3:13 مساءً / 4 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

الأردن في قلب المشهد المحلي .. قراءة في دلالات زيارة الملك عبدالله الثاني الى محافظات الوطن ، بقلم : د. دانييلا القرعان

الأردن في قلب المشهد المحلي .. قراءة في دلالات زيارة الملك عبدالله الثاني الى محافظات الوطن ، بقلم : د. دانييلا القرعان


يدرك الجميع مدى حرص جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم ومواقفه الصلبة، وعمله الدؤوب الرامي للحفاظ على المصالح العليا الاردنية خاصة، والمصالح العربية والاقليمية عامة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي نذر نفسه للدفاع عنها وعن حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة، ناهيك عن الدور الأهم المتمثل في رعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.

انطلاقًا من هذا السياق يبدأ جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم بين الحين والآخر جولات تفقدية لمحافظات الاردن وبعض السلطات في الدولة الأردنية كالسلطة القضائية المعهد القضائي مؤخرًا، وزيارات جلالته وثقت عرى التواصل وربطت بين أبناء الوطن والعرش الهاشمي. دلالة هذه الزيارات الملكية هي من أنجع الأساليب التي تساعد على تلمّس الأوجاع، والعمل على إيجاد الحلول لمعالجتها، لذلك نرى جلالة الملك مع أبناء الوطن في مختلف مناطق المملكة يلتقيهم ويتحسس همومهم ويستمع لمشكلاتهم في مختلف مواقعهم. بطبيعته جلالته يمكن وصفه بأنه “الرجل الميداني” يحب الإطلاع بنفسه على واقع الامر، ومن ثم يوجه المسؤولين من خلال هذه الزيارات الى مواطن الخلل.

ومن هنا يبقى على المسؤولين التطبيق، والمتابعة، وترجمة التوجيهات الملكية السامية بجميع مضامينها، ويجب أن يكون هنالك ضرورة أن ترتقي هذه الجهات المسؤولة مع الاوامر الملكية في التطبيق والتنفيذ للمستوى السامي. نعم لقد رأينا الترحاب الحار من المواطنين بجلالته أينما حل في ربوع الوطن، ومؤخرًا في زيارته الأخيرة لأهلنا في محافظة الكرك العزيزة، ورأينا اللقاءات العفوية المفعمة بالصدق، ولمسنا العشق كما قال أحد الكركية النشامى: أن العشق أعلى مراتب الحب. بالفعل ونحن وصلنا في محبتنا لجلالة القائد لدرجة العشق والهيام. وكثيرًا ما كنّا نسمع عبارة “طل علينا وجه الخير” من البدوي في الصحراء ومن القروي وفي المخيمات، وهذا إن دلّ يدل على عمق المحبة التي يكنها أبناء الشعب الاردني لمليكهم المفدى. “طلّ علينا الخير” “طلّ علينا وجه الخير” عبارات رقيقة معبّرة تحمل في معانيها مشاعر إنسانية نبيلة، يطلقها الأردنيون حين يلتقون جلالة القائد الملك الإنسان عبد الله الثاني المعظم وجهًا لوجه، أثناء زياراته التفقدية المتكررة لمختلف أرجاء الوطن. وتختزل مثل هذه العبارات الكثير من القصص والحكايات التي تعبر عن مقدار الحب والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة، التي تصل الليل بالنهار من أجل رفعة الوطن وتحسين معيشة المواطنين.

وتتجلى لحظات الصدق عندما نستمع الى قصص يرويها مواطنون ومسؤولون يجمعون على ما تتميز به تلك اللقاءات من عفوية وتلقائية ليغدو حضور جلالة الملك بينهم في أي لحظة وفي أي مكان أمرًا متوقعًا، ولتتعزز في أذهان الأردنيين أن مليكهم قريب منهم لا تفصله أي حواجز عنهم، وحينما يكون الملك بين أهله فهو يكتب ربيعًا مزهرًا، وفصلًا جديدًا من عمق المحبة والتواصل الذي لا ينقطع بين القيادة والشعب، وأن جميع الأردنيين هم في قلب مليكهم.

إن لجهود جلالة القائد دورًا كبيرًا في مختلف زياراته ليس فقط المحلية، وإنما الدولية أيضًا، وهي الجانب الآخر من زياراته الميدانية، ولها دلالة رئيسية في تسويق الأردن عالميًا من خلال التعريف بإمكاناته، وتنظيم المؤتمرات الإقتصادية العالمية بالدرجة الأولى، والتوجيه لتحقيق متطلبات الإنضمام لمنظمة التجارة العالمية، فجلالته قدم صورة واضحة للأردن بالتأكيد على أهمية العلاقات الدولية والتعاون الإقليمي كدولة منفتحة اقتصاديًا تواكب الظروف الإقتصادية العالمية.


إن التوجيهات الملكية السامية لرسم السياسات الاقتصادية انعكست على تطوير البيئة الاستثمارية الحاضنة للاستثمار من خلال توحيد الأطر التشريعية الناظمة له والتأكيد على زيادة الحوافز والإعفاءات والارتقاء ببيئة الأعمال بما يتفق والمعايير الدولية؛ ما انعكس إيجابًا على جذب رأس المال الأجنبي في مختلف الأنشطة الاقتصادية. وهو بدوره انعكس على بعض المحافظات الأردنية التي أولاها جلالته جلّ اهتمامه.


لقد جاءت توجيهات جلالة الملك السامية إلى الحكومات المتعاقبة لتصنع الإطار الشامل لبناء سياسات إقتصادية إصلاحية تنعكس بالخير على الوطن والمواطن، والسير بسياسات إجتماعية تراعي خصوصية المجتمع، وتهدف إلى تخفيض الفقر والبطالة وتحقيق التنمية المتوازنة الشاملة.


وإجمالًا فإن زيارات جلالة الملك سواء الداخلية أم الخارجية، وجهوده الرامية لتعزيز الواقع الإقتصادي والسياسي والتنموي والسياحي والاجتماعي والتعليمي والقضائي، تعكس التوجه الجاد في استثمار علاقات الأردن المتميزة مع دول العالم لصالح تحقيق نهوض داخلي شامل، والإستفادة من قدراته وإمكانياته المتوفرة في تثبيت مكانه المميز والقادر والقوي الحضور على الخارطة العالمية.

شاهد أيضاً

ديوان الرقابة يعقد دورة تدريبية بعنوان "تعزيز دور الرقابة الداخلية" في جهاز الاستخبارات العسكرية

ديوان الرقابة يعقد دورة تدريبية بعنوان “تعزيز دور الرقابة الداخلية” في جهاز الاستخبارات العسكرية

شفا – عقد ديوان الرقابة المالية والإدارية دورة تدريبية متخصصة بعنوان “تعزيز دور الرقابة الداخلية” …