
شفا – قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح إن ما صدر عن وزيري المالية والمواصلات في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش وميري ريغف يعد إعلاناً رسمياً عن مشروع إحلالي إستيطاني ممنهج ، الأمر الذي يؤكد أن هذا الكيان ماض في تمرده الصارخ على القانون الدولي الإنساني وعلى قرارات الشرعية الدولية مستنداً إلى غطرسة القوة وإحتقار إرادة المجتمع الدولي ، فمصادقة لجنة المالية في الكنيست على ضخ مئات الملايين من الشواقل لما يسمى البنية التحتية للمواصلات في المستوطنات غير الشرعية هو الوجه العلني لخطة إستعمارية هدفها ترسيخ واقع الفصل العنصري وتفكيك أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة .
وأضاف فتوح إن تصريحات سموتريتش العنصرية التي قال فيها( هكذا نسقط فكرة الدولة الفلسطينية عن الطاولة) تجسد عقيدة استعمارية تقوم على نفي وجود الآخر وتكشف النوايا الإجرامية لهذه الحكومة الفاشية التي تنتهك كل المبادئ القانونية والأخلاقية وتتعامل مع الضفة الغربية كأنها مستعمرة مفتوحة للضم والتوسع غير آبهة بالتبعات ولا بالحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني .
وشدد رئيس المجلس على أن هذا الوطن ليس للبيع ولا يقايض بالطرقات ولا بالمخططات وأن كل الأموال التي تضخونها هي سراب سيبقى خارج جذورنا الراسخة في أرض الآباء والأجداد ، فهذه الأرض تتكلم العربية بلهجة فلسطينية لا تشترى ولا تستبدل والتراث لا يطمس والهوية لا تبدل وإن إحتلالكم إلى زوال .
وأردف فتوح إن هذه السياسات الاحتلالية المقرونة بإرهاب الدولة المنظم لن تجلب الأمن أو الاستقرار بل ستفجر المنطقة ، لأن التراكمات الناتجة عن هذا الاستهتار المزمن بالقانون الدولي وبأبسط حقوق الإنسان ستفضي إلى إنفجار عواقبه تجتاح المنطقة ، فالإحتلال هو الخطر الحقيقي على الأمن والاستقرار ليس فقط في فلسطين بل في المنطقة بأسرها .
وجدد فتوح دعوته إلى المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجميع أحرار العالم للتدخل العاجل لوضع حد لهذا التمادي الفاضح الذي يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية ، مطالباً بتفعيل أدوات المحاسبة القانونية بحق هذا الكيان الخارج عن القانون بما في ذلك تطبيق قرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2334 ووقف جميع أشكال التعاون والدعم للمستوطنات .
وختم رئيس المجلس مؤكداً أن شعبنا الفلسطيني لن يقبل بسياسة الأمر الواقع ولن تنكسر إرادته تحت عجلات الجرافات الاستيطانية وأنه ماض في مقاومته المشروعة حتى إنهاء الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها الابدية القدس الشريف .