاح نور السلم في الافق. على الرغم من أن الطريق إلى الامام ما زال محفوفا بالتعرجات والمتاعب، غير أن الجانب الصيني يحرص على مواصلة لعب دور بناء، متطلعا إلى التوصل إلى اتفاقية سلام شاملة ودائمة وملزمة تزيل جذور النزاعات والصراعات وتحقق الامن والامان الدائمين في أوروبا.
إن الصين هي العمود الفقري في ظل الوضاع الجديدة التي تحيط بها.
لقد أصبحت منطقة آسيا قدوة معترف بها عالميا من حيث التطور والازدهار في العالم الذي يشهد تغيرات واضطرابات متشابكة، وتمر العلاقات بين الصين ودول الجوار بأفضل مراحلها منذ العصر الحديث. وفي الوقت نفسه، إن الحفاظ على الازدهار والاستقرار في البيئة المحيطة الأمر يتطلب جهودا دؤوبة في خضم التفاعل المعمق بين الوضع في البيئة المحيطة والاوضاع المتغيرة في العالم.
في اللحظة الحاسمة التي تشهد تطورات الوضع في البيئة المحيطة، عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أول المؤتمر المركزي حول العمل المعني بدول الجوار منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، حيث تم توضيح التموضع المهم لدول الجوار في مسيرة النهضة العظيمة للأمة الصينية، وتم طرح اتجاهات الجهود المتمثلة في بناء “ديار تسودها السلام والامان والازدهار والجمال والصداقة،” وتم تحديد الهدف العام المتمثل في بناء مجتمع المستقبل المشترك مع دول الجوار، وتم البعث بإشارة استراتيجية تعبر عن حرص الصين على خلق مستقبل واعد مع دول الجوار يدا بيد، الامر الذي ضخ ديناميكية قوية وجديدة على تطور العلاقات بين الصين ودول الجوار.
كانت دول الجوار في موقع مهم من أجندة الرئيس شي جينبينغ للعام الجاري عند حضوره للفعاليات الدبلوماسية التي استضافتها الصين وزياراته المهمة إلى الخارج، حيث ساهمت زيارته إلى عدة دول جنوب شرق آسيا في توطيد حسن الجوار مع جميع دول آسيان ودفع التعاون المتبادل المنفعة ومواجهة التحديات المشتركة، وتوارثت زيارته إلى روسيا الصداقة التقليدية بين الصين وروسيا ودافعت عن العدالة التاريخية وارتقت بالثقة المتبادلة والتعاون بين الدولتين المجاورتين الكبيرتين إلى مستوى جديد، وتم طرح “روح الصين-آسيا الوسطى” لاول مرة في زيارته إلى آسيا الوسطى، وتم التوقيع على معاهادة حسن الجوار الدائم والتعاون معا، الامر الذي أرسى أساسا متينا للاستقرار طويل الامد في شمال غرب الصين، وقادت زيارته إلى شمال شرق آسيا التعاون العملي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وساهمت في تحسين وتطوير العلاقات بين الصين وجمهورية كوريا. كما دعونا قادة الهند وكوريا الديمقراطية لزيارة الصين في هذا العام، الأمر الذي دفع تطور العلاقات الصينية الهندية نحو التحسن، وساهم في تطويد وتكريس الصداقة التقليدية بين الصين وكوريا الديمقراطية. وتكللت قمة تيانجين لمنظمة شانغهاي للتعاون بترأس الرئيس شي جينبينغ بنجاح تام، حيث تم وضع الاستراتيجية التنموية للمنظمة للاعوام العشرة القادمة وافتتاح أربعة مراكز أمنية إقليمية وإنشاء ست منصات تعاون وتوقيع عشرات وثائق التعاون في شتى المجالت. خلاصة القول، تدخل التبادلات بين بلدنا ودول الجوار مرحلة جديدة من الاسراع في بناء مجتمع المستقبل المشترك.
إن تجربة تطور العلاقات بين الصين ودول الجوار وتغيرات البيئة المحيطة خلال العام المنصرم تدل مرة أخرى على أن كون جوار للصين أمر نافع ومفيد، إذ أن الصين تعمل على الوئام مع دول الجوار وطمأنتها وإثرائها بدل من الخوض في التجاذبات الجيوسياسية فيها، وتبني مجتمع المستقبل المشترك معها بدل من انتزاع مناطق النفوذ فيها، وتتشاور معها للتعامل مع شؤونها بدل من الانفراد بالقرار وتوجيه الاملاءات عليها، فمن الممكن القول إن البيئة المحيطة بالصين نموذج يحتذى به لحسن الجوار.
إن الصين حجر الزاوية في وجه تغيرات النظام الدولي. يشهد النظام الدولي تغيرات متسارعة بعد مرور 80 عاما منذ تأسيس الامم المتحدة التي تجاوزت التحديات العديدة. في وجه تيار تطور العصر، يضغط البعض على دواسة الفرامل بقوة، ويحاول البعض الاخر إعادة العجلة إلى الوراء، غير أن الصين تختار التوجه
نحو المستقبل والعمل يدا بيد مع كافة الاطراف على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية ودفع النظام الدولي للتطور نحو اتجاه أكثر عدالة وإنصافا.
إن بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية المفهوم الجواري لفكر شي جينبينغ بشأن الدبلوماسية، وهو يتماشى مع تيار تطور العصر وتقدمه، ويتفق مع المصالح المشتركة للشعب الصيني وشعوب العالم. اعتمدت الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني التي انعقدت بنجاح في هذا العام مقترحات “الخطة الخمسية الخامسة عشرة”، وهي اتخذت بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية كخط أساسي، ووضعت مخططات للعمل الدبلوماسي للاعوام الخمسة القادمة، مما ظهر عقيدة الصين الراسخة وخطواتها الملموسة في سبيل تحقيق التقدم للبشرية والمصالح العليا للعالم برمته.
في عام 2025، شهد العالم “لحظة الصين” في تحولت الحوكمة العالمية. إذ طرح الرئيس شي جينبينغ بجدية مبادرة الحوكمة العالمية التي تدعو إلى اتباع المفاهيم الخمسة من مساواة السيادة وسيادة القانون على الصعيد الدولي وتعددية الاطراف ووضع الانسان في المقام الاول والتركيز على العمل، الامر الذي قدم حل صينيا لدفع بناء منظومة حوكمة عالمية أكثر عدل وإنصافا، وضخ ديناميكية صينية لاحياء المكانة المركزية والدور القيادي للامم المتحدة. جاءت هذه المبادرة التي تلبي الاحتياجات الملحة لعالم اليوم في وقتها، وسرعان ما لقت تجاوبا ودعما من أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية. ألقى الرئيس شي جينبينغ كلمة مهمة بمناسبة الاحتفال الصيني المهيب لاحياء الذكرى الـ80 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، ودعا فيها إلى تكريس روح النضال العظيم ضد العدوان، واللتزام بالرؤية الصحيحة تجاه تاريخ الحرب العالمية الثانية، مما أطلق صوت العصر القوي الذي يؤكد على النصر الحتمي للعدالة والسلم والشعب. وأكد الرئيس شي جينبينغ خلال حضوره الخاص لاجتماع القادة العالميين بشأن المرأة المنعقد في بيجينغ، على ضرورة بلورة توافقات أوسع وشق طريق أرحب لتسريع المسيرة الجديدة لتنمية المرأة. تعاونت الصين مع أكثر من 30 دولة لتأسيس المنظمة الدولية للوساطة، التي تعد أول منظمة حكومية دولية مختصة بتسوية النزاعات الدولية عبر الوساطة، وهي تجاوبت مع متطلبات ميثاق الامم المتحدة، وقدمت منصة جديدة لدول العالم لتسوية الخلافات. كما دعت الصين إلى إنشاء المنظمة العالمية للتعاون في الذكاء الاصطناعي، التي تسعى إلى تعزيز بناء قدرة الجنوب العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتردم “الهوة في الذكاء الاصطناعي”، وتسرع في مسيرة الحوكمة العالمية للذكاء الصطناعي.
لكن في هذا العام الخاص الذي تأخذ فيه شعوب العالم دروس الماضي وتبحث سويا سبل تحقيق السلم والتنمية، إن اليابان التي كانت تشن الحروب العدوانية على الصين، تمتنع عن المراجعة العميقة لجرائمها العديدة، بل وتتحدى قيادتها الحالية سيادة الاراضي الصينية بشكل سافر وتتحدى الاحكام التاريخية للحرب العالمية الثانية والنظام الدولي ما بعد الحرب، ولن تقبل ذلك جميع الدول المسالمة وجميع الشعوب الرافضة لتكرار المأساة. فلابد أن نتوخى الحذر العالي الدرجة إزاء عودة النزعة العسكرية اليابانية، وندافع بحزم عن نتائج الحرب العالمية الثانية التي تحققت بثمن من الدماء، ونصون بشكل فاعل السلام والاستقرار الذي لم يأت بسهولة.
