4:51 مساءً / 28 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

الاحتلال لا يميز بينكم .. ، فلماذا تتقاتلون ؟ ، بقلم : معمر يوسف العويوي

الاحتلال لا يميز بينكم .. ، فلماذا تتقاتلون ؟ ، بقلم : معمر يوسف العويوي


في كل تجارب الشعوب التي ناضلت من أجل حريتها، كانت الأحزاب والحركات الوطنية رافعة للنضال، ومساحات للاختلاف البنّاء في إطار الوطن الواحد. وفي فلسطين، ولدت الأحزاب من قلب المعاناة، وقدمت قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل الحرية.

لكن ما نشهده اليوم يعكس انحرافًا خطيرًا عن هذه الرسالة: صراع فئوي، تخوين متبادل، ومصلحة حزبية تعلو أحيانًا على مصلحة الوطن، حتى باتت الرايات الحزبية في بعض الأحيان تزاحم العلم الفلسطيني نفسه.

الانتماء الحزبي.. متى يصبح خطرًا؟


الانتماء الحزبي حق مشروع، بل وضرورة وطنية، ما دام في خدمة فلسطين. لكنه يتحول إلى خطر عندما يصبح الحزب هو الوطن، وعندما يرى أعضاؤه أن المختلف معهم خائن أو عدو.

كان الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار) يردد وصيته الشهيرة، التي تجسد روح الانتماء للوطن فوق أي انتماء آخر: “سيرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا، علم فلسطين، فوق أسوار القدس، ومآذن القدس، وكنائس القدس”.
كلمات أبو عمار لم تذكر حزبًا ولا فصيلًا، بل وضعت فلسطين وحدها في قلب المعركة والهدف.

في ظل حرب الإبادة.. على ماذا نتقاتل؟


اليوم، والاحتلال يشن حرب إبادة ضد كل الفلسطينيين — من غزة إلى جنين إلى القدس — لا يميز بين فصيل وآخر، ولا بين لون راية وآخر.


العدو يستهدفنا لأننا فلسطينيون، لا لأننا نحمل راية معينة.
قال الشهيد صلاح خلف (أبو إياد) قبل أن يرحل:


“لن أكون الشهيد الأول ولا الشهيد الأخير، فكل أبناء فلسطين مستعدون لتقديم مهر فلسطين من دمائهم الزكية”.
دماء الشهداء اختلطت على الأرض دون أن تسأل عن لون الراية، وهذا درس بليغ لكل من يضع الحزب فوق الوطن.

الأحزاب رافعة للوطن.. لا عبء عليه


الأحزاب والحركات الوطنية ليست لعنة، بل ضرورة تاريخية وحضارية. لكنها تصبح عبئًا عندما تنسى أنها وسيلة لا غاية، وأنها وُجدت لتبني لا لتهدم، لتوحد لا لتفرق.


علينا أن نتذكر أن الوطن أكبر منا جميعًا، وأن علم فلسطين هو الجامع الذي لا يجوز أن ينافسه أي شعار آخر.
نحو وعي وطني جامع


نحن بحاجة إلى أن نربي أبناءنا على أن الانتماء للوطن هو الأصل، وأن أي انتماء حزبي يجب أن يكون في خدمة هذا الوطن، لا بديلًا عنه.


الوطن ليس غنيمة بين الأحزاب، بل أمانة في أعناق الجميع.
لنقرأ وصايا شهدائنا كما هي: أن نبقى موحدين في وجه الاحتلال، وأن نصون دماء الشهداء التي اختلطت على أرض فلسطين دون تمييز.


دعونا نرفع علم فلسطين فوق كل الرايات، ونضع الوطن أولًا، كما أراد لنا من سبقونا على درب النضال.

إذا لم تتوحد القيادة حول برنامج وطني واحد بعد اثنين وعشرين شهرًا من الحرب والدمار، وبعد أكثر من ستين ألف شهيد وآلاف الجرحى، ودمارٍ لم يُبقِ شيئًا في غزة…
فمتى تستفيق؟
ومتى تدرك هول المصيبة التي نعيشها؟
ومتى تفهم أن التوحد ليس خيارًا، بل شرط للبقاء؟

لا وطن دون إخوةٍ متصالحين.
ولا وطن دون أحزابٍ متصالحة.
ولا عمق عربي أو إسلامي حقيقي لفلسطين ما دمنا منقسمين.

فلننظر في وجوه أمهات الشهداء… هل يهمهن الراية؟ أم أن دماء الأبناء كانت فقط من أجل فلسطين

شاهد أيضاً

اللواء علام السقا يجتمع بمدراء مراكز الإصلاح والتأهيل ويؤكد على تعزيز البرامج التأهيلية للنزلاء

اللواء علام السقا يجتمع بمدراء مراكز الإصلاح والتأهيل ويؤكد على تعزيز البرامج التأهيلية للنزلاء

شفا – اجتمع اللواء علام السقا مدير عام الشرطة، اليوم الخميس، بإدارة مراكز الإصلاح والتأهيل، …