11:58 مساءً / 8 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

انهيار السلطة الفلسطينية سوف يقود الى فوضى مسلحة في الضفة الغربية ، بقلم : د. علي الأعور

انهيار السلطة الفلسطينية سوف يقود الى فوضى مسلحة في الضفة الغربية ، بقلم : د. علي الأعور

أربعة وثلاثون عاما مرت على توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية و حكومة إسرائيل و كان الإنجاز الأكبر للفلسطينيين هو قيام السلطة الفلسطينية باعتبارها نواة المشروع الوطني الفلسطيني و نواة الدولة الفلسطينية ، وعلى الرغم من السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية من تعزيز الاستيطان و تغيير الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية الا ان السلطة الفلسطينية تمسكت باتفاق أوسلو و اكدت ان التنسيق الأمني مقدس مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في منع القيام بعمليات مسلحة ضد الإسرائيليين ووفقا لتصريحات قادة الامن الإسرائيليين بان السلطة الفلسطينية تقوم بعملها على اكمل وجه زهناك تنسيق كامل مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية و نتيجة لذلك فان الوضع تحت السيطرة في الضفة الغربية .

و في الأيام الأخيرة صدرت تصريحات من اليمين و اليمين المتطرف بشان ضم الضفة الغربية و اعلان السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية واخذت تلك التصريحات طابع انتخابي وبالتالي الوصول الى الكنيست او النجاح في الانتخابات الأولية ” برايمرز” داخل حزب الليكود من خلال تلك التصريحات التي تطالب نتنياهو بإعلان ضم الضفة الغربية ويبدو ان نتنياهو يدرك جيدا ابعاد وتداعيات هذه الخطوة على الصعيد الإقليمي و الدولي .

ان اعلان السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية هو انتهاك للقانون الدولي و انتهاك لميثاق الأمم المتحدة و تدمير لكل قرارات الشرعية الدولية التي تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع العلم ان قيام إسرائيل كان بقرار اممي من خلال قرار التقسيم 1947

وبالتالي يجعل إسرائيل خارج المنظومة الدولية و خارج المجتمع الدولي باعتبارها دولة تجاوزت قرارات الأمم المتحدة و هذا من شانه ان يجعل من إسرائيل دولة منبوذة على الصعيد الدولي.

ويوم امس اعلن سموتريتش ان خطة الضم تشمل 82% من مساحة الضفة الغربية وبن غفير يعلن عن تسليح 100 الف مستوطن بالسلاح في الضفة الغربية و التصريح علنا بانه سوف يعمل على تفكيك السلطة الفلسطينية من خلال انهيار اقتصادها ومؤسساتها ويعلن وفاة مشروع الدولة الفلسطينية .

ان تصريحات سموتريتش تاتي في اطار الحملة الانتخابية التي بدات في إسرائيل مع قناعة الجميع بان الانتخابات قادمة في إسرائيل و ربما مبكرة نهاية هذا العام وبالتالي تصريحات سموتريتش غير مهمة و لا قيمة لها لن سموتريتش لا يمثل دولة إسرائيل ومن يملك القرار نتنياهو وهو يدرك ابعاد تلك الخطوة وقام بشطب بند ضم الضفة الغربية من جدول اعمال اجتماع الكابينت الأمني و السياسي .

ان تفكيك السلطة الفلسطينية و انهيارها سوف يؤدي الى انهيار كامل في مؤسسات السلطة الفلسطينية وخاصة الأجهزة الأمنية الفلسطينية و هناك 50 الف عنصر امن فلسطيني وهذا من شانه خلق فوضى مسلحة في الضفة الغربية وربما يؤدي الى انتفاضة مسلحة و بالتالي تصبح حياة اكثر من مليون مستوطن إسرائيلي في خطر.

ان السلطة الفلسطينية هي انجاز وطني فلسطيني و يجب الحفاظ عليه احدى اجازات و تضحيات الاسرى و الشهداء الفلسطيني و يجب منع كل المبررات التي تساعد سموتريتش على الاستمرار في حملته الانتخابية و خطواته التصعيدية نحو مزيد من التصعيد في الضفة الغربية .

ان سياسة الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وخاصة سياسة بن غفير في اقتحامات المسجد الأقصى وتشجيع الجكماعات اليهودية المتطرفة من إقامة الصلوات التلمودية في الأقصى من شانها ان تشكل انفجار في الضفة الغربية و ان حالة الهدوء في القدس الشرقية ربما تكون المرحلة التي تسبق العاصفة ام سياسة سموتريتش في الضفة الغربية و حجز أموال الشعب الفلسطيني وعدم الافراج عنها وانهيار الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية ومنع العمال الفلسطينيين من العودة الى عملهم في إسرائيل من شانه ان يقود الى مزيد من التصعيد في الضفة الغربية وان لغة الغطرسة و عربدة المستوطنين و فرعنة المستوطنيين في القرى الفلسطينية من شانها ان تئذي الى انفجار شامل في الضفة الغربية في أي وقت بدون اذار مسبق

عليه… فانني باحث و خبير في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية ومحاضر في الجامعات الإسرائيلية فانني احذر بضوء احمر ان سياسة سموتريتش و تصريحاته وحجز أموال الشعب الفلسطيني من شانها ان تقود الى انتفاضة مسلحة في الضفة الغربية لا يسيطر عليها لا السلطة الفلسطينية و لا إسرائيل .

شاهد أيضاً

الرئيس محمود عباس يلتقي رئيس الوزراء البريطاني

الرئيس محمود عباس يلتقي رئيس الوزراء البريطاني

شفا – التقى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الاثنين، في لندن، رئيس وزراء المملكة …