
قصيدة مريم والبحر يبكي للشاعرة فداء بن عرفة و مجارات الشاعر نسيم خطاطبة
باسمِ دمعٍ سالَ منْ ظلمٍ أَثِيمْ
وباسمِ طفلتِنا التي غابتْ… مَريمْ
يا بنتَ بحرٍ في دروبِ الهمِّ تَهِيمْ
واليأسُ يرفُضُ أنْ يُعيدَكِ للحُلُم
أينَ الضياءُ؟ وأينَ دفءُ المُنْسِمِ؟
الكونُ صامتٌ، والرجاءُ بلا نَغَمْ
البحرُ يبكي، والفضاءُ لهُ نَدَمْ
عن جُرمِ قومي ما وعَوا صوتَ الألمْ
ماتَ الضميرُ، فهلْ ستُنقِذكِ الذِّمَمْ؟
أم صارَ موتُ الطفلِ فصلًا في القَسَمْ؟
منْ ذا يردُّ لمَنْ غَرِقْنَ بهِ العَلَمْ؟
مَنْ يَمسحُ الحزنَ المُقيمَ على الفَمِ؟
يا تونسَ الصوتِ المقيّدِ بالصَّمَمْ
ارفعي نداكِ، ففي النداءِ هويةُ الأمَمْ
مَريمْ، وأخواتُ مَريمْ في الظُّلَمْ
ينتظرنَ نبضًا لا يخافُ من النَّدَمْ
فداء بن عرفة
بِاسْمِ الصِّفَاتِ وَفِيهِنَّ الْقِيَمْ
لَا تَنْفَعِ النَّفْسَ فِيهَا النَّدَمْ
يَأْتُونَسِ مِنْ رُبًى ذَاتِ شَمَمْ
أَهْلُ الْخُضُورِ وَأَرْوَاحُ الْكَرَمْ
هَلْ مَاتَ فِينَا صَدَى ذَاكَ النَّغَمْ
وَانْطَفَأَ الْحُرُّ فِي نَفْسِ الْحَلِمْ
بَحْرٌ لُجِيٌّ أَغَاضَ “مَرْيَمْ”
وَالْعَيْنُ تَبْكِي شَدِيدَ الْأَلَمْ
كَمْ جَازَ لِلْعُمْرِ طَعْمُ السَّقَمْ
وَالْقَلْبُ مُذْ مُزِّقَ لَمْ يَلْتَئِمْ
يَا أَهْلَ مَرْوءَاتِنَا وَالْهِمَمْ
“مَرْيَمُ” تُغْفِي بِوَطِيسٍ أَليمْ
يَا صَمْتَ مِئْذَنَةٍ فِيهِ سُؤْمْ
قُلْ كَلِمَاتِ الْحَقِّ فِيهَا حِكَمْ
يَا شَعْبَ مَنْ أَلِفُوا رَوْعَ الرَّحِمْ
صُونُوا الْكَرَامَةَ فِي عِزِّ دَمْ
أَبْحَرْتْ تحْلمُ، لَكِنَ الحلم
أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَكُونَ النِّعَمْ
فِي كُلِّ نَاصِيَةٍ لِلْعُرُبِمْ
وَجْهٌ يُنَادِي بِعَزْمٍ وَعَزِمْ
نسيم خطاطبة