12:01 صباحًا / 29 يونيو، 2025
آخر الاخبار

( من الهزيمة إلى النهوض) كيف يمكن للإنسان المهزوم ذاتيًا أن يحقق النصر؟ ، بقلم : أ‌. خليل إبراهيم أبو كامل

( من الهزيمة إلى النهوض) كيف يمكن للإنسان المهزوم ذاتيًا أن يحقق النصر؟ ، بقلم : أ‌. خليل إبراهيم أبو كامل


في ظل واقع الاحتلال، والانهيارات المتكررة على المستويات السياسية والاجتماعية، يترسخ في وجدان كثيرين شعورٌ دفين بالهزيمة:

“لا فائدة من المقاومة.”


“لن يتغير شيء.”
“حتى لو ربّيت أولادي على الأمل، فلن ينجو من هذا الواقع القاسي.”

هذا الصوت الداخلي هو أخطر أنواع الهزيمة، لأنه يقتل المحاولة قبل أن تولد، ويجعل الإنسان سجينًا لليأس، متفرجًا على الواقع بدل أن يكون صانعًا فيه.

الهزيمة الذاتية ليست نهاية الطريق


أن تكون مهزومًا ذاتيًا لا يعني أنك انتهيت، بل يعني أنك وصلت إلى مفترق طرق: إما أن تستسلم لهذا الصوت الداخلي، أو أن تبدأ رحلة الشفاء منه. وكما أن الاحتلال لا يُهزم بيوم وليلة، فإن الهزيمة الداخلية لا تزول بضغطة زر، لكنها قابلة للتفكيك والمعالجة.

أصل الفكرة: “لا فائدة من المقاومة”


حين يصدق الإنسان أن مقاومة الاحتلال – أو مقاومة القهر الداخلي – بلا جدوى، فإنه يتبنى نظريًا “اللاجدوى كمنهج حياة”. وهذا يعني أن يعيش في حالة من الانسحاب، ليس فقط من العمل السياسي أو المجتمعي، بل حتى من دوره في تنشئة أطفاله، أو تغيير ذاته.

لكن الحقيقة أن الاحتلال (وأي قوة قمعية) لا ينتصر فقط بالقوة، بل حين يقتل إرادة الإنسان في المقاومة.

كيف يبدأ التغيير؟


بالاعتراف بالشعور بالهزيمة: لا عيب في أن نشعر بالضعف، أو اليأس. العيب أن نُخفيه حتى يتعفن داخلنا.

بفهم أن التغيير لا يكون دفعة واحدة: التغيير ليس ثورة كبرى في لحظة، بل يبدأ بخطوة صغيرة – فكرة، موقف، حديث مع طفل، قرار شخصي بعدم الاستسلام.

بتعليم الأطفال أن الأمل موقف مقاوم: حين تقول لطفلك “لا فائدة من شيء”، فأنت لا تنقل له فقط واقعًا، بل تغرس فيه قيدًا. لكن حين تُظهر له أنك رغم الألم ما زلت تحاول – فأنت تعلّمه الشجاعة.

بإعادة تعريف النصر: ليس النصر فقط في كسر الاحتلال، بل أيضًا في كسر الخوف، في تربية جيل لا يرى نفسه ضحية، في أن تبني في قلبك مساحة للكرامة رغم الحصار.

بالتشبث بالكرامة لا بالنتائج: كثير من المعارك تُخاض لا لأننا نضمن النصر، بل لأننا لا نحتمل أن نعيش بلا كرامة.

خاتمة


نعم، نحن نعيش في عالم متشابك، وفي واقع فلسطيني مثقل بالخذلان. لكن الإنسان الذي يرفض تربية أطفاله على الاستسلام، هو مقاوم. والذي يحارب فكرة “اللاجدوى” داخل نفسه، هو منتصر.

الهزيمة الحقيقية ليست حين تُكسر، بل حين تُسلّم بأنك لا تستطيع الوقوف مجددًا.

شاهد أيضاً

شهيدان وجريحان جراء استهداف الاحتلال دراجة نارية جنوب لبنان

شهيدان وجريحان جراء استهداف الاحتلال دراجة نارية جنوب لبنان

شفا – استشهد مواطنان لبنانيان وأصيب آخران، مساء اليوم السبت، في غارة للاحتلال الإسرائيلي على …