9:35 مساءً / 18 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

غزة …. الطفولة بين فكي المجاعة والحصار ، بقلم : الصحفية مريم سويطي

غزة …. الطفولة بين فكي المجاعة والحصار ، بقلم : الصحفية مريم سويطي

غزة …. الطفولة بين فكي المجاعة والحصار ، بقلم : الصحفية مريم سويطي


طفلٌ يحدق في قدر فارغ و يذهب بخياله بعيدا فيرسم في ذهنه مائدة من الطعام تسد رمقه وماء يروي عطشه وترتسم الابتسامة على شفتيه للحظة ولكن سرعان ما يعود إلى الواقع المر ، واقع اشبه بصحيفة من الرماد ليرى القدر الذي أمامه فارغا أصوات معدته الجائعة تصدح عاليا والدموع عالقة على أهداب عينيه و الحزن يخيم وطفولته تواجه عالما قاس يشهد على مجاعته وحصاره دون أن يهتزّ فيه ضمير أو يمد يدهُ لإغاثته


فالجوع في غزة سلاح ممنهج يستخدمه الاحتلال ويفتك بالسكان ليبقى الواقع جرحا ينزف والمجاعة تعصف بأطفال غزة تقتلهم وتسرق أحلامهم الصغيرة وتطفئ النور في عيونهم فهم في وطن محاصر ولا احد يسمع اصواتهم


وتستمر إسرائيل في سياسة التجويع، وتصب لجام حقدها على الأطفال، فتجعل من الجوع سلاحا ومن الحصار موتًا بطيئًا يغتالهم بصمت و يسرق حياتهم سياسة التجويع تحمل في طياتها الموت البطيء اجسادهم النحيلة باتت هياكل عظمية والرضع باتوا جلداً وعظماً و المصابون يعانون من سوء التغذية الشديد الذي يحد من نجاتهم في العمليات


فالطعام بات حلما والحصول عليه اشبه بالمستحيل فلا تتوفر في الأسواق لقمة واحدة لتسد جوعهم فتجاوزت حصيلة وفيات المجاعة ١٠٠ شخص حتى اللحظة ، بينهم ٨٠ طفلا والبقية يتساقطون على الارض فلم يستطيعوا الوقوف وعظامهم كادت تبرز ويحاولون الحصول على قسط من الطعام دون جدوى


وبالرغم من النداءات والمناشدات التي يبذلها النشطاء في أنحاء العالم كالاضراب الرمزي عن الطعام و الخروج في مظاهرات حاشدة والهتافات العالية التي تطالب بصوت واحد وقف حرب الابادة في غزة و ادخال المساعدات والمواد الغذائية والطبية إلا ان الاحتلال لا يأبه بهذه الضغوطات و يتجاهلها و يستمر بفرض سياساته الاجرامية بحق سكان غزة


و تشارك امريكا في هذه الجريمة تغض البصر عن سياسية التجويع في غزة وتشارك في هندسة الحصار و تغذي آلة القتل بالدعم بشكل كامل والأنظمة العربية الخاضعة والذليلة التي تجاهلت دماء الأطفال واختارت ان تبقى في مكان الصامت للابد فارتضت ان تبقى تابعة وآثرت مصالحها الشخصية على الكرامة حتى غدت تقمع الاصوات التي تصدح بالحق وتزج بالمتضامنين مع غزة في عتمات زنازينها بدل ان تساندهم وتعمل على تكميم الأفواه فهذه مجاعة القرن الحادي والعشرين ليست قدرا ولكن بقرار سياسي وحصار مدبر من قبل العدو

شاهد أيضاً

لقاء قمة بين الرئيس محمود عباس ونظيره التركي يبحث آخر المستجدات وجهود وقف الحرب على غزة

شفا – بحث رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس …