9:55 مساءً / 8 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

المؤتمر الثامن لحركة فتح ، تجديد الشرعيات وإحياء المشروع الوطني، بقلم : د. عمر السلخي

المؤتمر الثامن لحركة فتح ، تجديد الشرعيات وإحياء المشروع الوطني

المؤتمر الثامن لحركة “فتح”: تجديد الشرعيات وإحياء المشروع الوطني، بقلم : د. عمر السلخي


في لحظة سياسية فلسطينية معقدة، تقف حركة “فتح” أمام استحقاق تاريخي لا يحتمل التأجيل اكثر من ذلك ، يتمثل في عقد مؤتمرها العام الثامن، بوصفه المدخل الجوهري لتجديد الشرعية التنظيمية والسياسية، وضخّ دماء جديدة في شرايين الحركة التي شكّلت منذ انطلاقتها عام 1965 العمود الفقري للنظام السياسي الفلسطيني، وقاطرة المشروع الوطني.

فتح والمشهد الراهن

تواجه “فتح” اليوم تحديات مركّبة : الانقسام ، تآكل الثقة الشعبية بالمؤسسات الرسمية، وتراجع حضورها التنظيمي في الميدان، مقابل تصاعد أدوار لجهات أخرى تستثمر في حالة الفراغ، هذه التحديات لا يمكن تجاوزها عبر التعيينات أو التوافقات الفوقية، بل من خلال مؤتمر حركي جامع يعيد الاعتبار للمؤسسات، ويجدد بنيتها الفكرية والقيادية والتنظيمية على أسس ديمقراطية ومهنية.

بين الإصلاح والتجديد

المؤتمر الثامن اصبح حاجة وجودية للحركة، إذ إن تجديد القيادة والهياكل والبرامج هو المدخل لتجديد الحركة الوطنية بأسرها، فـ”فتح” ليست فصيلاً عادياً، بل الإطار الجامع الذي انبثقت منه منظمة التحرير والسلطة الوطنية ومؤسساتها. وعليه، فإن أي خلل في حيويتها أو شرعيتها ينعكس مباشرة على مجمل النظام السياسي الفلسطيني.

الإصلاحات الجزئية التي تُدار من الخارج أو تُفرض تحت عناوين الدعم أو الشروط السياسية لا يمكن أن تحل محل الإرادة الداخلية، ولا تُبنى بها المؤسسات الوطنية المستقلة، فالحركة التي كانت عنوان القرار الوطني المستقل مطالَبة اليوم بإعادة إنتاج هذا القرار داخل صفوفها أولاً، عبر انتخاب قياداتها ومؤسساتها بآلية ديمقراطية شفافة ومسؤولة.

شباب “فتح” ورهان المستقبل

إن من أهم مخرجات المؤتمر المنتظرة هي تجديد النخب ودمج الكفاءات الشابة في مواقع القرار، بما يضمن تواصل الأجيال ويستعيد ثقة القواعد التنظيمية، فالشباب الفتحاوي الذين يشكّلون أغلبية في القواعد الميدانية بحاجة إلى دور فعلي في صنع القرار، لا أن يبقوا على هامش المشهد التنظيمي.

المؤتمر الثامن يجب أن يكون منصة للمراجعة والتجديد، المطلوب رؤية جديدة تنسجم مع التحولات في الساحة الفلسطينية والإقليمية والدولية، وتستوعب تحديات المرحلة القادمة، من مقاومة الاستيطان والتهويد، إلى إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير على قاعدة الشراكة والديمقراطية.

نحو استعادة الدور الوطني

إن تأخير عقد المؤتمر يعني استمرار حالة الجمود التنظيمي والسياسي، ويُضعف قدرة الحركة على قيادة المشروع الوطني. ، أما انعقاده في سياقٍ وطني جامع، فيمكن أن يشكّل انطلاقة جديدة نحو استعادة الوحدة والمبادرة الفلسطينية.

على “فتح” أن تبدأ بنفسها لتستعيد مكانتها الريادية، لأن تجديد الشرعية الحركية هو مفتاح تجديد الشرعية الوطنية، ولأن التاريخ لا يرحم من يتقاعس عن واجبه.

إن المؤتمر الثامن ليس مجرد موعد تنظيمي في رزنامة الحركة، بل محطة مفصلية في مسيرة “فتح” والشعب الفلسطيني، فإما أن يكون مدخلاً لنهضة جديدة تُعيد الاعتبار للمشروع الوطني، أو أن يتحوّل التأجيل الدائم إلى عبءٍ يهدد بقاء الحركة كإطار قيادي جامع.

إن إعادة بناء “فتح” من داخلها هو الشرط الأول لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني برمته، واستعادة الثقة الشعبية بمؤسساته وقياداته ، فكما كانت “فتح” في البدايات طليعة التحرر الوطني، فإن مستقبلها اليوم مرهون بقدرتها على تجديد ذاتها من خلال مؤتمرها الثامن — بوصفه استحقاقاً وطنياً لا يحتمل الانتظار.

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم السبت

اسعار الذهب اليوم السبت

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم السبت 8 نوفمبر كالتالي :عيار 22 83.600 دينارعيار 21 …