5:54 مساءً / 16 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

مشاعر هشّة… في حضرة الانكسار الجميل ، بقلم : رانية مرجية

مشاعر هشّة… في حضرة الانكسار الجميل ، بقلم : رانية مرجية

مشاعر هشّة… في حضرة الانكسار الجميل ، بقلم: رانية مرجية

مدخل إلى الكاتبة

نادية الإبراهيمي، كاتبة جزائرية تنتمي إلى جيلٍ يزاوج بين حرارة البوح وجرأة التجريب. تحمل في نصوصها ملامح الذات العربية المتصدّعة بين الحنين والغياب، بين القلق الوجودي وحلم التجدّد. تكتب كما لو أنها تنقش على زجاج رقيق، كلماتها تفيض شفافية وعمقًا، وتجعل من الهشاشة ثيمةً مركزية، لا لتُدينها، بل لتُعيد صياغتها جمالياً.

لغة تنبض من الشغاف

حين أبحرتُ في ديوانها «مشاعر هشّة»، شعرت أنني أضع يدي على قلب امرأة يتفتّت زجاجًا ويضيء قمراً في آن. اللغة هنا ليست أداة للتعبير فحسب، بل كيان حيّ ينبض بالحقيقة. جُملها قصيرة، لكنها مثقلة بالمعنى، كحبة ملح تُذيبها في ماء فتمنح الطعم كلّه.

الحضور عبر الغياب

الحبّ في هذا الديوان ليس حضورًا كاملاً، بل غيابًا يزداد سطوعًا كلّما ابتعد. الغياب يتحوّل إلى شخصية فاعلة، إلى ظلّ يُرافق النصوص، وإلى جرح مفتوح يرفض الاندمال. في هذا الغياب تكمن قوة الحضور، إذ يجعل القارئ شريكًا في إعادة ملء الفراغ بالكلمات والذكريات.

هشاشة كونية

الهشاشة عند نادية ليست مجرد ملامح أنثوية؛ إنها هشاشة إنسانية كونية. كل قارئ يجد في نصوصها مرآة لتصدّعاته الخاصة. والزجاج المتشظّي الذي يتكرر كرمز في الديوان ليس سوى استعارة عن أرواحنا حين تنكسر، لكنها رغم ذلك تعكس الضوء بألوان جديدة.

نداء داخلي

النصوص كلها تُبنى على البوح الداخلي، على مونولوج طويل يتخلله سؤال يجرّ سؤالًا آخر. وكأن الكاتبة تكتب لا لتجيب، بل لتترك القارئ في حالة إصغاء دائم لذلك النداء الخفيّ الذي لا يسمعه إلا القلب.

خاتمة

«مشاعر هشّة» ليس ديوانًا عابرًا، بل تجربة وجدانية عميقة، تُثبت أن الكلمة حين تصدر من القلب لا بد أن تبلغ القلب. نادية الإبراهيمي تنجح في أن تجعل من الانكسار جمالًا، ومن الحزن موسيقى، ومن الهشاشة قوة مضاعفة. إنه ديوان يُقرأ كصلاة سرّية في حضرة الروح، وكسفرٍ داخلي لا ينتهي.

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال تقتحم رام الله التحتا

شفا – اقتحمت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، حي رام الله …