إن الصين هي المحرك الرئيسي في وجه مأزق التنمية في العالم. في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وانتشار النزعتين الحادية والحمائية وتعرض النظام الاقتصادي والتجاري الدولي لصدمات شديدة والتحديات الكبيرة التي تواجهها التنمية في كافة الدول، يتقدم الاقتصاد الصيني إلى الامام رغم الضغوطات، ويتجه نحو مجالات جديدة بجودة أعلى، وهو يوفر دعما للعالم بمرونته القوية وحيويته الكبيرة، ويشارك الفرص مع العالم من خلال الانفتاح على الخارج على مستوى أعلى، بما فيه الانفتاح أحادي الجانب. وتبقى مساهمة الصين في نمو الاقتصاد العالمي على مستوى حوالي %30، وهي تفوق إجمالي مساهامات مجموعة الدول السبع، مما جعل الصين المحرك الرئيسي الذي يدفع التنمية العالمية ويخرجها من المأزق.
في العام المنصرم، بذلنا جهودا كبيرة للدفع ببناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، حيث وقعنا على تخطيطات التعاون وخطط العمل مع عدة دول في جنوب آسيا وأمريكا اللتينية وآسيا الوسطى، وازدادت استثماراتنا المباشرة غير المالية في الدول المشاركة في “الحزام والطريق” بمعدل يفوق %20 على الاساس السنوي. وامتدت وتوسعت “الممرات الذهبية” للتعاون المتبادل واحدة تلو الاخرى، من أمثلتها مشروع إحياء سكك حديد تنزانيا-زامبيا الذي كتب فصل جديدا للصداقة بين الصين وإفريقيا، وسكك حديد الصين-قرغيزستان-أوزبكستان التي فتحت آفاقا جديدة للترابط الاقليمي، وقطار الشحن بين الصين وأوروبا الذي بلغ إجمالي رحلته 120 ألف رحلة.
في العام المنصرم، اضطلعنا بالمسؤولية الهامة لتعزيز التنمية العالمية، حيث قمنا باستضافة معرض الصين الدولي للاستيراد ومعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات ومعرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلكية، وأطلقنا رسميا العملية الجمركية الخاصة بميناء هاينان للتجارة الحرة على مستوى الجزيرة بأكملها، وأنجزنا ووقعنا مع آسيان على نحو شامل على بروتوكول النسخة المطورة 3.0 من منطقة التجارة الحرة، ونفذنا مع إفريقيا “أعمال الشراكة العشرة” بشكل متواصل، وتعاوننا مع دول أمريكا اللتينية لتنفيذ “البرامج الخمسة”، وتعاوننا مع الدول العربية لبناء “المعادلت الخمس للتعاون،” وأنشأنا منظومة متكونة من سبع منصات للتعاون مع دول جزر المحيط الهادئ، وعقدنا الدورة الولى من قمة آسيان والصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، مما أقام شراكات تنموية أوثق مع مختلف الاطراف.
في العام المنصرم، وبالرغم من التشويشات والتحديات الخارجية، مددنا يد العون إلى الشركاء الدوليين المحتاجين إلى الدعم والمساعدة، وطبقنا العفاء الكامل من الرسوم الجمركية لجميع الدول الاقل نموا والدول الفريقية، ونتحمل مسؤوليتنا الدولية من خلل الاعلان عن عدم السعي لمعاملة خاصة أو تفضيلية جديدة في المفاوضات في إطار منظمة التجارة العالمية في الوقت الذي نلتزم فيه بطبيعة الصين كدولة نامية، وذلك يعد خطوة مبادرة إلى التنازل عن الارباح لصالح دول الجنوب العالمي.
في العام المنصرم، فتحنا الباب للترحيب بالزوار، حيث استمررنا في توسيع “دائرة الاصدقاء” للاعفاء من التأشيرة. حتى اليوم، قد أعفينا 48 دولة من تأشيرة الدخول من جانب واحد وطبقنا سياسة العبور دون تأشيرة الدخول تجاه 55 دولة، وتجاوز عدد الوافدين الجانب بدون تأشيرة مسبقة 20 مليون شخص في الارباع الثلاثة الاولى لهذا العام، بزيادة تفوق 50% على الاساس السنوي، الامر الذي خلق مشهدا جديدا للتواصل الشعبي والثقافي بين الصين ودول العالم. وينظر العالم إلى الصين بنظرة أكثر عقلانية ومودة مع التواصل والتمازج بينهما باطراد.
تعتبر الصين حجر الصابورة في خضم الوضع الخطير الذي يواجه العدالة الدولية. إن سياسة القوة لا تمثل الحق، ولا يجوز اتباع فكرة الغالب والمغلوب، ولا يموت الضمير، وتبين العدالة نفسها. تعمل الدبلوماسية الصينية على ترسيخ القيم المشتركة للبشرية جمعاء والتي تتمثل في السلام والتنمية والانصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وتسعى للحفاظ على المبادئ وإعلاء العدل واللتزام بالمسار الصحيح على الساحة الدولية، وتدافع بحزم عن الخط الحمر للعدالة الدولية.
من أجل إحلال سلام أكثر استدامة، نلتزم بإيجاد حلول ذات خصائص صينية للقضايا الساخنة تتسم بالموضوعية والعدل وتعالج الاعراض والمسببات في آن واحد، ونلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم صب الزيت على النار وعدم الانحياز لطرف ضد طرف آخر وعدم اللهث وراء المصلحة الانانية، بل وتوسطنا بنية صادقة في النزاعات الحاصلة في شمال ميانمار وبين الهند وباكستان وبين فلسطين وإسرائيل وفي الملف النووي الايراني والصراع الخير بين كمبوديا وتايلاند. يصمد إصرارنا وجهودنا أمام اختبار التاريخ. إن الجهود الدولية في التوصل إلى وقف إطلق النار في غزة تستحق الترحيب، غير أن العالم لا يزال مدينا لفلسطين بعدالة. لا يجوز تهميش القضية الفلسطينية مرة أخرى، ولا يجوز محو قضية الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة. من الضروري اللتزام بمبدأ “الملكية للشعب الفلسطيني وحكم فلسطين من قبل الفلسطينيين”، ولا يزال “حل الدولتين” الخيار الصحيح الوحيد لحل القضية الفلسطينية بشكل شامل ودائم.
من أجل بناء عالم أكثر مساواة، نقف بثبات إلى الجانب الصحيح للتاريخ في المسائل المتعلقة بمبادئ العدالة الدولية، حيث نرفض الهيمنة وسياسة القوة قطعا، ونقدم الدعم أخلاقيا وعمليا بقدر المكان للدول الرازحة تحت الظلم. في وجه الحروب الجمركية والتجارية التي تمس بالحقوق والمصالح المشروعة لدول العالم وتخرب نظام التجارة المتعدد الاطراف، خرجنا بموقف ثابت، وذلك من أجل حماية حقوقنا ومصالحنا المشروعة، والاهم من ذلك، من أجل الدفاع عن العدالة والانصاف الدوليين.
أيها الخبراء والاصدقاء،
تعتبر العلاقات الصينية الامريكية من أهم العلاقات الثنائية في عالم اليوم. تؤثر الخيارات الاستراتيجية التي تأخذها الصين والولايات المتحدة على اتجاه تطور التاريخ العالمي. في العام المنصرم، التزمنا بالنظر إلى العلاقات مع الولايات المتحدة والتعامل معها انطلقا من المصالح العامة والطويلة المدى لانفسنا وللعالم، واتخذنا مواقف حازمة وثابتة من المسائل المبدئية الهامة، ولم نقدم أي تنازلات حتى ولو شبر واحد في المسائل المتعلقة بمصالحنا الجوهرية. في نفس الوقت، قمنا بالاتصالات والحوار مع الجانب الامريكي للبحث عن فرص التعاون ودفعه للنظر إلى الصين بنظرة عقلانية وموضوعية وتسوية الخلفات بين الجانبين عبر التشاور والحوار. أجرى الرئيس شي جينبينغ والرئيس دونالد ترامب أربع مكالمات هاتفية، وتبادل رسائل لعدة مرات، كما قاما بالتواصل المعمق حول القضايا الهامة التي تخص العلاقات الصينية الامريكية والسلام والتنمية في العالم خلال لقائهما في مدينة بوسان بجمهورية كوريا، مما قاد دفة السفينة العملاقة من العلاقات الصينية الامريكية لتجاوز الامواج العاتية والعقبات الشائكة والحفاظ على المسار الصحيح لها.
تثبت تجارب العلاقات الصينية الامريكية في العام المنصرم أن الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك اي المفاتيح لتحقيق التطور المستقر للعلاقات الصينية الامريكية وتمكينها من خدمة العالم. إن الصين والولايات المتحدة تربحان بالتعاون وتخسران بالتصادم، فمن غير المقبول توجيه الاملاءات بالكبرياء أو التناقض في القوال والافعال. لابد للصين والولايات المتحدة من السعي إلى حلول لتسوية شواغل كل منهما وإيجاد طريق صحيح للتعامل فيما بين هاتين الدولتين الكبيرتين، على أساس المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة.
إن مسألة تايوان من الشؤون الداخلية الصينية، وهي أهم المصالح الجوارية للصين. في وجه الاستفزازات المستمرة من قوى “استقلال تايوان” والخطة الامريكية عن مبيعات الاسلحة لتايوان بحجم كبير، نعارضها بشكل قاطع ونتخذ الاجراءات المضادة الحازمة بالطبع. يصادف اذا العام الذكرى السنوية الـ80 لعودة تايوان إلى الوطن الام، فإن تحقيق إعادة توحيد وطننا الام او ما يتطلبه الحفاظ على سيادة البلد وسلامة أراضيها وفقا للقانون، ويمثل مهمة تاريخية من اللزام أن ينجزها أبناء الشعب الصيني. وجدنا أن عددا متزايدا من الدول تقف إلى جانب الصين، وأكدت هذه الدول مجددا على اللتزام بمبدأ الصين الواحدة والاعتراف بأن تايوان جزء من الاراضي الصينية، وأعربت أيضا عن معارضتها الواضحة لكافة التصرفات الساعية لـ”استقلال تايوان،” والدعم للصين في إعادة توحيدها. إن أي محاولة رجعية تعرقل هذا الزخم السائد للتاريخ محكوم عليها بالفشل.
إن مسيرة دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في عام 2025، تشعرنا بشكل أعمق من أي وقت مضى، بأن العلاقات بين الصين والعالم تتطور حاليا نحو اتجاه أكثر إيجابية، والتأثير الدولي للصين وريادتها الابتكارية وجاذبيتها الاخلاقية تزداد بشكل ملحوظ. تتقدم الدبلوماسية الصينية اليوم إلى الامام برباطة الجأش والثقة رغم التحديات والصعوبات، وتكمن أسباب ذلك في قيادة الرئيس شي جينبينغ للدفة، وفي الرشاد العلمي من فكر شي جينبينغ بشأن الدبلوماسية، وفي القيادة الممركزة والموحدة من اللجنة المركزية للحزب، وفي الدعم القوي من الجماهير الغفيرة، وأيضا في المفاهيم الدبلوماسية الصينية التي تكسب دوما الارضية الاخلاقية العالية على الصعيد الدولي.
أيها الخبراء والصدقاء،
إن فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة هي فترة حاسمة لتحقيق التحديث الاشتراكي من حيث الاساس لبلدنا من ترسيخ الاسس والتقدم في كل الجبهات، وستدخل العلقات بين الصين والعالم مرحلة جديدة نتمكن فيها من تقديم مزيد من الاسهامات لتطور وتقدم البشرية. إن عام 2026 هو بداية للخطة الخمسية الخامسة عشرة، وستحقق دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية مزيدا من الانجازات.
أولاً، سنوفر دعامة استراتيجية أكثر متانة لتنمية الدولة ونهضة الامة. خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة، ستتشابك وتتفاعل التنمية في الصين والتغيرات غير المسبوقة في العالم بشكل متزايد، حيث ستؤثر تغيرات الاوضاع الدولية على التنمية المحلية بشكل عميق، وستؤثر التنمية الصينية على المعادلة الدولية بشكل عميق أيضا.
تعد خدمة الخطة الخمسية الخامسة عشرة لتحقيق بداية جيدة رسالة مهمة للاعمال الدبلوماسية في العام المقبل. سنعزز روح المبادرة التاريخية والموقف السياسي، ونركز على تحقيق الاهداف الجديدة لتنمية الحزب والدولة، وننجز بحزم المهام الجديدة للدبلوماسية على مستوى القمة، ونتحكم في التوجهات الجديدة في ظل تغيرات الاوضاع الدولية غير المسبوقة منذ قرن بالفكر المنهجي، ونخدم التنمية العالية الجودة بفعالية، وندفع بالانفتاح العالي المستوى على الخارج بنشاط، ونحل بكفاءة المخاطر والتحديات التي جاءت من الخارج، بما يساعد بلدنا على الاستمرار في أخذ زمام المبادرة استراتيجيا في المنافسة الدولية الشديدة. سنربط مصالح الشعب الصيني بمصالح شعوب العالم بشكل أوثق، ونربط التحديث الصيني النمط ببناء التحديثات لدول العالم بشكل أكثر إحكاما، بما يقدم مساهامات دبلوماسية جديدة في كتابة فصول جديدة للمعجزتين العظيمتين المتمثلتين في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الاجل، ويهيئ ظروفا خارجية أكثر مواتية للدفع بالقضية العظيمة لبناء دولة قوية وتحقيق نهضة الامة على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط.
ثانيا، سنجد سبل أكثر فعالية لشق طريق جديد للعلاقات بين الدول الكبيرة. بما أن الدول الكبيرة عنصر رئيسي يؤثر على الحرب والسلام، فل بد للعالم من إيجاد طريق جديد للدول الكبيرة لتحقيق التقدم السلمي والمشترك في فترة زمنية جديدة.
إن ما تركز عليه الصين او التنمية السلمية، وهي تعمل على تعزيز قدرتها الاستراتيجية على التنمية السلمية بالتزامن مع العمل على دفع الدول الكبيرة الاخرى لسلوك طريق التنمية السلمية أيضا، وتتعاون معها يدا بيد في إنشاء معادلة قائمة على التعايش السلمي والاستقرار العام والتنمية المتوازنة للعلاقات بين الدول الكبيرة. سنشكل نموذجا جديدا للتفاعل الايجابي بين الصين والولايات المتحدة، التزاما بالمبادئ الثلاثة المتمثلة في الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون للكسب المشترك، وسندفع بتحقيق تطورات سليمة ومستقرة ومستدامة للعلاقات الصينية الامريكية، على أساس الحفاظ بحزم على سيادة البلاد وأمنها ومصالحها التنموية. وسنقوم بتعزيز العلاقات الصينية الروسية المبنية على حسن الجوار والصداقة الدائمين والتنسيق الاستراتيجي الشامل وتبادل المنفعة والتعاون والكسب المشترك، والاستمرار في إضفاء مقومات جديدة على شراكة التنسيق الستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد، وبذل جهود مشتركة للحفاظ على علاقات الدولتين الكبيرتين والاستقرار الاستراتيجي الدولي على نحو جيد. وسنقوم بتكريس تقاليد التعامل بين الصين وأوروبا التي تتمثل في الاحترام المتبادل وإيجاد القواسم المشتركة مع ترك الخلافات جانبا والانفتاح والتعاون وتبادل المنفعة والكسب المشترك، بما يفتح آفاق جديدة للعلاقات الصينية الاوروبية، ولنكون شركاء حقيقيين يتمسكون بتعددية الاطراف.
ثالثا، سنبذل جهودا أكثر نشاطا لبناء مجتمع المستقبل المشترك مع دول الجوار. يعد بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هدفاً ساميا للدبلوماسية الصينية، وهو عملية تاريخية تتطلب جهودا دؤوبة للمضي بها قدما إلى الامام باستمرار. وتعتبر دول الجوار حلقة محورية في الدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
سنطبق على نحو معمق روح المؤتمر المركزي حول العمل المعني بدول الجوار، ونلتزم بالمفهوم المتمثل في الحميمية والصدق والترابح والتسامح والمستقبل المشترك، ونعمل مع دول الجوار على بناء ديار يسودها السلام، حيث ندعو إلى الوعي بأن الامن مشترك، وندير ونسيطر على النزاعات والخلافات بشكل ملائم، بما يبعد الشعوب عن الصراعات والحروب. وسنعمل مع دول الجوار على بناء ديار يسودها الامان، حيث نتوسط بنشاط في القضايا الساخنة لخفض حدتها وتهدئتها، ونقوم بتربية الثقة الستراتيجية المتبادلة فيما بيننا لازالة التربة التي تغذي النزاعات. وسنعمل مع دول الجوار على بناء ديار يسودهاا الازدهار، حيث نقوم باستكشاف الامكانية الكامنة للتعاون في إطار اتفاقية الشراكة الاقتصادية الاقليمية الشاملة (RCEP)، وضمان تنفيذ النسخة 3.0 من منطقة التجارة الحرة بين الصين وآسيان في يوم مبكر، بما يرسخ معادلة التنمية المتكاملة مع دول الجوار. وسنعمل مع دول الجوار على بناء ديار يسودها الجمال، حيث نعزز التبادل حول الحضارة الايكولوجية ونطبق مفهوم “البيئة الطبيعية الجيدة اي الكنز الحقيقي”، وندفع التنمية الاقليمية المستدامة. وسنعمل مع دول الجوار على بناء ديار تسودها الصداقة، حيث نوسع نطاق التواصل الثقافي والشعبي لتعزيز التقارب بين الشعوب، بما يوطد الاسس الشعبية لبناء مجتمع المستقبل المشترك مع دول الجوار.
