4:37 مساءً / 3 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

سقوط القدس 1948 بين مذكّرات أنور نسيبة والرواية الإسرائيلية: قراءة مقارنة ، بقلم : د. وليد العريض

سقوط القدس 1948 بين مذكّرات أنور نسيبة والرواية الإسرائيلية: قراءة مقارنة ، بقلم : د. وليد العريض


المقدمة:
العنوان كما هو منشور بالإنجليزية:

The Fall of Jerusalem in the Memoirs of Anwar Nusseibeh

وهي دراسة قصيرة (article) منشورة في Jerusalem Quarterly (JQ) – عدد رقم 54 (خريف 2013).
عدد الصفحات في النسخة الإنجليزية من النص هو 13 صفحة (من ص 38 حتى ص 50).
حررها وقدم لها عصام نصار..

شكّل سقوط القدس في حرب 1948 لحظة مفصلية في التاريخ الفلسطيني والعربي، إذ لم يكن مجرد خسارة مدينة بل انهيار رمز حضاري وديني وتاريخي. مذكّرات أنور نسيبة تقدّم شهادة من الداخل تعكس أبعاد الهزيمة الفلسطينية، بينما تسعى الرواية الإسرائيلية الرسمية إلى تصويرها بوصفها انتصارًا أسطوريًا حققته قلة منظمة أمام كثرة عربية مشتتة. تهدف هذه الورقة إلى مقارنة السرديتين واستخلاص الدلالات التاريخية والسياسية الكامنة فيهما.

أولًا: أسباب السقوط
يعزو نسيبة السبب إلى الانقسام الداخلي الفلسطيني وضعف القيادة وتشرذم القوى العربية.

الرواية الإسرائيلية: تعزو السبب إلى تفوق التنظيم العسكري الصهيوني (الهاغاناه) في التخطيط والتنفيذ.

التحليل المقارن: السردية الإسرائيلية تتجاهل الدعم الدولي والانتداب البريطاني، بينما شهادة نسيبة تكشف هشاشة البنية الداخلية الفلسطينية.
ثانيًا: مسألة التهجير

نسيبة: يؤكد أن تهجير الفلسطينيين كان عملية قسرية ممنهجة، استُخدم فيها العنف والرعب.
الرواية الإسرائيلية التقليدية: زعمت أن الفلسطينيين غادروا طوعًا استجابة لنداءات عربية.
المؤرخون الجدد (بابيه، موريس): أثبتوا وجود خطة للتطهير العرقي.

التحليل: رواية نسيبة تتقاطع مع المدرسة النقدية الإسرائيلية، وتدحض الدعاية الصهيونية الرسمية.

ثالثًا: دور الجيوش العربية

نسيبة: ينتقد تردد الجيوش العربية وتضارب مصالح الأنظمة.
الرواية الإسرائيلية: تضخّم حجم الجيوش العربية لتبرير “الانتصار الصعب”.
التحليل: الواقع التاريخي أن الجيوش كانت قليلة العدد والعتاد، وهو ما ينسف الأسطورة الإسرائيلية حول “المعجزة العسكرية”.
رابعًا: البعد النفسي والرمزي

نسيبة: يرى أن سقوط القدس مثّل خذلانًا وجوديًا للشعب الفلسطيني، وانكسارًا لرمزية الأمة.
الإسرائيليون: رأوا في الحدث “تحقيقًا للوعد التوراتي” وبداية ميلاد الدولة.

التحليل: تكشف المقارنة التناقض العميق بين رؤية ترى القدس نكبة وجودية وأخرى تراها ولادة أسطورية.

الخاتمة والنتائج المتوقعة

المقارنة بين شهادة نسيبة والرواية الإسرائيلية تكشف أن فهم النكبة لا يكتمل إلا بدمج الذاكرة الداخلية الفلسطينية مع النقد الأكاديمي للرواية الصهيونية. فبينما تضيء مذكّرات نسيبة أبعاد الضعف والانقسام، تفضح أيضًا حجم المظلومية الفلسطينية. أما الرواية الإسرائيلية فحاولت شرعنة التهجير، لكن ظهور المؤرخين الجدد أعاد التوازن للرواية التاريخية.
تخلص الورقة إلى أن سقوط القدس لم يكن حدثًا عسكريًا فقط، بل تحولًا في الوعي والذاكرة، ما زال يلقي بظلاله على الحاضر والمستقبل.

*- أ. د. وليد صبحي العريض – أستاذ التاريخ العثماني – جامعة اليرموك

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال تقتحم دورا جنوب الخليل

قوات الاحتلال تقتحم دورا جنوب الخليل

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، دورا بمحافظة الخليل، وسط إطلاق للنار. وأفادت …