الصين : من “سفينة الصحراء” إلى “سفينة الصناعة” : طريق الانتعاش الكامل في موطن “الإبل الأبيض”

شفا – تعتبر محافظة كهبينغ بمنطقة أكسو لمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، المعروفة بـ”موطن الإبل”، من أبرز مواقع تربية الإبل للصين، حيث يمتد تاريخها في هذا المجال لقرون. وفي السنوات الأخيرة، استفادت هذه المحافظة من مواردها الفريدة، وجعلت من تربية الإبل محورا رئيسيا في تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية وزيادة دخل المزارعين والرعاة. دعونا نكتشف أسرار هذا النمو من خلال الإبل.

في السنوات الأخيرة، ولتعزيز التنمية في صناعة تربية الإبل، تشجع محافظة كهبينغ قواعد تربية الإبل في مختلف القرى والبلدات على التحول نحو الاتجاه المؤسسي والمعياري والمركز. ومن خلال تنفيذ نموذج التنمية “الشركة + القاعدة + المزارعين”، مع دعم إضافي مثل دعم بناء الحظائر وضمان شراء حليب الإبل بأسعار ثابتة ودعم تكاليف التأمين، تهدف المحافظة إلى توجيه المزارعين إلى تربية الإبل بشكل مركزي، مما يحفز إمكانيات نمو صناعة تربية الإبل للمحافظة.

وقال داويتي عيسى، صاحب مزرعة إبل ، “في أوائل العام الماضي، بدأت في تربية الإبل بدعم من سياسات الحكومة المحلية. وفي العام الماضي، اشتريت 70 رأسا من الابل، وعند شراء الإبل، قدمت لي الحكومة المحلية دعما كبيرا، حيث حصلت على 3500 يوان (492 دولارا أمريكيا) لكل إبل. والآن يتم إرسال حليب الإبل إلى المصنع، وتصل كمية الحليب التي تنتج يوميا تصل إلى 200 كيلوغرام. وبلغ دخلي في العام الماضي نحو 700 ألف يوان. وفي البداية، لم أكن أفهم الكثير من المعلومات حول تربية الإبل، ثم أرسلت الحكومة المحلية خبراء لإرشادنا. والآن في مصنعي يوجد 180 رأسا من الإبل، وتصل كمية الحليب اليومية إلى نحو 400 كيلوغرام.

في عملية تنمية سلسلة صناعة الإبل، قامت محافظة كهبينغ بزيادة الدعم السياسي وتحسين بيئة الأعمال وتعزيز خدمات الشركات وغيرها من التدابير، لتنمية الشركات الرائدة وزيادة الدافع الداخلي والقدرة التنافسية في السوق بشكل مطرد، ولعب دور القيادة في ربط الزراعة بالمزارعين. وتمسكت بالمبادرات المتعددة واستمرت في دفع الابتكار التقني في صناعة الإبل.

وقال سو هوا، المدير العام لشركة شينتوه لصناعة الحليب “تتخصص شركتنا في إنتاج وتطوير وبيع منتجات حليب الإبل. وتشمل منتجاتنا الرئيسية حاليا حليب الإبل المجفف النقي وحليب الإبل للأطفال في المراحل الابتدائية، بما فيها حليب الإبل المبستر وحليب الإبل المعقم وأقراص حليب الإبل وغيرها من المنتجات. ونمتلك حاليا 56 ألف رأس من الإبل في محافظة كهبينغ، حيث تنتج نحو 40 طنا من الحليب يوميا. وبعد اجتياز حليب الإبل لعمليات الفحص في مدخل المصنع، يتم معالجته بواسطة تقنيات وآلات مختلفة لإنتاج منتجات متنوعة. كما نقدم بروتين حليب الإبل متعدد الببتيد الفريد من نوعه. وكان إجمالي مبيعاتنا في العام الماضي نحو 180 مليون يوان، ونتوقع أن تصل مبيعاتنا للعام الجاري إلى نحو 280 مليون يوان”.

نجح فريق البحث والتطوير للشركة في التعاون مع المندوبين التقنيين في شينجيانغ وفريق جامعة تشجيانغ للطب التقليدي الصيني، في استخراج مكونات الببتيد من حليب الإبل، مما يحقق التحول من حليب الإبل إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية. وفي السنوات الأخيرة، حددت محافظة كهبينغ مسار التنمية المتكاملة المتمثل في “الزراعة الرقمية والثقافة والسياحة”، من خلال البث المباشر الذي يأخذ المشاهدين في جولة غامرة لزيارة البيئة الطبيعية لتربية الإبل، بالتزامن مع نمط مبيعات متعدد القنوات، مما يضخ زخما رقميا قويا في تنمية الاقتصاد المحلي بجودة عالية.

وقال سو جيان يه، مدير قسم المبيعات بالشركة “الآن تركز شركتنا على المتاجر الفعلية ومنصات البيع العامة مثل “دويين” و”تي مول”، و”جيه دي”. ونقوم أيضا بتنمية منصتنا الخاصة، وكانت المبيعات جيدة جدا”.

من خط الإنتاج الحديث لشركة شينتوه وقاعدة تربية الإبل، وصولا إلى سوق تجارة الإبل المزدهرة، تسير صناعة الإبل لمحافظة كهبينغ تسير خطوة بخطوة نحو النضج. كما تعد صناعة الإبل كنسيم ربيعي قوي، يبعث بحياة جديدة وحيوية إلى هذه الأرض القديمة.