
دراسة وقراءة أدبية الكتاب : لاهوت الحب: رحلة القلب إلى الله والإنسان ، الكاتبة: رانية مرجية ، بقلم : عادل جودة
عدد صفحاته: ١١٣ صفحة
قراءة هادئة..نورانيه ..متأملة..
إنسانية.. لنص الكتاب
ها هو النص
لاهوت الحب… حين يعود القلب إلى معنى الخلق …
لا يقدَّم كتاب لاهوت الحب: رحلة القلب إلى الله والإنسان بوصفه بحثاً فكرياً أو خطاباً عقائدياً
بل كعبور روحي يستعيد للإنسان صلته الأولى بالمحبة.
النص لا يُخاطب العقل
إلا بقدر ما يهيّئ الطريق للقلب..ولا يستدعي الله من أعلى..بل من الداخل..
من حيث يسكن النبض
قبل أن تُعلنه الشفاه.
الحب في هذا الكتاب ليس انفعالاً بشرياً عابراً بل مبدأ وجودي يفسر الخلق ويعيد وصل ما انقطع بين الإنسان وربّه، وبين الإنسان وذاته، وبين الإنسان والآخر.
فالمحبة هنا ليست واجباً أخلاقياً،
بل حقيقة كونية تُضاء بها الروح، وتُفهم بها الحياة.
الإنسان في هذا النص ليس مذنباً… بل مؤجَّل البصيرة
يستعيد الكتاب صورة الإنسان بوصفه مخلوقاً نورانياً أُطفئت أجزاؤه مع الزمن، لكنه لم يفقد استحقاق الضوء. لا يُعاقبه المؤلف بالخطيئة، ولا يضعه تحت سوط القدر
بل يعيده إلى مركزه العاطفي بوصفه كائناً قادراً على الامتلاء متى ما أذن قلبه للحنين بالدخول.
ومن بين المقاطع التي تحمل هذا النفس الروحي العميق:
“في أعماق كل إنسان مساحة لم يُدنّسها الخوف، تظل تنتظر الحب ليزيح الغبار عنها.”
تأمل موازٍ:
النور لا يغادر الإنسان، نحن فقط نغلق النافذة ثم نتهم الليل بأنه ابتلع النهار.
الله في هذا الكتاب ليس خصماً ولا سلطاناً :
لا يظهر الله كخالق بعيد أو كحاكم مطلق..بل كـ”مُجاور قلبي” تعتليه المحبة لا الخشية، ويُدرك بالدفء لا بالرهبة.
ففي إحدى المقاطع النورانية التي تلخّص هذا التوجّه:
“الله لا يسكن في معابد الحجر، بل في العاطفة التي تُنقذ إنساناً واحداً من العتمة.”
تأمل موازٍ:
كل فعل رحيم هو صلاة وكل قلب يُلملم وجعاً هو مزار صغير للسماء.
بين الله والإنسان… يقف الحب لا الخوف :
العلاقة بين الطرفين لا تُبنى على الطاعة وحدها بل على القرب العاطفي الذي يمنح للعبادة معناها وللتسليم دفأه.
هذا المعنى تلمحه بوضوح في المقولة التالية:
“لا يصل الإنسان إلى الله مشياً على سجادة بل سيراً على أقدام مبللة بالرحمة.”
تأمل موازٍ:
الصلاة التي لا تلمس إنساناً لا تبلغ بوابة الغيب.
الحنين… رسول داخلي لا يُخطئ العنوان :
يتعامل الكتاب مع الألم والحنين لا كضعف
بل كاستدعاء خفي للمعنى. وكأن الوجع يُعيدك إلى الطريق حين تضلّك الخرائط.
وفي هذا الاتجاه يقول النص:
“أحياناً يزورنا الله على هيئة وجع لا نفهمه إلا بعد أن يزول.”
تأمل موازٍ:
بعض الأحزان ليست شقاءً بل إشارة إلى أن الطريق القديم لم يعد يتسع لخطواتك.
الحب كيقين لا كترف:
لا ينحاز الكتاب إلى العاطفة بوصفها تجربة شخصية بل كقدر إنساني عام، وكقوةٍ تُفسر اللقاء والحنين والإيمان والخلاص.
وترد فيه صورة أخّاذة تختصر هذه الرؤية:
“كل وجه أحببته كان مرآةً لله حتى لو لم أعرف اسمه.”
تأمل موازٍ:
نحن لا نرى الناس كما هم، بل كما ينعكس الله فيهم على قدر شفافية قلوبنا.
خلاصة القراءة
هذا الكتاب لا يعلّمك كيف تحب بل يذكّرك أن محبتك أصلٌ لا طارئ وأن الطريق إلى الله لا يبدأ من الخوف بل من الاعتراف بأن القلب خُلق ليُحبّ قبل أن يُكلَّف.
القراءة فيه ليست مراجعة فكرية، بل وضوء داخلي يترك أثراً لا يُرى بالعين بل يُحسّ في طريقة نظرك للعالم.
خاتمة :
ليس هذا الكتاب صفحات تُطالَع، بل قلب يُستعاد. من يفتحه لا يبحث عن فكرة، بل عن نجاة داخلية تردّه إلى نقائه الأول.
“لاهوت الحب” ليس خطاباً عن الله
بل ممرّاً إليه عبر الإنسان والرحمة والحنين. اقرأه لا بعينٍ متصفح
بل بروحٍ تسمح للنور أن يمرّ خلالها.
ستخرج منه أخفّ، أعمق، وأقرب إلى المعنى الذي نسيته في زحمة العبور.
تحياتي واحترامي
عادل جودة – كركوك – العراق
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .