شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
شفا – “يقول المثل العربي: اطلبوا العلم ولو في الصين، وأنا فخور بأن أعيش هذا القول واقعًا، وأسافر إلى الصين لتحقيق حلمي في التعلم”، بهذه الكلمات عبر العراقي مهدي صلاح، عن مشاعره قبل صعوده إلى الطائرة المتجهة إلى الصين اليوم (الجمعة) برفقة 14 زميلًا آخرين، إيذانا ببدء رحلتهم الدراسية في جامعة صينية.
وفي عام 2022، أُطلق في العراق برنامج منحة شركة ((تشنخوا)) للبترول رسميا، وهو ثمرة تعاون مع وزارة النفط العراقية. ويهدف إلى اختيار نخبة من الكفاءات العراقية الشابة في قطاع النفط والغاز لإكمال الدراسة العليا في الصين.
ومنذ إطلاقه، تمّ ابتعاث 54 طالبا عراقيا إلى الصين لمواصلة دراساتهم العليا في مجالات تشمل هندسة النفط والغاز، والهندسة الكيميائية، والجيولوجيا وغيرها من التخصصات في مجال الطاقة.
وفي سبتمبر من هذا العام، أصدرت جامعة جنوب غرب البترول الصينية قرارات قبول الدفعة الرابعة من طلاب برنامج المنحة.
ويستذكر مهدي، وهو مهندس حفر، لحظة استلامه خطاب القبول، قائلا: “كان ذلك اليوم لحظة فارقة في مسيرتي الأكاديمية والمهنية. تتصدر الصين اليوم العالم في مجال تطوير النفط والغاز، وجامعاتها تتمتع ببيئة بحثية متميزة وأجواء علمية محفزة”.
وتابع لوكالة أنباء ((شينخوا)) “سأستغل فترة دراستي هناك لتعزيز معرفتي وبناء قاعدة متينة تُمكنني من المساهمة في تطوير قطاع الطاقة في بلدي العراق.”
وعلى غرار مهدي، يتطلع المهندس الكيميائي مصطفى غازي، لـ”الرحلة الصينية” الدراسية.
وقال غازي : “العراق يمتلك ثروات نفطية وغازية هائلة، وتعلم التقنيات المتقدمة والخبرات الناضجة في الصين سيوسّع آفاقي المهنية، ويساعدني على ابتكار حلول جديدة للتحديات التي أواجهها في عملي اليومي بالعراق.”
وأضاف : “ستكون رحلتي إلى الصين رحلة علمية وثقافية في آن واحد. لدى العراق والصين حضارتان عريقتان، وسأسعى للتعرف عن قرب على الثقافة الصينية خلال فترة دراستي هناك.”
وفي يونيو من العام الجاري، عادت الدفعة الأولى من طلاب هذه المنحة من الصين بعد إكمال دراستهم العليا بنجاح، والتحقوا بمواقع عملهم في العراق.
وأشاد يين لي تشنغ، مساعد المدير العام لحقل “إي بي أس” النفطي في العراق، بجهود وتقدمات هؤلاء الخريجين، قائلا: “عادوا بمهارات عالية وحماس كبير، ويمكن رؤية بريق في أعينهم عندما يتحدثون عن تجربتهم”.
وتابع “لقد أصبحوا الآن من الركائز الأساسية في قطاعاتهم، ورسل لنشر الثقافة الصينية في خطوط التعاون العراقي الصيني ضمن مبادرة الحزام والطريق.”
ومن بين هؤلاء الخريجين، نظم علي ماهر، وهو مهندس في مجال استكشاف النفط، محاضرة في حقل “إي بي أس” النفطي حول تجربته الدراسية في الصين والثقافة الصينية، ما أثار تفاعلا واسعا بين زملائه العراقيين.
وقال ماهر لـ((شينخوا)): “تجربتي في الصين أفادتني مدى الحياة، ويسعدني أن أكون جسرا للتقريب بين الشعبين العراقي والصيني.”
أما آية عماد، التي عادت بعد تخرجها لتعمل كمهندسة في قسم الحقول الذكية بحقل “إي بي أس” النفطي، فقالت إن بناء “حقل النفط الذكي” من خلال البناء الرقمي هو الاتجاه المستقبلي لتطوير الطاقة، مؤكدة أنها ستطبق ما تعلمته في الصين في عملها اليومي.
وتابعت : “الصين كدولة ومجتمع نموذج يحتذى به، يجب على كل الدول ومنها العراق الاستفادة من التجربة الصينية في التطور، البناء والإدارة.”
وحظي برنامج منحة شركة ((تشنخوا)) للبترول بإشادة واسعة من الجانب العراقي. إذ أكد نائب رئيس الوزراء وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، أن الشباب هم أساس تطوير الصناعة النفطية العراقية، مشيرا إلى أن البرنامج حقق نتائج مثمرة.
ودعا عبد الغني خلال لقاء مع الطلاب قبل السفر إلى الصين، إلى استمرار التعاون مع الجانب الصيني لتأهيل المزيد من الكفاءات التي ستقود مستقبل قطاع الطاقة في العراق.
وبالإضافة إلى برنامج الدراسة الأكاديمية العليا، نظمت شركة ((تشنخوا)) أيضا سبع دورات تدريبية قصيرة، حيث شارك فيها أكثر من 100 متخصص عراقي، وزاروا الصين للاطلاع على مؤسساتها البحثية وحقولها النفطية.
كما قدمت الشركة دورات تدريبية لمسؤولين وخبراء وفنيين من وزارة النفط العراقية شارك فيها أكثر من 400 شخص حتى الآن، مما عزز التبادل المهني والعلمي بين الجانبين وساهم في تعميق التعاون الثنائية في مجال الطاقة والنفط.
وقال ما تشنغ، مساعد المدير العام لشركة ((تشنخوا)) للبترول: “يسرنا أن نرى مزيدا من الشباب العراقيين يحققون حلم الدراسة في الصين، ويعودون كمهندسين أكفاء يحملون المعرفة ويحبون الصين. إن نموهم وتجاربهم تمثل مستقبلا أكثر إشراقا للتعاون الصيني العراقي في مجال الطاقة”. /نهاية الخبر/
