1:17 مساءً / 6 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

فاطمة البابا… حين يتحوّل الوفاء إلى رسالة، والعطاء إلى موقف وطني وإنساني

فاطمة البابا… حين يتحوّل الوفاء إلى رسالة، والعطاء إلى موقف وطني وإنساني

شفا – في زمن تكثر فيه التحديات وتتزايد الأزمات، تبقى بعض الشخصيات الاستثنائية بمثابة شعلة من النور، لا تنطفئ مهما اشتدّت العواصف. ومن بين هذه الشخصيات تبرز السيدة فاطمة البابا، ابنة مدينة صيدا، التي أثبتت أنّ الانتماء لا يُقاس بالكلمات، بل بالأفعال، وأنّ الإيمان بالوطن يُترجم من خلال المواقف التي تُبنى في لحظات الحاجة، لا في مواسم المجد.

ليست السيدة البابا مجرّد فاعلة خير أو داعمة لمبادرات مجتمعية، بل هي حالة وطنية وإنسانية متكاملة، تجسّد بروحها وقيمها مفهوم الالتزام الحقيقي تجاه الناس والوطن. حضورها في الميدان لا يقتصر على المناسبات، بل يمتدّ إلى كل تفصيل يحتاج إلى دعم أو كلمة أو موقف. ولعل أبرز تجليات هذا الحضور كانت خلال الأزمات التي عصفت بلبنان، خصوصًا العدوان الأخير، حيث وقفت إلى جانب من حملوا همّ الحقيقة ونقلوا صوت الناس، مؤمنة بأن الإعلام الحر والمسؤول هو شريك أساسي في النهوض الوطني.

من خلال دعمها للمبادرات الإعلامية والاجتماعية، قدّمت السيدة البابا صورة مشرقة للمرأة اللبنانية والجنوبية خصوصًا، تلك التي لا تكتفي بالرؤية، بل تنخرط في العمل، وتواجه بصبر وإيمان. فقد كانت ولا تزال إلى جانب العائلات المتضررة، والنازحين، والشباب الباحثين عن فرصة، والمبادرات التي تسعى إلى التمكين والتغيير. وهذا الدعم لم يكن يومًا مشروطًا أو مرتبطًا بمصلحة، بل نابع من إيمان راسخ برسالة الإنسان في خدمة محيطه.

السيدة البابا لم تكتفِ برفع الصوت بل امتلكت شجاعة الفعل، وهي التي تُعرف برقيّها وتواضعها في آن، لم تسعَ يومًا إلى الواجهة، بل تركت أفعالها تتحدث عنها، وجعلت من حضورها سندًا للكثير من المشاريع التي كادت تتعثر لولا التفاتتها النبيلة.

إنّ ما تقدّمه هذه السيدة من دعم وتأييد ليس مجرّد مبادرة فردية، بل هو انعكاس لتربية ووطنية ووعي نادر، يجعلها مثالًا يُحتذى في زمن تتراجع فيه القيم الأساسية. وفي ظل هذا الواقع، تبدو السيدة فاطمة البابا كمن يُعيد التوازن للمعادلة، مؤكدة أن الأمل لا يزال ممكنًا، وأن الانتماء الحقيقي يتجسّد في التفاصيل الصغيرة كما في المواقف الكبيرة.

فليُسَجَّل هذا النموذج في الذاكرة الجماعية، ولتكن فاطمة البابا شاهدة على أن في لبنان من لا يزال يؤمن، ويعطي، ويصنع فرقًا، بصمتٍ يفيض أثرًا، وبدفءٍ يزرع رجاء.

شاهد أيضاً

أسامة خليفة

مؤتمر دعم حل الدولتين ، بقلم : اسامة خليفة

مؤتمر دعم حل الدولتين ، بقلم : اسامة خليفة بعد إعلان الكنيست الإسرائيلي ضم الضفة …