12:03 مساءً / 13 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

واحد وعشرون عامًا على رحيل القائد والإنسان ياسر عرفات ، بقلم : عمران الخطيب

واحد وعشرون عامًا على رحيل القائد والإنسان ياسر عرفات ، بقلم : عمران الخطيب

مرّت واحد وعشرون عامًا على رحيل القائد والرمز الفلسطيني ياسر عرفات (أبو عمار)، وما زال حضوره الإنساني والوطني متجذرًا في وجدان الشعب الفلسطيني، رمزًا للنضال والحرية والاستقلال.


لقد فقد الفلسطينيون برحيله قائدًا قدّم الغالي والنفيس في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة لشعبه، المتمثلة في الحرية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني.

كان ياسر عرفات يؤمن بأن الديمقراطية والوحدة الوطنية هما السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال، وهما صمام الأمان للمشروع الوطني الفلسطيني. فقد اعتبر أن التعددية السياسية تشكل مصدر قوة للشعب الفلسطيني، وتمنح القيادة هامشًا واسعًا للمناورة السياسية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

لم يكن غياب الرئيس الخالد عن الساحة السياسية حدثًا عابرًا أو طبيعيًا؛ بل كان نتيجة مخطط سياسي معقد استهدف رمزية عرفات وتأثيره، ليس فقط من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بل أيضًا من قوى دولية رأت فيه شخصية عصيّة على الاحتواء والسيطرة، قادرة على تحريك الجماهير العربية والإسلامية والدولية في آنٍ واحد.


ولا تزال الذاكرة الفلسطينية والعربية تحفظ ما دار في اجتماعات شرم الشيخ والعقبة، حين طُرحت بشكل صريح فكرة “التخلص من ياسر عرفات”، باعتباره العقبة الكبرى أمام تمرير المشاريع الإسرائيلية.

لقد مثّل عرفات حالة فريدة من التحصين الوطني داخل الصف الفلسطيني، واستطاع بحنكته جمع مختلف الفصائل والقوى تحت مظلة واحدة، مما جعله هدفًا واضحًا لمحاولات العزل والتصفية. وعندما تدهورت حالته الصحية، منعت سلطات الاحتلال دخول الطبيب الأردني الدكتور أشرف الكردي لمتابعة وضعه، قبل أن يُسمح له متأخرًا بزيارته في مرحلة حرجة، أعقبها نقله إلى المستشفى العسكري في باريس، حيث أُعلن عن رحيله في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004، بعد أن أكّد الأطباء استحالة علاجه.

لقد كان اغتيال ياسر عرفات محاولة لاغتيال المشروع الوطني الفلسطيني برمته، غير أن إرثه النضالي ظل حاضرًا في قلوب الفلسطينيين وأفعالهم. فقد نجحت إسرائيل وأدواتها في تغييب جسده، لكنها عجزت عن تغييب روحه وفكره، اللذين بقيا نبراسًا للأجيال الفلسطينية المتعاقبة، التي ما زالت تردد:

“على القدس رايحين… شهداء بالملايين”
“ثورة ثورة حتى النصر”

رحم الله القائد والإنسان ياسر عرفات، وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

عمران الخطيب

شاهد أيضاً

الاحتلال يقتحم بيتونيا غرب رام الله

الاحتلال يقتحم بيتونيا غرب رام الله

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بلدة بيتونيا غرب رام الله. وأفادت مصادر …