9:29 مساءً / 18 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

لحن العودة إلى الذات ، بقلم : ناديه كيوان

لحن العودة إلى الذات ، بقلم : ناديه كيوان

في كل مرحلةٍ من العمر، نصل إلى لحظةٍ نكتشف فيها أننا لم نَعُد نريد سوى السلام.
سلامٌ من أنفسنا أولًا، ومن ضجيج الآخرين ثانيًا، ومن خوفنا القديم من الفقد والخذلان.
تلك اللحظة ليست ضعفًا، بل نضجًا ناعمًا يشبه تصالح الندى مع الصباح.


سأبيع للأيام كلّ حماقاتي القديمة، كلّ يأسي، كلّ اندفاعٍ، وسأشتري براءتي، وطفولتي التي ما زالت تقف عند نافذة الروح تلوّح لي بابتسامة.
سأغرس في سهول الأيام بقايا الحلم الذي لم يمت، وسأحصد من تلك الزراعة حنينًا لا يُوجع، وشوقًا لا يُبكيني، وتألقًا يشبه الذهب حين تلامسه الشمس في آخر النهار.
سأرحل عن عمرٍ مضى دون ندم.


سأدفن أحزاني في تلال الماضي، وأرمي همومي في غيمٍ عابرٍ عبر فضائي ذات مساءٍ ولم يعد.
سأنطلق خفيفةً من كل ما كان يثقلني، وسأطوي بالأحلام ما تبقّى من المآسي.
لن أنظر خلفي، لن أختفي في رماد الحياة، ولن أحتضر في صمتٍ لا يشبهني.


يا حمامتي ذات الصوت الشجي، غنّي لحن عودتي إلى ذاتي، وابعثي في الأفق هديلًا يشبه الضحك.
فها أنا أعودُ إلى نفسي كما تعود الأرض بعد المطر إلى عطائها، وكما يعود القلب بعد الغياب إلى نبضه الأول.
سلامٌ لقلبٍ تعبَ ولم يتوقف عن العطاء، وسلامٌ لأرواحٍ تشبهني: عبرت وجعها بصمتٍ وبقيت واقفةً كالأشجار، تنزف ولا تميل.


سلامٌ لأحبةٍ يضيئون حياتي، ولأولادي الذين وهبوا لقلبي حنانًا يُشبه الحياة في بدايتها.
ها أنا أعود، لا إلى الماضي… بل إلى نفسي.


إلى تلك الطفلة التي لم تمت، إلى تلك المرأة التي قرّرت أخيرًا أن تحيا.
ناديه كيوان

شاهد أيضاً

الرئيس محمود عباس يستقبل وفدا من اتحاد المقاولين الفلسطينيين

الرئيس محمود عباس يستقبل وفدا من اتحاد المقاولين الفلسطينيين

شفا – استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس ” ابو مازن ” ، اليوم السبت، …