11:53 صباحًا / 16 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

انقذوا مخيمات النازحين في غزة بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة ، بقلم : عمران الخطيب

انقذوا مخيمات النازحين في غزة بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة ، بقلم : عمران الخطيب

معاناة تتفاقم وسط تعطّل مراحل الاتفاق وعدم وجود جدول زمني للانسحاب

مقدمة

رغم مرور أكثر من شهر على إعلان شرم الشيخ لوقف العدوان على قطاع غزة، ما يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل عملياته بشكل متقطع، بينما تتعثر المراحل المتفق عليها لوقف إطلاق النار، وسط غياب أي قرار ملزم من مجلس الأمن يحدد إطارًا زمنيًا لانسحاب القوات الإسرائيلية، الأمر الذي يُبقي الأوضاع الإنسانية في مخيمات النازحين على حافة الانهيار.

تعطّل تنفيذ المراحل المتفق عليها

لم تُحدَّد حتى الآن مواعيد واضحة لانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، رغم الاتفاق على ثلاث مراحل. كما تحاول الإدارة الأمريكية تمرير قرار بصياغات فضفاضة لا تُلزم إسرائيل بالانسحاب الفوري، رغم تسليم المحتجزين الإسرائيليين، ولم يتبقَّ سوى أربعة فقط.

كان من المفترض الانتقال إلى المرحلة الثانية، إلا أن الأطراف الثلاثة المعنية—إسرائيل، الولايات المتحدة، وحركة حماس—تبدو وكأن لديها حساباتها الخاصة التي تحول دون الالتزام بمسار واضح لإنهاء الوضع الراهن.

حكومة نتنياهو: الهروب إلى الأمام

تسعى حكومة نتنياهو إلى خلق ذرائع لتصعيد العدوان في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، بهدف كسب الوقت والبقاء في السلطة. فوقف شامل لإطلاق النار يعني فتح الباب أمام محاسبة رئيس الوزراء على ملفات الفساد، وربما تشكيل لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر 2023، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية الحالية.

الإدارة الأمريكية: لا رغبة في وقف شامل للقتال

لا تبدو واشنطن معنية بفرض وقف شامل لإطلاق النار، بل تعمل—وفق الوقائع على الأرض—على دفع الفلسطينيين نحو اليأس والاستسلام، وقبول سيناريوهات تهجير محتملة تحت ضغط غياب الأمن الاجتماعي. ويسهم انتشار العصابات المحسوبة على إسرائيل، وإسناد دور لشرطة حماس داخل القطاع بموافقة إسرائيل، في خلق بيئة فوضوية تدفع إلى خيارات خطيرة تمسّ مستقبل السكان.

حركة حماس وحساباتها الخاصة

تسعى حركة حماس إلى تثبيت وجودها في قطاع غزة وتقديم ضمانات لإسرائيل والولايات المتحدة بأنها قادرة على فرض الأمن داخل القطاع وحماية “الغلاف العازل” للمستوطنات المحاذية. ويعزز الإعلان الأمريكي عن اجتماع بين المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب والسيد خليل الحية هذا التوجه، في إشارة إلى تقاطع مصالح بين الأطراف الثلاثة.

مخيمات النازحين: كارثة إنسانية تلوح في الأفق

في ظل استمرار تعطّل الانتقال إلى المرحلتين الثانية والثالثة، تزداد معاناة النازحين الفلسطينيين. فمياه الأمطار تتسرّب إلى الخيام، ومنع إدخال البيوت الجاهزة يفاقم المأساة، ما يجعلهم مهددين بكارثة إنسانية قد تستخدم لاحقًا لتبرير عمليات تهجير “مؤقت” بذريعة إعادة الإعمار.

المطلوب دوليًا وعربيًا وفلسطينيًا

لوقف هذا الانهيار الإنساني، يصبح من الضروري:

  1. إصدار قرار ملزم من مجلس الأمن يطالب بالانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
  2. تسليم الأجهزة الأمنية والشرطة الفلسطينية مسؤولية حفظ الأمن داخل القطاع.
  3. توفير البيوت الجاهزة للنازحين فورًا، ووقف إبقائهم في ظروف غير إنسانية.

هذه الخطوات تمثل أولوية قصوى للفلسطينيين في قطاع غزة، وهي مسؤولية المجتمع الدولي قبل أي طرف آخر.

عمران الخطيب

شاهد أيضاً

الصين china

الصين تصدر تحذيرا بشأن الدراسة في اليابان

شفا – أصدرت وزارة التعليم الصينية، اليوم الأحد، تحذيرا بشأن الدراسة بالخارج، حيث دعت الطلاب …