شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
شعبٌ يعتزُّ بوطنه ، حين تُغنّي الألوانُ نشيدَ الكرامة ، لوحة للفنان محمد دغليس كلمات : د. وليد العريض
في البدءِ كانتِ الأرضُ تُغنّي وكانتِ الحقولُ تُهدهِدُ الحلمَ على ركبتَي الصبر.
من قلبِ الزيتون وملحِ العرقِ خرجتِ الألوانُ كأنها تراتيلُ صلاةٍ تُرفعُ في معبدِ الوطن.
شعبٌ يعتزُّ بتراثِه العريق، يفخرُ بفلكلورِه الأصيل، ويصنعُ من الحنينِ طوقَ وردٍ يُزيِّنُ الذاكرة.
هو شعبٌ يحبُّ الحياةَ رغمَ الجراح ويعشقُ الأرضَ عشقَ العاشقِ لمعشوقته، لا يهدأُ له قلبٌ حتى يلمسَ ثراها.
في لوحةِ محمد دغليس، لا نرى الطبيعةَ فحسب، بل نلمسُ نبضَها.
ثوبُ الفتاة المطرَّزُ بخيوطِ الشمسِ ليس زينةً، بل ذاكرةٌ من نورٍ ودمٍ وورد.
وذلكَ الفتى بقمبازِه وكوفيّتِه ليسَ ظلًّا عابرًا
بل قسمٌ أدّاهُ للعشبِ والحجرِ والسماوات.
كأنَّ بينهما عهدًا قديماً، كتبهُ الزيتونُ على جذعٍ لا يشيخ
عهدٌ بأنَّ العشقَ للأرضِ هو بقاءٌ وأنَّ الانتماءَ صلاةُ حياةٍ تُتلى كلَّ فجرٍ جديد.
كلُّ لونٍ في اللوحةِ قلبٌ يخفقُ:
الأخضرُ ذاكرةُ الطفولة والأحمرُ دمُ العشق والأصفرُ نبوءةُ الشمسِ في حقولِ الحنين.
وحين تتعانقُ الألوانُ، كأنَّ الوطنَ يستيقظُ من غيبوبتِه ليقول:
أنا الحلمُ الذي لم يمت، أنا الجرحُ الذي يُزهرُ وردًا.
نشيدُ العاشقين للأرض
يا أرضَنا إنَّا عَلى وعدِ الهَوى
نمضي ونكتبُ بالدمِ الأنشِيدا
في كفِّكِ الزيتونُ يسقي خُضرةً
ويُعيدُ للريحانِ عُمرًا جَديدا
يا ثوبَ عِزٍّ طرزتْهُ أمٌّ لنا
بالصبرِ حينَ توارى العيدُ بعيدا
فخُذي قلوبَ العاشقينَ وسامَها
نذرًا لوجهِكِ لا يُريدُ بَديلا
فإذا تمايلَ في الهَواءِ شَذاكِنا
قالتْ فلسطينُ: الحبيبُ أعيدا
الفنّان
محمد دغليس فنانٌ فلسطينيٌّ يرى في اللونِ صلاةً وفي اللوحةِ وطناً.
ريشتهُ تُغنّي كما يُغنّي الفلاحُ للحصاد وتكتبُ الذاكرةَ بلغةِ الطينِ والنور.
الكاتب
د. وليد العريض – مؤرخ أديب شاعر وكاتبٌ صحفيّ
يكتبُ العشقَ كما يكتبُ التاريخ ويؤرّخُ للوطنِ كما يؤرّخُ للحنين.
كلماتهُ زيتونةٌ تُضيءُ القلبَ وتُعيدُ للذاكرةِ رائحةَ المطر.
