1:58 صباحًا / 26 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

سبعة وسبعون عامًا… على رصيف الانتظار ، لوحة الفنان محمد الدغليس ، بقلم : د. وليد العريض

سبعة وسبعون عامًا… على رصيف الانتظار ، لوحة الفنان محمد الدغليس ، بقلم : د. وليد العريض

سبعة وسبعون عامًا… على رصيف الانتظار ، لوحة الفنان محمد الدغليس ، بقلم : د. وليد العريض

سبعة وسبعون عامًا، ونحن واقفون على الرصيف ذاته، بوجوه تغيّرها التجاعيد وتبقى ملامحها هي نفسها: عيون ترقب الأفق، وأيدٍ تشدّ إلى صدرها مفتاحًا صدئًا وصورة لبيتٍ صار أطلالًا. سبعة وسبعون عامًا، كأنها بروفةٌ لا تنتهي لعرضٍ اسمه “الحرية القادمة”، لكن المخرج تأخر، والجمهور انصرف، ولم يبقَ في المسرح سوى الممثلين المنهكين من تكرار الجملة ذاتها: “غدًا سنعود”.

في اللوحة ترى المشهد بلا رتوش:

هناك فلسطينيٌّ في الداخل يُقال له: أنت مواطن كامل الحقوق! فيبتسم ساخرًا ويقول: “نعم… تمامًا كما تُعطى الدمية حق الكلام في مسرح العرائس”.

وهناك فلسطينيّ الضفة، محاصر بالجدار والمستوطنين، يدفع ضرائبه للسلطة، ويقدّم أبناءه لسجون الاحتلال، ثم يُقال له: “أنت في دولةٍ اسمها شبه دولة!”، فيضحك بمرارة وهو يمرّ عبر حاجزٍ عسكري.

وهناك غزة، قلب الوجع، مدينة تحوّلت إلى ركام يُصدّر صورًا لكل نشرات الأخبار، حتى صارت الحرب عندها “موسمًا متجدّدًا” يشبه مواسم الزيتون، لكنها بلا حصاد سوى الدم.

والعالم؟


العالم جلس منذ 1948 في قاعة الانتظار، وعلّق على الباب ورقة كتب عليها: “سنعود بعد قليل”. ثم نسي أن يعود.
كل الشعوب نهضت من رمادها وصارت دولًا، إلا الفلسطيني ظلّ قيد التجربة، كطالبٍ أبديّ لا يتخرج أبدًا، لأن لجنة الامتحان مشغولة بالتصفيق لغيره.

لكن اللوحة ـ رغم سوادها ـ تترك فسحة ضوء صغيرة، كأنها تقول: “الأمل في فلسطين ليس اختيارًا، بل لعنة جميلة”. سبعة وسبعون عامًا من الانتظار لم تُطفئ هذا الضوء، ولم تُقنع الفلسطيني أن يتنازل عن مقعده في قطار الحرية، حتى وإن تأخر القطار أو لم يأتِ.

شاهد أيضاً

واصل أبو يوسف

واصل أبو يوسف : أي تجاهل لمرجعية منظمة التحرير يعد تكريساً للانقسام ويخدم أهداف الاحتلال بمنع تجسيد الدولة الفلسطينية

شفا – قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن الموقف الفلسطيني منذ …