
شفا – تدين الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات السياسة الإسرائيلية الممنهجة لتكميم الأصوات الحرة، ومنع الشهود من الاقتراب من مسرح الجريمة المستمرة في غزة وسائر الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي كان آخر فصولها منع دخول العاملين الإنسانيين، وفي مقدمتهم ممثلو الأمم المتحدة، وعلى رأسهم المفوض العام لوكالة الأونروا السيد فيليب لازاريني، الذي كشف اليوم عن سلسلة من الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى طمس الحقائق وتقييد حركة المنظمات الإنسانية والحقوقية، بما في ذلك رفض منح التأشيرات للعاملين الدوليين ومنعهم من الوصول إلى قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس.
إن ما أعلنه المفوض العام يؤكد مجدداً أن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بارتكاب المجازر، بل يعمل على حجب الكاميرا، وكتم صوت الشاهد، وعزل الشعب الفلسطيني عن العالم، في محاولة يائسة للتستر على جرائمه الموثقة بالدم والركام والصور، والتي ترقى إلى جرائم إبادة جماعية.
وتحذر الجبهة العربية الفلسطينية من أن هذه السياسة الإسرائيلية لا تستهدف فقط الحيلولة دون توثيق الفظائع، بل تهدف أيضاً إلى تجريد الشعب الفلسطيني من أي غطاء دولي، وتحويل المأساة إلى جريمة صامتة، مغلقة على الموت والجوع والحصار، بعيدة عن أعين العدالة والرأي العام العالمي.
إن منع ممثل الأمم المتحدة وموظفي الأونروا ومنظمات الإغاثة من دخول فلسطين المحتلة، يندرج في إطار حرب الاحتلال الشاملة على الحقيقة، وعلى كل من يسعى لنقلها. كما يمثل تحدياً سافراً للقانون الدولي، وازدراءً للشرعية الدولية، ويستدعي موقفاً حازماً من قبل الأمم المتحدة، والدول الراعية لمبادئ حقوق الإنسان.
وتؤكد الجبهة العربية الفلسطينية أن محاولات الاحتلال لإسكات الأصوات الحرة، وعزل غزة عن العالم، لن تنجح في حجب صوت الضحية، ولن تحمي الجلاد من المحاسبة، وأن زمن الإفلات من العقاب قد ولى، وأن الصمود الفلسطيني، بكل أشكاله، سيبقى الصوت الأعلى في وجه آلة الإبادة والتعتيم.