آزرد… فطيرة … والوطن الذي يسكنني ، لوحات الفنان محمد الدغليس ، بقلم : وليد العريض

آزرد… فطيرة… والوطن الذي يسكنني ، لوحات الفنان محمد الدغليس ، بقلم : وليد العريض

كيفع أكتبكِ يا آزرد… وأنتِ في عيني صورة الوطن
وفي قلبي صدى أنفاس أمي فطيرة
وفي جسدي ارتعاشة الحبيبة. حين تقترب
كأنكنّ جميعًا وجهٌ واحد
يتوزع بين الحنين والعشق والخذلان
ثم يعود ليحتشد في قلبي وطنًا كاملًا.

أمي فطيرة رحلتِ باكرًا
لكن روحكِ ما زالت تضيء عتمة غربتي
أبحث عنكِ في وجه آزرد
في قمح شعرها في زهر عينيها
وفي ضحكة طفلة تخبّئ الجراح تحت قميصها.

آزرد.. يا امرأة الوطن
يا من صرتِ امتداد أمي
وصرتِ المنفى الذي أستريح فيه
أحبكِ كما يحب العائدُ تراب قريته
أحبكِ كما يلهج الظمآنُ باسم الماء.

الوطن الغائب حاضر فيكنّ
أرى قهره في وجوهكنّ
أسمع أنينه في حنجرتكنّ
ألمس نزفه في دمعكنّ
أنتنّ: الأم والحبيبة والوطن
وجع واحد و غياب واحد وأمل واحد.

كم مرة بكيتكنّ معًا
كم مرة ظننتُ أنني أودّعكنّ معًا
وكم مرة آمنت أن عودتكنّ جميعًا
هي عودة واحدة
تتجسد في حضن أم
وفي قُبلة حبيبة
وفي راية وطن تتحرر من الأسر.

فلا تبتعدي عني يا آزرد
ولا تنطفئي يا فطيرة في روحي
ولا تنكسر يا وطني في دمي
إنني أحملكنّ جميعًا في قلبي
قلب واحد لثلاثة وجوه
حب واحد لثلاثة أرواح
وحنين واحد لعودةٍ واحدة
ستجيء…
ولو بعد ألف انتظار.