11:09 مساءً / 12 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

معركة الأصوات في نيويورك ، فلسطين تنتصر سياسيًا .. وإسرائيل في عزلة متزايدة ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك تصويتًا تاريخيًا حول إعلان إقامة دولة فلسطينية، حيث حظي القرار بتأييد 142 دولة، مقابل معارضة 12 وامتناع 10 عن التصويت. هذا التصويت الواسع يعكس تحوّلًا سياسيًا كبيرًا على الساحة الدولية، مؤكدًا دعمًا غير مسبوق لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه، يعمّق العزلة الدبلوماسية لإسرائيل وحلفائها. في هذا السياق، يُطرح السؤال: هل يمثل هذا التصويت انتصارًا رمزيًا فقط، أم أنه بداية لتحوّل عملي في مسار القضية الفلسطينية؟

جاء هذا الإعلان في سياق التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، والتدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية والسياسية. يمثل التصويت رسالة سياسية واضحة من المجتمع الدولي، تؤكد على دعم الأغلبية الساحقة لمبدأ إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

ورغم أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزمة قانونيًا، إلا أنها تحمل وزنًا سياسيًا وأخلاقيًا كبيرًا، خصوصًا عندما تحظى بتأييد واسع كما هو الحال في هذا القرار.

الدول المؤيدة (142 دولة): هذا الرقم يعكس إجماعًا دوليًا متزايدًا حول ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حل الدولتين كحل عادل وشامل للصراع الفلسطيني–الإسرائيلي. الدول التي صوتت لصالح القرار شملت قوى كبرى مثل الصين وروسيا، بالإضافة إلى غالبية دول الجنوب العالمي والكتلة الإسلامية.

الدول المعارضة (12 دولة): من بين الدول المعارضة كانت الولايات المتحدة وإسرائيل وكندا وعدد من الدول الصغيرة الحليفة لها. هذا التصويت يعكس استمرار الدعم الأميركي التقليدي لإسرائيل، رغم تزايد الضغوط الداخلية والدولية لتغيير هذا النهج.

الدول الممتنعة (10 دول): الامتناع يعكس تحفظات سياسية أو دبلوماسية، غالبًا بسبب الرغبة في عدم اتخاذ موقف صريح قد يؤثر على علاقاتها الثنائية مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، أو بسبب غموض بشأن آلية تنفيذ القرار.

يمثل هذا الإعلان انتصارًا دبلوماسيًا للفلسطينيين، ويعزز موقفهم في المحافل الدولية. كما يضع إسرائيل في عزلة سياسية أعمق، ويحرج حلفاءها الذين يجدون أنفسهم في موقع الدفاع عن مواقفهم في مواجهة الإجماع الدولي.

ومع ذلك، فإن تأثير القرار على الأرض محدود، إذ لا يتضمن آلية تنفيذية تلزم إسرائيل بإنهاء احتلالها أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية. لكنه يمنح السلطة الفلسطينية دفعة معنوية قوية، وقد يسهم في تعزيز جهودها للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهو مطلب فلسطيني متجدد.

أشادت السلطة الفلسطينية بالقرار واعتبرته “تأكيدًا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”، بينما وصفته إسرائيل بأنه “غير واقعي ومتحيّز”. أما الولايات المتحدة، فرأت أنه “لا يخدم جهود السلام” في ظل غياب مفاوضات مباشرة.

من جهتها، دعت منظمات حقوق الإنسان الدولية المجتمع الدولي إلى ترجمة هذا الدعم الرمزي إلى خطوات عملية، بما في ذلك فرض ضغوط اقتصادية ودبلوماسية على إسرائيل لوقف سياساتها التوسعية في الضفة الغربية.

رغم أن إعلان نيويورك لا يحمل قوة قانونية تلزم إسرائيل بإنهاء الاحتلال أو الاعتراف بدولة فلسطين، إلا أنه يشكل انتصارًا دبلوماسيًا هامًا للفلسطينيين ويدفع المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في دوره تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. مع تضاؤل الدعم الدولي لإسرائيل، يزداد الضغط عليها، وتتعزز فرص الفلسطينيين في تحقيق حقهم المشروع في دولة مستقلة. في النهاية، يبقى الأمل معقودًا على أن يتحول هذا الانتصار السياسي إلى خطوات ملموسة على الأرض تضمن السلام والعدالة لكلا الشعبين.

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم

اسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم الجمعة 12 سبتمبر كالتالي : سعر أونصة الذهب عالمياً …