11:14 صباحًا / 15 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

جيل عايش على أعصابه : بين الواقع والحلم ، بقلم : سماحه حسون

جيل عايش على أعصابه : بين الواقع والحلم

جيل عايش على أعصابه: بين الواقع والحلم ، بقلم : سماحه حسون

في زمننا هذا، أصبح الشباب يعيشون على حافة الهاوية، على أعصابهم، يركضون خلف الزمن وكأنهم في سباق مع الوقت. أيامهم مليئة بالقلق، وأحلامهم محاصرة بين جدران لا تنتهي من التوقعات والضغوط. سألناهم: “شو أكتر شي بسبّبلك ضغط وتوتر هالفترة؟”

الجواب كان مؤلمًا، لكنّه حقيقي. بين “الواجبات” التي لا تنتهي، و”الطموحات” التي تتضخم وتكبر كل يوم، وبين “الحياة” التي تتراكم مسؤولياتها على أكتافهم، ضاع الكثير منهم في الزحام. ضاعوا بين الأهداف التي لا تنتهي، وبين المجتمعات التي تراقبهم وكأنهم على خشبة مسرح، والكل يترقب الخطوة القادمة.

الضغوط المجتمعية: هل نحن هنا من أجل الرضا أم النجاح؟

الجيل الحالي يحمل فوق كاهله همومًا ثقيلة. يصرخ في قلبه سؤالٌ واحد: “هل نحن هنا لنرضي أنفسنا؟ أم لكي نرضي الآخرين؟” نعيش في زمن تداخلت فيه الأولويات، واختلط فيه مفهوم النجاح مع الرغبة في التقدير الاجتماعي. “إذا لم تحقق النجاح كما يراه الناس، فأنت فاشل!”، هذه الجملة التي تتردد في آذانهم كل يوم.

لكن السؤال الأصعب: ماذا عن الراحة النفسية؟ هل هناك مكان لها في هذا العالم؟ هل يُتوقع من الشباب أن يكونوا دائمًا في حالة حركة، في سباق لا ينتهي نحو الكمال، بينما يُقتل في داخلهم شيءٌ صغير، هو الهدوء، الذي كان من حقهم أن يمتلكوه في زمنٍ كانوا فيه أكثر سكينة؟

التحديات اليومية: معركة الأمل

ما الذي يجلب لك التوتر؟ هل هو المال؟ أم المستقبل المجهول؟ أم تلك الأصوات التي تهمس في أذنك طوال الوقت: “ماذا قدمت اليوم؟ ماذا ستفعل غدًا؟” إننا نعيش في بحر من التحديات، والكل يسعى إلى هدفه، ولكن هل هناك لحظة نوقف فيها عجلة الحياة؟ أو حتى نلتقط أنفاسنا للحظة واحدة؟

المشكلة الكبرى تكمن في أن الضغط ليس فقط من الخارج، بل من داخلنا أيضًا. نحن من نصنع معايير النجاح ونسابق أنفسنا في كل يوم لتحقيقها، حتى لو كانت بعيدة عن الواقع. نعتقد أننا يجب أن نكون “أفضل” دائمًا، بينما ننسى أن أفضل نسخة من أنفسنا هي التي لا تأتي من مقارنة الآخرين، بل من استماعنا إلى صوتنا الداخلي.

قصيدة: “بين الحلم والواقع”

أعيش بين أحلامي وأنتظارات الناس
أركض خلف الوقت، والعمر يجري كالريح في المسار
أبحث عن نفسي في زحمة الحكايات
فأجدني ضائعًا بين كلماتٍ وآهات

كل يومٍ يمر، يحمل في طياته سؤال
هل أنا من أختار الطريق؟ أم أن الطريق هو من اختارني؟
أم أنني مجرد ضيفٍ في حياةٍ لا تنتهي
بين الواقع الذي يأخذني وبين حلمٍ يُحاصِرني؟

أحتاج إلى لحظةٍ من صمتٍ، لحظةٍ من صفاء
بعيدًا عن أصوات العالم، بعيدًا عن الصخب
فلا طعم للنجاح إذا فقدنا روعة اللحظة
ولا معنى للحياة إذا لم نتعلم أن نعيشها بسلام.

الخاتمة: البقاء في دائرة الأمل

اليوم، أصبح من الضروري أن ندرك أن الضغوط جزء من الحياة، لكننا أيضًا بحاجة إلى أن نتعلم كيف نتعامل معها. لا يمكننا أن نعيش دائمًا في حالة “التوتر” والقلق، لأن ذلك سيُفقدنا سلامنا الداخلي. لقد أصبح الضغط النفسي جزءًا من معركتنا اليومية، ولكنه لا يجب أن يكون سببًا في فقداننا للأمل أو للمستقبل.

قد نعيش على أعصابنا أحيانًا، ولكن لا يجب أن ننسى أننا بشر، ولسنا مجرد آلات لا تشعر. إن أكبر إنجاز يمكن أن نحققه هو أن نعيش حياتنا بأفضل طريقة ممكنة، وأن نتقبل أننا نمر بتحديات، ولكننا قادرون على تخطيها إن آمنا بأننا نستحق الراحة والهدوء، تمامًا كما نستحق النجاح.

في النهاية، التوتر ليس سوى مرحلة، والعبرة في أن نجد طريقنا وسط كل هذا الزحام…

شاهد أيضاً

تعليق: في حال المجازفة بقضية تايوان، سيواجه الجانب الياباني عواقب قاسية!

تعليق: في حال المجازفة بقضية تايوان، سيواجه الجانب الياباني عواقب قاسية!

شفا – قالت رئيسة وزراء اليابان ساناي تاكايتشي مؤخرا إن قوات الدفاع الذاتي اليابانية قد …