2:01 صباحًا / 2 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

شفا تنشر … (2) النص الكامل لكلمة رئيس الصين شي جين بينغ في اجتماع منظمة شانغهاي للتعاون بلس

شفا تنشر … (2) النص الكامل لكلمة رئيس الصين شي جين بينغ في اجتماع منظمة شانغهاي للتعاون بلس

شفا – تنشر شبكة فلسطين للأنباء شفا – ، (2) – النص الكامل لكلمة رئيس الصين شي جين بينغ في اجتماع “منظمة شانغهاي للتعاون بلس”

أيها الزملاء المحترمون،


يصادف العام الجاري الذكرى الـ80 لانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية وتأسيس الامم المتحدة، وهو توقيت مهم لتخليد التاريخ وخلق المستقبل. قبل 80 عاما، أخذ المجتمع الدولي الدروس المؤلمة من محنة الحربين العالميتين، فولدت الامم المتحدة على هذه الخلفية، مما فتح صفحة جديدة للحوكمة العالمية. بعد 80 عاما، رغم أن تيار العصر المتمثل في السلم والتنمية والتعاون والكسب المشترك لم يتغير، غير أن غيوم عقلية الحرب الباردة ونزعة الهيمنة والحمائية لا تزال قائمة، ولم تتقلل بل وتزاد التهديدات والتحديات الجديدة، ويدخل العالم إلى مرحلة جديدة من الاضطرابات والتحولات، وتمر الحوكمة العالمية بمفترق طرق جديد.


علمنا التاريخ أنه كلما زاد الوضع صعوبة، ازدادت ضرورة الالتزام بالغاية الصلية من التعايش السلمي، وترسيخ الثقة بالتعاون والكسب المشترك، والصرار على التقدم في منطق تقدم التاريخ والتطور في تيار تطور العصر.
عليه، يطيب لي أن أطرح مبادرة الحوكمة العالمية، مستعدا للعمل مع كافة الدول سويا على الدفع ببناء منظومة حوكمة عالمية أكثر عدلاً وإنصافا|ً، والمضي قدما يدا بيد نحو مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.


أولاً ، الالتزام بمساواة السيادة. التمسك بأن جميع الدول تشارك وتصنع القرار وتستفيد على قدم المساواة من الحوكمة العالمية بغض النظر عن حجمها وقوتها وثروتها. ودفع دمقرطة العلاقات الدولية، ورفع تمثيل الدول النامية وأصواتها.


ثانيا، الالتزام بسيادة القانون الدولي. الالتزام الشامل والوافي والكامل بمقاصد ومبادئ ميثاق الامم المتحدة وغيرها من القواعد الاساسية المعترف بها للعلاقات الدولية، وضمان التطبيق المتساوي والموحد للقانون الدولي والقواعد الدولية، وعدم ممارسة “المعايير المزدوجة”، وعدم فرض “القواعد الخاصة” لفرادى الدول على الاخرين.


ثالثا، تطبيق تعددية الاطراف. التمسك بمفهوم الحوكمة العالمية المتمثل في التشاور والتعاون والنفع للجميع، وتعميم التضامن والتنسيق، ورفض النزعة الاحادية، والحفاظ بحزم على مكانة الامم المتحدة وسلطتها، وتوظيف دور الامم المتحدة المهم الذي لا بديل له في الحوكمة العالمية بشكل جدي.


رابعا، الدعوة إلى وضع الشعب في المقام الاول. إصلاح واستكمال منظومة الحوكمة العالمية وضمان مشاركة شعوب دول العالم في الحوكمة العالمية وتقاسم ثمارها بشكل مشترك، بما يعالج التحديات المشتركة التي تواجه المجتمع البشري ويسد الفجوة التنموية بين الجنوب والشمال ويحافظ على المصالح المشتركة لكافة الدول بصورة أفضل.


خامسا، التركيز على العمل. التمسك بالتخطيط المنهجي والدفع الكلي، وتوفيق التحركات العالمية بشكل متناسق ومحكم، وتحريك موارد الاطراف المختلفة بشكل واف، وتحقيق المزيد من النتائج المرئية، وإجراء التعاون العملي لتجنب التأخر والتفكك في الحوكمة.

أيها الزملاء،


أشارت منظمة شانغهاي للتعاون في بيانها التأسيسي وميثاقها بكل وضوح إلى ضرورة دفع النظام السياسي والاقتصادي الدولي نحو اتجاه أكثر ديمقراطية وعدالة وإنصافا. على مدى السنوات الـ24 المنصرمة، ظلت المنظمة تتمسك بـ”روح شانغهاي” المتمثلة في الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام الحضارات المتنوعة والسعي إلى التنمية المشتركة، وتتمسك بالتشاور في الشؤون الاقليمية والتعاون في بناء المنصات والآليات وتقاسم ثمار التعاون، وهي طرحت ونفذت عددا كبيرا من المفاهيم الجديدة حول الحوكمة العالمية، وأصبحت يوما بعد يوم قوة دافعة فعالة لبناء وإصلاح منظومة الحوكمة العالمية.


وفي وجه التطور المتسارع للتغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة في العالم، يتعين على منظمة شانغهاي للتعاون أن تلعب دورا رياديا لتكون قدوة في تنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية.


