شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
شفا – (شينخوا) ، أطلقت وزارة الثقافة السعودية الأربعاء الماضي، النسخة الثالثة من مهرجان “بين ثقافتين” التي تستضيف جمهورية الصين الشعبية، وذلك في قاعة الملفى بمدينة محمد بن سلمان غير الربحية “مدينة مسك” في العاصمة الرياض، ضمن حدثٍ دولي يُقام بالتزامن مع العام الثقافي السعودي الصيني 2025؛ بهدف ترسيخ الحوار الحضاري، وتعزيز التبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية.
وفي مساء أمس (الخميس)، قامت وكيل وزارة الثقافة السعودية مي الرشيد، وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة تشانغ هوا، بجولة في أجنحة المهرجان، وتبادلا الحديث مع الفنانين والمشاركين من الجانبين.
وشهدت الفعالية إقبالًا لافتًا على العروض والأنشطة المختلفة.
ففي جناح “تشيوانتشو التراث العالمي – تنوّع التراث غير المادي” صدحت أنغام موسيقى “نان ين” التقليدية الهادئة، إلى جانب عروض لآلات موسيقية صينية مثل اليانغ تشين والإرهو، فيما استوقفت عروض حِرف الخيزران والروطان من آنشي، وعادات نساء شونبو في تزيين الشعر بتسريحة “إكليل الزهور”، ونقش القصدير من تشيوانتشو، أعدادًا كبيرة من الزوار، كما أتاح حَمَلة التراث الثقافي غير المادي الصيني للزوار السعوديين فرصة تجربة نسج السلال وصناعة ألواح العطور ونقش الزخارف الرمزية.
وفي جناح الخط العربي – الصيني، قدّم خطاطون من البلدين عروضًا حيّة لكتابة الخطين العربي والصيني، أما في منطقة تجربة الواقع الافتراضي لمحور بكين المركزي، فارتدى الزوار الأجهزة الخاصة ليقوموا بجولة افتراضية غامرة في أحد مواقع التراث العالمي.
وعلى المسرح، قدّمت فرقة هونان للفنون الغنائية والراقصة عروضًا للرقص الصيني الكلاسيكي وفنون الدمى، إلى جانب فقرات من أوبرا سيشوان مثل “تبديل الوجوه” و”شرارة ينغه”، وسط تصفيق حار من الجمهور، فيما أضفت الرقصات الشعبية السعودية أجواءً حماسية بلغت ذروتها.
وفي منطقة المأكولات الخارجية، انتشرت روائح الأطباق الصينية، مثل نودلز اللحم والباوزي ونودلز الأرز، وجذبت العديد من الزوار السعوديين لتذوقها.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة السعودية عبدالرحمن المطوع إن الثقافة تمثل تبادلًا نابضًا بالحياة يتشكل من خلال الحوار والتعاون، مشيرًا إلى أن مهرجان “بين ثقافتين” هذا العام، وفي إطار العام الثقافي السعودي – الصيني، اتخذ من الصين محورًا له، مع التركيز على إبراز نقاط التلاقي والاحتفاء بثقافتي البلدين.
وأضاف المطوع أن العام الثقافي السعودي – الصيني جسّد كيف يمكن للثقافة أن تبني روابط دائمة وذات معنى بين الدولتين، وأن تسهم في تعميق الفهم المتبادل.
ومع اختتام هذا العام، يفتح الجانبان عبر الحوار والعروض الإبداعية وتبادل الخبرات آفاقًا جديدة لمواصلة التعاون والتبادل الثقافي.
من جانبه، أوضح السفير تشانغ هوا أن العام 2025 يوافق الذكرى الخامسة والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسعودية، كما أنه أول عام ثقافي مشترك بين البلدين، وقد استُهلّ العام بفعالية “سوق رأس السنة الصينية” التي نظمتها السفارة الصينية في الرياض، واختُتم بفعالية مهرجان “بين ثقافتين”، حيث نُظمت أكثر من 60 فعالية ثقافية على مدار العام، شارك فيها ملايين الأشخاص من الجانبين، وحققت نتائج مثمرة.
وقال تشانغ “إن تألق فنون البلدين على مسرح واحد يُعد امتدادًا لروح طريق الحرير القديم، وتجسيدًا عمليًا لمبادرة الحضارة العالمية. وأنا على ثقة بأن التبادل الإنساني بين بلدينا سيستمر ويتعزز مستقبلًا”.
وأضاف أن الصين ستستضيف العام المقبل القمة الصينية -العربية الثانية والقمة الصينية-الخليجية الثانية، وأن هذه الفعالية أسهمت في تهيئة أجواء إيجابية للمناسبات القادمة.
ويستمر المهرجان حتى 6 يناير 2026، مقدما تجربة ثقافية شاملة تُبرز عمق الحضارة الصينية وتنوع موروثها، ويستعرض أوجه التلاقي والتباين بينها وبين الثقافة السعودية، وذلك في إطار جهود وزارة الثقافة لمدّ جسور التواصل الحضاري، وتعزيز حضور المملكة إقليميا ودوليا، وترسيخ مكانتها بوصفها مركزًا فاعلًا للحوار الثقافي العالمي.
ويستهدف المهرجان العائلاتِ والأفراد، والسياح والزوار الأجانب، والوفود الرسمية، والمهنيين في القطاعات الثقافية، من خلال برنامج متنوع يشمل معرضًا فنيًا، وتجربة “الشارع الصيني” التي تجمع بين الثقافتين عبر الحِرف اليدوية، إلى جانب العروض الأدائية والموسيقية، وغيرها من الفعاليات التي تعكس القيم المشتركة في التراث والهوية، وتسهم في تعزيز التقارب الإنساني عبر الثقافة بوصفها لغةً عالمية.
ويضم مهرجان “بين ثقافتين” عددًا من الأقسام الرئيسة التي تقدم للزوار تجربةً ثقافية متكاملة، ومن أبرزها المعرض الفني السعودي الصيني المشترك، الذي يقدّم أعمالًا فنية متنوعة تشمل اللوحات، والمنحوتات، والصور الفوتوغرافية، بما يعكس مسارات التبادل الثقافي والإبداع المشترك بين الصين والسعودية.
