
الولايات المتحدة وتايوان : تصعيد خطير ، بقلم : محمد علوش
في خطوة استفزازية جديدة، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية موافقتها على بيع حزمة ضخمة من الأسلحة المتطورة إلى تايوان، في موقف يعكس الاستمرار بنهج السياسات الأمريكية القائمة على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وخرق المبادئ الأساسية للقانون الدولي، وقد أعربت وزارة الخارجية الصينية عن احتجاجها الشديد على هذه الخطوة، مؤكدة أنها تشكل انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والاتفاقيات الدولية، وانتهاكاً لمبدأ “صين واحدة” وللبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، بما في ذلك الاتفاقيات التي تنص على احترام سيادة الصين ووحدة أراضيها.
إن هذه التصرفات الأمريكية ليست مجرد “صفقة أسلحة” عابرة، بل تمثل المزيد من الحماقة وتصعيداً خطيراً يهدد الأمن والاستقرار في شرق آسيا، ويعكس سياسة قائمة على استفزاز القوى الإقليمية ونشر الفوضى تحت ذريعة الدفاع عن الديمقراطية، فالولايات المتحدة، بدلًا من الانخراط في حوار بناء لتحقيق الاستقرار والأمن المشترك، تختار زعزعة التوازن وإرسال إشارات مشجعة للقوى الانفصالية التي تسعى إلى ما يسمى بـ “استقلال تايوان”، وهذا بلا شك يشكل تهديداً مباشراً للسلم الإقليمي والدولي ويزيد من احتمالات نشوب صراعات لا مصلحة لأحد فيها.
لقد أصبح واضحاً أن السياسة الأمريكية تجاه الصين، وخاصة في قضية تايوان، تنطوي على ازدواجية صارخة في المعايير، ففي الوقت الذي تدعو فيه واشنطن إلى احترام سيادة الدول واستقرارها، نجدها تمارس أفعالاً تنتهك هذه المبادئ على الأرض، وإن بيع الأسلحة إلى تايوان، الذي تم الإعلان عنه بوقاحة في مؤتمر صحفي، يعد رسالة استفزازية إلى العالم بأن الولايات المتحدة مستعدة لتجاوز الأعراف الدولية لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية، حتى على حساب السلام والأمن الدوليين.
تحمل هذه الخطوة الأمريكية تبعات خطيرة تتجاوز حدود المنطقة، فهي لا تهدد الصين وسيادتها الوطنية ووحدة أراضيها فحسب، بل تشكل تهديداً مباشراً للسلام العالمي، إذ إن تصعيد التوتر في مضيق تايوان قد يتحول إلى شرارة نزاعات إقليمية واسعة، وهذا يستدعي موقفاً دولياً حازماً لمواجهة هذه السياسات الاستفزازية، ويجب على المجتمع الدولي إدراك أن استمرار واشنطن في هذه الممارسات يشجع على المزيد من العدوانية ويقوّض قرارات السيادة للدول.
وفي هذا السياق، يجب التأكيد على أن السلام والاستقرار لا يتحققان إلا من خلال احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وتجنب التدخلات الخارجية التي تزيد التوتر، وما تقوم به الولايات المتحدة اليوم ليس دفاعاً عن الديمقراطية كما تدعي، بل استغلال سياسي للأسلحة والتوترات الإقليمية لتحقيق أهداف استراتيجية ضيقة تخدم مصالحها الخاصة على حساب الأمن والاستقرار الدوليين.
إن الموقف الصيني الأخير، الذي حذر من أن هذه الخطوة الأمريكية “تعرقل بشكل خطير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان”، يعكس حقيقة ثابتة، وهي أن الولايات المتحدة تختار التصعيد بدل الحوار، والهيمنة بدل التعاون، ولعل العالم بأسره اليوم مدعو إلى الوقوف بحزم ضد هذا النهج الأمريكي ودعم جهود تحقيق السلام والاستقرار وفق المبادئ الدولية، بعيداً عن منطق القوة والعقوبات الأحادية.
إن استمرار الولايات المتحدة في سياساتها المتهورة تجاه تايوان وخرقها الواضح للاتفاقيات الدولية يمثل تحدياً جسيماً ليس للصين وحدها، بل لجميع القوى الدولية الساعية إلى عالم أكثر استقراراً وأماناً، ومن هنا، يجب أن يكون الضغط الدولي والمساءلة الدولية للسياسات الأمريكية سلاحاً فعالاً لوقف هذا التصعيد وإعادة الاعتبار لمبادئ القانون الدولي التي طالما سعت الأمم المتحدة لترسيخها.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .