5:51 مساءً / 28 يونيو، 2025
آخر الاخبار

الجبهة العربية الفلسطينية: تقرير “هآرتس” وثيقة إدانة لجيش الاحتلال وسقوط أخلاقي مدو للمنظومة الدولية

الجبهة العربية الفلسطينية

شفا – تعتبر الجبهة العربية الفلسطينية ، أن ما ورد في تقرير صحيفة “هآرتس” العبرية، نقلاً عن شهادات ضباط وجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يمثل وثيقة إدانة علنية تكشف حجم الجريمة المستمرة التي ترتكب بحق شعبنا في قطاع غزة، وتفضح بما لا يدع مجالاً للشك أن سياسة القتل الجماعي لم تعد حتى بحاجة إلى ذرائع أو تبريرات، في ظل صمت دولي مخز وعجز أخلاقي غير مسبوق.

وقالت الجبهة العربية الفلسطينية في بيان لها ، إن إقرار جنود الاحتلال بأنهم “لم يشهدوا إطلاق نار من الجانب الفلسطيني خلال عمليات توزيع المساعدات”, ومع ذلك يستخدمون الرشاشات الثقيلة، قذائف الهاون، والقنابل اليدوية لتفريق الجموع الجائعة، هو دليل موثق على الطبيعة الإجرامية للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي لا تتعامل مع الفلسطينيين كمدنيين، بل كأهداف مشروعة حتى وهم في طوابير انتظار الطعام، بحثاً عن ما يسد رمق أطفالهم.

إن ما ورد في التقرير من أن “الجيش الإسرائيلي يرى أنه اكتسب شرعية مواصلة القتال من خلال مراكز توزيع المساعدات”، هو اعتراف صريح بتحويل المساعدات الإنسانية إلى مصائد موت، واستخدامها كأداة في الحرب النفسية والمادية ضد السكان، وهو ما يؤكد أن الاحتلال لا يسعى إلى تأمين احتياجات الناس بل إلى استدراجهم إلى نقاط قتل جماعي، في تكرار مروع لمجازر مثل ما جرى في “شارع النصر” وغيرها.

إن الجبهة العربية الفلسطينية ترى في هذا التقرير تأكيداً جديداً على أن الاحتلال يتعمد تعطيل عمل وكالة الأونروا والمؤسسات الإنسانية الدولية، لأنها الجهة الأكثر كفاءة ونزاهة في تنظيم الإغاثة، ولأن وجودها يفضح رواية الاحتلال عن “العجز اللوجستي” ويمنع فوضى التجويع المقصودة. إن الاحتلال، من خلال سلوكه ومن خلال أدوات الطابور الخامس التي يعيد تدويرها، يعمل على تخريب كل محاولة لتأمين المساعدات، ويتعامل مع لجان التوزيع والحماية كمواقع عسكرية مستهدفة، في إطار سعيه المتواصل لتفكيك البنية الاجتماعية والنفسية لشعبنا في غزة.

ونحن في الجبهة، نؤكد أن هذا التقرير لا ينبغي أن يمر كخبر عابر، بل يجب أن يتحول إلى ملف تحقيق دولي مستقل يعرض أمام المحكمة الجنائية الدولية، لما يتضمنه من دلائل موثقة على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. إن قول أحد الجنود بأن “غزة لم تعد تهم أحداً” هو تعبير عن منظومة استعمارية مريضة ترى في الفلسطيني جسداً زائداً يجب التخلص منه بصمت، وهو في الوقت نفسه إدانة لكل من يلتزم الصمت أو يساوي بين الجلاد والضحية.

إننا نحذر من استمرار سياسة تحويل المساعدات إلى أدوات قتل جماعي، ونحمل الاحتلال وحلفاءه، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، المسؤولية الكاملة عن استخدام العمل الإنساني كغطاء لسياسات التهجير والإبادة. كما نؤكد أن شعبنا في غزة، بصموده المدني وثباته الشعبي وإصراره على البقاء، يسقط هذه المعادلة الجهنمية، ويعيد تعريف الكرامة الفلسطينية لا كخطاب سياسي، بل كواقع يومي يواجه الموت بشجاعة لا تنكسر.

وندعو في هذا السياق إلى تحرك سياسي فلسطيني عاجل لتدويل هذه الجريمة وتثبيت الحق الفلسطيني في المساعدات العادلة والآمنة والمنظمة، تحت إشراف أممي مستقل، بعيداً عن الهيمنة الإسرائيلية – الأمريكية التي حولت المعابر إلى بوابات موت، وقوافل الغذاء إلى رصاص حي.

صوت الجياع في غزة هو صرخة في وجه عالم فاقد للعدالة، وواجبنا جميعاً أن نحمل هذه الصرخة إلى كل منابر العالم، كوثيقة مقاومة مدنية، وكشهادة دامغة على سقوط الإنسانية في واحدة من أكثر لحظات التاريخ ظلمة.

شاهد أيضاً

"يسوع الفداء" صلاة شعرية معلقة بين الجلجلة والقيامة قراءة تحليلية في قصيدة الدكتور حاتم جوعيه ، بقلم : رانية مرجية

“يسوع الفداء” صلاة شعرية معلقة بين الجلجلة والقيامة قراءة تحليلية في قصيدة الدكتور حاتم جوعيه ، بقلم : رانية مرجية

“يسوع الفداء” صلاة شعرية معلقة بين الجلجلة والقيامة قراءة تحليلية في قصيدة الدكتور حاتم جوعيه …