رابعا، سنحشد قوة أكثر عظمة لدفع الجنوب العالمي نحو التحديث معا.
إن التحديث لا يعني التغريب، تتساند وتتكاتف الصين ودول الجنوب العالمي في طريق التحديث، وترسم سويا مناظر جديدة وعظيمة لتقدم الحضارة البشرية.
إن الصين باعتبارها أكبر دولة نامية، ستحافظ بثبات على المصالح الكلية للدول النامية، وستعمل على تحقيق التضامن وتقوية الذات للجنوب العالمي. تعد آلية البريكس منصة مهمة للتعاون بين دول الجنوب العالمي. سندعم توسيع وتقوية آلية البريكس، وندفع بزيادة التمثيل وحق الكلام لدول البريكس في عملية التعددية القطبية. يصادف عام 2026 الذكرى الـ70 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإفريقيا. سنعمل على المضي قدما بـ”المبادرة لدعم التعاون في التحديث في إفريقيا،” والاسراع في التشاور مع الدول الفريقية للتوقيع على اتفاقية الشراكة الاقتصادية من أجل التنمية المشتركة، وتسريع وتيرة تطبيق “المعاملة الصفرية الجمركية” تجاه الدول الافريقية على أرض الواقع، بما يسجل صفحة تاريخية جديدة لتشارك الصين وإفريقيا في المستقبل المشترك. تلفت الاوضاع المضطرة في الشرق الوسط أنظار العالم. سنستضيف القمة الصينية العربية الثانية لتعزيز التضامن والثقة المتبادلة بين الصين والدول العربية، إضافة إلى تسريع الوتيرة لانجاز المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، ونتقدم باستمرار نحو بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك. ونتابع عن كثب تغيرات الاوضاع في منطقة أمريكا اللاتينية، وسندعم دول أمريكا اللاتينية بثبات في الدفاع عن سيادتها وكرامتها الوطنية، وتسريع التنمية والنهضة على الطرق التي اخترتها بإرادتها المستقلة.
خامسا، سنضخ ديناميكية أقوى للانفتاح والتعاون للعالم.
عرضت “الخطة الخمسية الخامسة عشرة” خطوطا عريضة جديدة للتنمية الصينية، وتمثل أفقا جديدا للتعاون والكسب المشترك بين الصين والعالم. ستلتزم الصين بالانفتاح العالي المستوى على الخارج، والاستمرار في تقديم منافع ناجمة عن السوق الصينية الضخمة للعالم، وقيادة تيار الانفتاح والتعاون في العالم، وكبح التيار الرجعي من فك الارتباط والانغلاق، ومشاركة الدول الاخرى في تجاوز المصاعب وتقاسم الفرص.
سنعمل على التوفيق بين المشاريع النموذجية الهامة والمشاريع المعيشية “الصغيرة والجميلة” بصورة أفضل في عملية التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، وسنواجه بشكل ملائم التشويشات والصعوبات التي ستظهر في طريق التنمية، لنجاح هذه المنصة الاكبر حجما والاوسع نطاقا للتعاون الدولي في العالم، والسير على طريق الكسب المشترك بين الصين والعالم بشكل جيد. سندافع بثبات عن النظام التجاري المتعدد الاطراف المتمحور حول منظمة التجارة العالمية، ونعمل سويا على مقاطعة الحمائية والطغيان والتنمر بالتعريفة الجمركية، وتعزيز تسهيل وتحرير التجارة والاستثمار مع مختلف الدول والمناطق في العالم. سنعمل كالدولة المضيفة لمنظمة التعاون الاقتصادي لاسيا والمحيط الهادئ في عام 2026، على تعزيز الاتصال وتكثيف التنسيق مع كافة الاقتصادات، وبذل جهود مشتركة معها للدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك لاسيا والمحيط الهادئ، وتفعيل واستكشاف طريق نحو إنشاء منطقة التجارة الحرة في آسيا والمحيط الهادئ، بما يبقي منطقة آسيا والمحيط الهادئ في طليعة الانفتاح والتعاون في العالم.
سادسا، سنقدم مساهمة أبرز في إصلاح واستكمال الحوكمة العالمية. في وجه تحديات عالمية متعاقبة، تحتاج المنظومة والاليات الدولية بشكل ملح إلى مواكبة العصر والاصلح والاستكمال. في هذا السياق، طرح الرئيس شي جينبينغ بالتوالي مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الامن العالمية ومبادرة الحضارة العالمية ومبادرة الحوكمة العالمية، التي تدعو إلى الدفع بتعددية الاقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والنتظام والعولمة الاقتصادية المتسمة بالنفع للجميع والشمول، مما وفر إرشادا استراتيجيا لقامة منظومة حوكمة عالمية أكثر عدل وإنصافا.
سنطبق تعددية الاطراف الحقيقية مع الدول التي تشاركنا في الراء والطموحات، ونواصل الدفاع عن المنظومة الدولية القائمة وبنائها. سنعمل مع كافة الاطراف يدا بيد على تعزيز هيبة الامم المتحدة ومكانتها، والالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الامم المتحدة، ودعم الامم المتحدة للقيام بدور محوري في القضايا الهامة التي تهم السلام والتنمية في العالم. سنبذل جهودا حثيثة بإعادة مواضيع التنمية إلى مركز أجندة الحوكمة العالمية من جديد، وندعم إعطاء الاولوية لزيادة وزن دول الجنوب العالمي في مختلف آليات الحوكمة. وسنعمل على سد “عجز الحوكمة” وإزالة “النقاط العمياء للحوكمة” وتوسيع “مجالات الحوكمة”، والتشاور والتعاون مع كافة الاطراف لانشاء آليات ومنابر جديدة للحوكمة بروح الانفتاح والشمول.
سابعا، سنتحمل المسؤولية بحزم أكبر للدفاع عن المصالح الوطنية. في ظل التغيرات غير المسبوقة منذ قرن في العالم، ستواجه الدبلوماسية الصينية بجرأة الاختبارات التي أتت بها العواصف حتى الاعاصير. سنلتزم بالمبادئ وندافع عن الخطوط الحمراء، ونحافظ بثبات على سيادة البلاد وأمنها ومصالحها التنموية، ونسحق بكل حزم كافة الانشطة الانفصالية المعادية لبلادنا. وسنعزز ونستكمل قدرتنا ضد العقوبات والتدخلات و”اختصاص الذراع الطويل” بإرادة راسخة لا تلين أمام سياسة القوة، بما يوفر ضمانا مؤسسيا أقوى للحفاظ على مصالح بلدنا وشعبنا بشكل فعال. سنطبق مبدأ الدبلوماسية لخدمة الشعب بشكل لا يتزعزع، ونسرع في بناء منظومة أكثر شمول لضمان الامن خارج الحدود، ونعزز بناء آلية الانذار المبكر للمخاطر، إضافة إلى تعزيز التعاون مع مختلف الدول في مجال الامن وإنفاذ القانون، بما يجعل المواطنين والاشخاص الاعتباريين الصينيين في الخارج يعملون ويعيشون بشكل أكثر أمانا وارتياحا وطمأنينة.
أيها الخبراء والاصدقاء،
يتقدم تيار العصر إلى الامام بدون توقف، والنهضة العظيمة للامة الصينية زخم سائد لا يقاوم. سنتوحد بشكل أوثق حول اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جينبينغ، ونلتزم بالارشاد العلمي من فكر شي جينبينغ بشأن الدبلوماسية، ونقدم مساهمات جديدة في بناء دولة قوية وتحقيق النهضة العظيمة للامة الصينية وقضية إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بروح أكثر مبادرة لتحمل المسؤولية التاريخية وروح أكثر حيوية للابداع.
شكرا لكم!
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .