فلسطين في نبض الشباب: الحكاية التي لا تموت  ، بقلم : سماحه حسون

فلسطين في نبض الشباب: الحكاية التي لا تموت  ، بقلم : سماحه حسون

في زحمة الشاشات والأخبار، حيث تختلط الصور وتتسابق الكلمات، تبقى فلسطين قلبًا ينبض خلف خطوطٍ لا يراها العالم. الإعلام الغربي يقرأنا بلا عيون، بلا أرواح، يختزلنا في صراعٍ واحد، في صورةٍ واحدة، في لحظة عنفٍ منسية، وكأننا مجرد رقمٍ يمرّ ولا أثر له. لكننا أعمق من كل ما يُكتب، أوسع من كل ما يُعرض، أصدق من كل ما يُقال.

الشباب الفلسطيني هم الراويون الحقيقيون. يحملون فلسطين في عيونهم قبل أصابعهم، يحوّلون الألم إلى كلماتٍ تتنفس، والوجع إلى صورٍ تتكلم، والحلم إلى شعلةٍ تنير قلب العالم. كل منشور، كل صورة، كل فيديو قصير، هو نافذة على روحنا، على حياتنا، على حكاية لم تُروَ بعد، لم يسمعها أحد من قبل، إلا من عاشها.

كل طفل فلسطيني، كل أسرة مهجرة، كل حي يحاول أن يتنفس الحرية، ليس مجرد مشهدٍ للاستهلاك الإعلامي، بل نبضٌ، حضورٌ، حياة. هنا يكمن الدور: أن نجعل الرواية فلسطينية أولًا، إنسانية دومًا، شاعرية حين نستطيع، فلسفية حين نتساءل، حقيقية في كل كلمة.

الإعلام ليس مجرد أداة. الإعلام مساحة مقاومة، مساحة شعور، مساحة حياة. كل منشور، كل قصة، كل صورة، هي صرخة في وجه العالم تقول: نحن هنا، نعيش، نحلم، نحب، نكافح.

نحن نحمل الماضي في أذرعنا، والحلم في عيوننا، ونرويها بصوتنا، بلمستنا، بقلبنا. الكلمة حين تكون صادقة، حين تنبض بالوجدان، أصدق من أي تقرير، أقوى من أي خبر، أعمق من أي صورة يمكن أن تُعرض على شاشات العالم.

فلسطين ليست مجرد خبرٍ يُقرأ ويُنسى، ولا رقمٍ يُحصى ويُمحى. فلسطين نبضٌ في الكلمات، روحٌ في الصور، قصةٌ في كل قلب يعيشها. ونحن، كجيل جديد، لن نسمح للرواية أن تُختزل. سنرويها كما نرى، كما نشعر، كما نحلم، كما نحب.

في كل سطر نكتبه، في كل صورة نشاركها، في كل منشور نرسله للعالم، هناك فلسطين الحقيقية، فلسطين التي لا تُرى إلا بالعين الداخلية، فلسطين التي تتنفس في قلب كل شاب وشابة يحملونها. فلسطين هي الكلمة، فلسطين هي النبض، فلسطين هي الحياة التي لا تموت، والشباب هم صوتها الحي، وقلبها المستيقظ الذي لن ينام.

وهنا، بين الألم والأمل، بين الصرخة والصمت، نكتب فلسطين كما يجب أن تُكتب: حقيقية، إنسانية، شاعرية، فلسفية، ناطقة بوجدان كل من يعرف أن الحرية ليست مجرد فكرة، بل نبضٌ، حياة، وكلمةٌ صادقة تتجاوز كل الحدود.