
صاعقةُ الحبِّ والحقد ، بقلم : فداء بن عرفة و مجاراة حِجارَةُ داوود للشاعر نسيم خطاطبة
صوتُكَ يا أبا عُبيدةَ يَختَالُ
فوقَ الدُّجى ويُذيبُ فيهِ الجَلدَا
يمشي الكلامُ كسيفِ عِزٍّ لاحَ في
ليلِ الخُضوعِ، يُبَدِّدُ الحُسَّدَا
لا تَحزَنْ، الراياتُ تَنسَكبُ السُّرَى
والدَّمُ في ساحِ الوغى ما فَقَدَا
إن قالَ قومٌ: “قد سَئمنا أمدًا”
قُلنا: “إذا ضاقَ المدى، اتَّسَعَا البلَدَا”
أينَ العلومُ؟ وأينَ منطقُ حِكمةٍ
كانتْ حصىً، لا يُجمَعُ العَقدَا؟
قالوا: “سكتنا”، قلْ: “سكوتُكُمُ
ردٌّ على مَن بالهَوى قد ارتَدَا”
نحنُ الذينَ إذا الأجيالُ انْسَحَقَتْ
نبني منَ الرَّمسِ الفخارَ المُبتدَا
وإذا العدوُّ تَوَهَّمَ الإذلالَ،
ألقينَهُ في حفرةِ الذُّلِّ انكَفَدَا
يا مَن توهَّمَ أنَّ حبَّ اللهِ
ذُلٌّ يُرادُ، وخُنوعٌ يُحتَذَى
إنَّ المحبَّ إذا انتخى لِمَهابَةٍ
كانَ الصواعقَ تُسقِطُ الحُقَدَا
سَتَرى جيوشَ الظلمِ تحتَ نِعالِنا
وغدرُهمُ كالعِقدِ حينَ تَجَدَّدَا
فإذا انطوى زمنٌ، فليسَ يَبقَ إلّا
مَن صانَ حِمًى، ونبذَ الذلَّ والرَّدَا
فاذكُرْ أبا عُبيدةَ إنْ أظلَمَ ليلُنا
أو نامَ قلبٌ أو تَغشَّى السُّؤْدَدَا
نادَى السيوفَ، وكانَ في إشراقِها
حُبُّ الإلهِ، يُمزِّقُ القيدَ المُقْعَدَا
حِجارَةُ داوود ، بقلم : نسيم خَطّاطبة
حِجارَةُ داوودٍ كمينٌ فاضِحٌ
يُوقِظُ الوُدَّ ويَشْعَلُ الأوغادا
لَظى نيرانٍ في الدُّجى سَهِدَتْ
تُفَتِّتُ الحِصنَ الذي قد بَادا
تَخْرُجْ منَ الجُرْفِ المُقَدَّسِ فيهِ
مُجاهِدًا في شَعبِهِ المُرْتَادا
تَحْطِمُ الجَبَّارَ، تُوقِظُ هامَةً
نامَتْ على ظُلْمِ الزمانِ الرّادا
حِجارَةُ داوودٍ سُيُوفُ عُبَادِنا
كأبابِيلٍ تُبَدِّدُ الأضْغادا
مُجاهِدُونَ بِاللهِ عاهَدُوا العُلا
وَرَفَعْنَ في فَلَكِ السَّماءِ رِياتا
ثَباتُنا لا لَنْ يَلِينَ، وَعِشقُنا
لِلأَقْصَـى تَفْدى حُبَّهُ الأجْسادا
نموتُ لكنْ في الجِنانِ نُخَلَّدُ
يا حُبَّنا الأبَديَّ، يا ميعادا
فاكْتُبْ: بَعْدَ القَضاءِ مَقالَنا
“لَنْ نُطَبِّعَ”، صَوْلَةً وجِلادا
أجيالُنا تمْضي لنَصْرٍ دائمٍ
وَعَلى النَّهَجِ العَزيزِ نُجَادِدُ العَهْدا