
شفا – تحذر الجبهة العربية الفلسطينية من التوجه الأمريكي المعلن لتوسيع دور إدارة ترامب في تقديم ما يسمى بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والذي جرى بحثه خلال لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، وفق ما كشفه موقع “أكسيوس”.
إن هذه التحركات ليست سوى محاولة سافرة لإعادة تدوير الدور الأمريكي المشبوه، عبر إلباسه قناعاً إنسانياً، بينما هو في جوهره استكمال لدور واشنطن التاريخي في دعم الاحتلال والتغطية على جرائمه، وتمهيد سياسي وإعلامي لمزيد من المجازر، خاصة في ظل توجه حكومة الاحتلال نحو توسيع الحرب واحتلال قطاع غزة بالكامل، وكأنها لا تحتله فعلياً .
إن الإدارة الأمريكية، التي شجعت الاحتلال على خنق غزة وتجويع أهلها، ومولت وغطت سياساته العدوانية، لا تملك أي شرعية أخلاقية أو سياسية لتقديم نفسها كطرف إنساني. فالواقع على الأرض يكذب هذا الادعاء، إذ لا تزال “مصائد الموت” التي أقامتها الولايات المتحدة وإسرائيل تحت مسمى “مراكز توزيع المساعدات” تحصد أرواح العشرات من الجائعين يومياً، في جريمة إنسانية موثقة تشهد على زيف الرواية الأمريكية.
وترى الجبهة في هذا التوجه خطوة تهدف إلى فرض الولايات المتحدة نفسها كبديل عن المؤسسات الدولية، ومحاولة لإقصاء دور الأمم المتحدة ووكالاتها المختصة التي يجب أن تكون صاحبة الولاية في الإغاثة الإنسانية، كما هو الحال في كل مناطق النزاع حول العالم. وهذا يؤكد أن ما يراد ليس الإغاثة، بل الإخضاع السياسي والتطبيع مع واقع الإبادة.
إن الحل الحقيقي معروف وواضح: أن تلزم الإدارة الأمريكية شريكتها وربيبتها إسرائيل بوقف العدوان فوراً، ورفع الحصار، والانصياع للقانون الدولي، وتمكين المنظمات الأممية من أداء مهامها كاملة دون تدخل أو تحكم إسرائيلي أمريكي.
إن هذه الخطط الأمريكية المريبة، وما يروج عن مساهمات محتملة من بعض الدول الخليجية، ليست سوى تبادل أدوار بين شريكين في الجريمة: الاحتلال وأمريكا، وهي محاولات لإنقاذ صورة إسرائيل من التدهور العالمي بعد انكشاف جرائمها في غزة، وتوفير غطاء سياسي لمجازر إضافية يجري التحضير لها تحت ذريعة الاحتلال الكامل للقطاع.
إننا نحذر من هذه المؤامرة الجديدة، وندعو شعبنا وقواه الوطنية، والدول الشقيقة والصديقة، إلى رفض هذه المساعي التي لا هدف لها سوى شرعنة الجريمة، وتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها السياسي والوطني تحت ستار كاذب اسمه الإغاثة.