علينا ان نساهم بقوة المنظمة في حفظ السلم والاستقرار في العالم. أبرمت الدول الاعضاء للمنظمة، التي تهتم بالأمن المشترك، معاهدة بشأن حسن الجوار والصداقة والتعاون على المدى الطويل، وأجرت التعاون الامني بشكل فعال، مما حافظ على الاستقرار العام في المنطقة. يتعين علينا مواصلة الالتزام بمبدأ عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف طرف ثالث، وتضافر الجهود للتصدي لكافة التهديدات والتحديات، وتوظيف دور المركز المتكامل لمواجهة التهديدات والتحديات الامنية ومركز مكافحة المخدرات اللذين تم تأسيسهما للتو، وبناء مجتمع الامن المشترك للمنطقة، وإظهار عزيمة ثابتة لنكون قوة الاستقرار في العالم المضطرب.


علينا ان نتحمل المسؤولية المطلوبة للمنظمة لدفع الانفتاح والتعاون العالميين. نظرا لان الدول الاعضاء تتمتع بموارد وطاقة غنية وأسواق كبيرة وديناميكية داخلية قوية وترتفع مساهماتها في نمو الاقتصاد العالمي باستمرار،

يتعين علينا مواصلة الالتزام بمبدأ هدم الحواجز وتعميم الاندماج بدل من بناء الجدران وفك الارتباط، وتدعيم التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، ودفع العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر شمول ونفعا للجميع.


يحرص الجانب الصيني على تقاسم فرص سوقه الضخمة مع الدول الاخرى، وسيواصل تنفيذ خطة العمل بشأن التطور العالي الجودة للتعاون الاقتصادي والتجاري الموجه نحو أسرة المنظمة الكبيرة. وسينشئ الجانب الصيني ثلاث منصات للتعاون بين الصين والمنظمة في مجالات الطاقة والصناعة الخضراء والاقتصاد الرقمي، وثلاثة مراكز للتعاون في مجالات الابتكار التكنولوجي والتعليم العالي والتعليم المهني، وسينفذ مع الدول الاعضاء الاخرى للمنظمة خلال السنوات الـ5 المقبلة مشروعي “زيادة سعة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بمقدار عشرة ملايين كيلوواط” و”زيادة سعة توليد الكهرباء بطاقة الرياح بمقدار عشرة ملايين كيلوواط.” ويحرص الجانب الصيني على التعاون مع الاطراف المعنية في بناء مركز التعاون لتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتقاسم فوائد تطور الذكاء الاصطناعي، ويرحب بكافة الاطراف لاستخدام نظام بيدو للملاحة عبر القمار الاصطناعية، ويدعو الدول ذات المكانية إلى المشاركة في بناء محطة الابحاث العلمية الدولية على القمر.


علينا ان نقدم نموذج المنظمة كنموذج يحتذى به لتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء. يسجل التواصل الانساني والثقافي بين الدول الاعضاء نقاطا ساطعة، ويتكثف التواصل الشعبي النشط بينها، وتشهد الحضارات المتنوعة ازدهارا مشتركا.

في هذا السياق، يتعين علينا مواصلة تعميم التبادل والتنافع بين الحضارات، بما يكتب فصول مشرقة عن التعايش السلمي والمتناغم بين الدول التي تختلف من حيث التاريخ والثقافات والنظم الاجتماعية والمراحل التنموية.


وسيستضيف الجانب الصيني بشكل جيد منتدى الاحزاب السياسية ومنتدى التنمية الخضراء والمستدامة ومنتدى الطب التقليدي لمنظمة شانغهاي للتعاون. وفي السنوات الـ5 المقبلة، سيقدم الجانب الصيني علاجا طبيا لـ500 مريض بأمراض القلب الخلقية في الدول الاعضاء الاخرى للمنظمة، ويجري 5 الف عملية جراحية للساد و10 الف فحص للسرطان لهذه الدول.


علينا ان نتخذ خطوات المنظمة من اجل الدفاع عن العدالة والانصاف الدوليين. تتمسك الدول الاعضاء بمبدأ العدالة والنصاف، وتشارك في الشؤون الدولية والاقليمية بشكل بناء، وتدافع عن المصالح المشتركة للجنوب العالمي. فيتعين علينا أن نواصل رفض الهيمنة وسياسة القوة بكل وضوح، وتطبيق تعددية الاطراف الحقيقية، لنكون دعامة لدفع تعددية الاقطاب ودمقرطة العلاقات الدولية.


يدعم الجانب الصيني توسيع نطاق التعاون بين منظمة شانغهاي للتعاون والاليات المتعددة الطراف مثل الامم المتحدة واسيان والاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في اسيا (سيكا)، بغية العمل سويا على صيانة النظام الاقتصادي والتجاري الدولي واستكمال الحوكمة العالمية والاقليمية.


أيها الزملاء،


قال الفيلسوف الصيني القديم لاو تسي: “ثبت قلبك على الصورة العظمى، يأت العالم إليك.” سيقيم الجانب الصيني بعد يومين في بيجينغ الاحتفال المهيب بالذكرى الـ80 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، وسيحضر كثير منكم هذا الاحتفال.

إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع كافة الاطراف على التمسك بالحق وتطبيقه، وتكريس المفهوم الصائب حول تاريخ الحرب العالمية الثانية والحفاظ بثبات على إنجازات انتصار الحرب العالمية الثانية، بما يجعل نتائج الدفع بإصلاح منظومة الحوكمة العالمية وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية تخدم البشرية جمعاء بقدر أكبر وبصورة أفضل!


شكرا لكم.

شاهد أيضاً

يائير لابيد : فوز نتنياهو مرة أخرى يعني انهيار اسرائيل ونهاية الصهيونية

شفا – اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن فوز ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو …