6:23 مساءً / 25 يونيو، 2025
آخر الاخبار

في التربية الايجابية المنشودة للطفل ، بقلم : د. غسان عبد الله

في التربية الايجابية المنشودة للطفل ، بقلم : د. غسان عبد الله


مركز الدراسات والتطبيقات التربوية CARE

يقصد بالتربية لغويا ربا يربو أي زاد ونما، واقعيا، فالأسرة والبيئة المحيطة هما المكوّن الأساس لنمط التربية المنشودة ،كونهما اول من يواجهه الطفل في حياته وبالتالي هما مصدر التنشئة الاجتماعية ، وتكتيكا : التربية فن وعلم ، تتداخل فيه عوامل داخلية كالأسرة والدين وعوامل خارجية كالمدرسة ومؤسسات ثقافية اجتماعية اقتصادية ودور العبادة ، اضافة الى الأتراب والأقران و الأصدقاء ووسائل الاعلام .


نكتب في باب التربية الايجابية ،لقناعتنا بالحاجة المّاسة لما يجيء بها من ارشادات وتوجيهات، نظرا، ليس فقط لعدم كفاية منسوب ثقافة الصحة النفسيّة المتوفرة والقناعة بدورها، بل وأيضا محدودية المهنيين المؤهلين في المجال، علاوة على ندرة المراكز التأهيلية المختصة والمراجع اللازمة.


أضف لذلك،أهمية الأثر الكبير لاحدى التغييرات النوعية التي طرأت على المجتمع الفلسطيني منذ بدايات القرن الفارط ،والمتمثل في الانتقال من نمط العائلة الممتدة Extended Family التي كانت مصدر اسناد ودعم لجميع أفراد العائلة، وعلى كافة مستويات الحياة( اقتصاديا، اجتماعيا وثقافيا)،الى نمط العائلة النووية Nuclear Family, ، وما واكب ذلك من هجرة داخلية عملا بالقول ” محل ما ترزق الزق”، هنا تغيرت نمطي المعيشة والحياة لتتم الملائمة مع الواقع الجديد. الأمر الذي أدى الى انحسار، نوعا ما، في فرص التفاعل الاجتماعي والثقافي، مما ترك بصمات ملحوظة على الأجيال الشابة ألتي تنتمي الى نمط العائلة الممتدة.


هناك ضرورة لتبني نهج التربية الايجابية كونها تفضي الى ( وفق قناعتنا) الى :


⦁ تعزيزالفضائل والسلم الأهلي والحد من الجريمة والعنف والتنمر.
⦁ تساعدنا، كمجتمع متهما بالعنف في وضع الخطى على الخريطة العالمية لمفهوم الوالدية الايجابية Positive Parenting، التي تشغل اهتمام وفكر المختصين في التربية وعالم الطفولة . من هذا المنطلق ، ولقناعتنا الشخصية بأ لا حدود جغرافية لتأثيرات التربية الايجابية على المجتمعات البشرية، شاركت في اعداد دليل تربوي عالمي،جاء في مجلدين وباللغة النجليزية،صدر عن المءسسة العالمية للتحالف الدولي للصحة النفسية للطفل، عام2024، بكتابة فصل تناول غالبية ما يجيء في هذه الرؤية القابلة للنقاش والحوار وبالتالي التعديل والتطوير.
⦁ بات اليوم من الضرورة بمكان تعزيز قيم ومفاهيم التربية الوالدية الايجابية من أجل ضمان تنشئة مجتمعية سليمة واعدة،من شأنها أن تضع حدا ليس فقط للاضطرابات السلوكية والأمراض النفسية التي باتت ـنتشر بين ظهرانينا ، وما ينجم عنها من ويلات فظيعة ذات انعكاسات سلبية كبيرة وكثيرة منها المتوقع ومنها ما يفاجأ البشرية بغتة، الأمر الذي يتطلب منا البدء فورا في تنفيذ والالتزام بما توصلت اليه البحوث والدراسات العالمية*، سبقها ما ورد في العقائد الدينية السماوية بما يخص التربية القويمة، مؤكدين هنا على القول ” خير لنا أن نبدأ متأخرين، من أن لا نبدأ أبدا”.
طرق مقترحة للبدء في التطبيق:
⦁ اعتماد التربية بالملاحظة والمتابعة للتدرب على تذويت العقيدة والأخلاق الحميدة منذ بداية الطفولة المبكّرة، يكون ذلك من خلال المداعبة واللعبز
⦁ التربية بالتعود والتدرب على ممارسة سلوكيات ايجابية بهدف تنمية الشعور الوجداني عبر التعبير عن المحبة للاّخر
⦁ التربية بموجب توظيف اسلوب الاشارة للنهي عن سلوك غير مقبول مع تبيان السلوك المقبول.
⦁ التربية من خلال القدوة،أي الاقتداء بالسلوك الايجابي للوالدين وهي الأكثر في احداث التأثير المستدام، حيث يتم يتم ترسيخ وتجذير قيمالرأفة والرحمة والتعاون والشراكة المسؤولة وزيادة ثقة الطفل بذاته بعد رفع منسوب تقدير الذات لديه self- esteem
⦁ دوام الحرص على انتقاء الألفاظوالتعابير الايجابية عند مخاطبة الطفل أو اللعب معه.
⦁ تعزيز نهج الوضوح والصراحة مع الطفل والابتعاد عن نهج المواربة والتضليل وكذلك الابتعاد عن نهج التخويف والترهيب والتعنيف الجسدي واللفظي والمعنوي..
بهذا نكون قد اتفقنا على أن الوالدية الايجابية لا يقصد بها فقط تأمين المأكل والمسكن واللباس للطفل، بل ” الذي أطعمهم من جوع واّمنهم من خوف”. كي نقوم بتوفير الأمن والأمان للطفل، لا بد من:-
⦁ توفير احساس الطفل بوجود السند الذي يقوم بدور المرشد الناصح للطفل، بعيدا عن القمع وطمس ملامح شخصيتة، ( الوالدين، الأخ- الأخت، البيت الاّمن)، السند الذي يستطيع الطفل اللجوء اليه عند الحاجة، بدلا من تركه فريسة لمصيدة الفراغ وما قد ينجم عنها من تفكير وطاقة سلبية، عزلة قد تتطور الى انطواء، تبني مفاهيم ” ثقافية” سلبية وتقليد ما يشاهده في الأفلام التي يتم بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الاعلام المرأي .
⦁ توفير الدعم الاجتماعي من خلال الانخراط والعضوية في النوادي الرياضية، الثقافية والاجتماعية،لضمان وجود فرص التفاعل الاجتماعي،التي بدورها ترفد الطفل بالكثير من المهارات الحياتية والمعرفية، شخصية كانت أم مجتمعية،ناهيك عن المساعدة في زيادة منسوب الثروة اللغوية، من خلال تنمية مهارات التفكير المتعدد( التفكير الابداعي، التفكير التشعبي، التفكير الاستقصائي القائم على السؤال والبحث والتنقيب…..) وتنمية القدرات على التركيز في حالة الاصغاء active- listening/ الحوار، أو بالعمل by doing، واكتساب مهارات الاعتماد على الذات self- reliance وحل المشاكل بطرق سلميةnon- violent conflict resolution ، مما يعمل على رفع منسوب تقدير الذات self-esteem لدى الطفل. يكون ذلك من خلال تعزيز لغة الحوار مع الطفل مباشرة أو بين الطفل وأقرانه، مع ضرورة توجيه مضمون الحوار المنوي البدء به،فمن منطلق الحديث النبوي الشريف من يريد لطفله خيرا،فليفقهه بالدين”،يمكن تناول موضو طرح فكرة التدبر في اّيات الله ونعمه ،مما يعمل على توليد الخوف المحمود عند الطفل، ،كالخوف من الموت ليكون حافزا للاصلاح والتقرب الى الله بالعبادات والمسلكيات، “وانفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت”الاّية 10 /المنافقون، أو تناول موضوع اجتماعي من شأنه المساهمة في تذويت قيم حميدة من خلال اتاحة فرص اللعب الهادف الذي يعمل على تعزيز المهارات الحس- حركية وينمّي الشغف والدافعية والفضول نحو الاكتشاف والتعلم من خلال الممارسة ، (توظيف أسلوب التعلم الذاتي سواء كان فرديا أو جماعيا). بالطبع لن يفوتنا هنا توظيف القراءة والرسم حيث يتعلم الطفل قيم التعددية والاختلاف،مثلما هو الحال في الرياضة البدنية التي تكسبه روح المثابرة والمنافسة الشريفة وتقبل مبدأ win-win وليس مبدأ الربح والخسارة، والاقرار بوجود الغير وقدراته.


⦁ عدم المبالغة في تهويل الأمور أو الافراط في الدلال، اذ كلاهما يقودان الى الخوف المذموم والمساهمة في الابتعاد عن تذويت القيم المبتغاة.
⦁ الابتعاد عن تحقير الطفل وتجاهله أو المبالغة في عقابه،ليكن نهج التعزير بدلا من اسلوب العقابأو المحبة المشروطة والمزاجية في العلاقة، اذ يعتبر ذلك أشد ايلاما وايذاء من عقابه وتعنيفه.
⦁ كما أشرنا أعلاه ، اجلس مع طفلك،وبدون استعلاء، وحاوره في الأمور التي تدور من حوله،حتى لو اضطررت الى تكرار ما قللت لطفلك مرارا حتى تتأكد من أن طفلك فهم الأمر صحيحا وبات قادرا على تطبيقه، اياك الهروب من ذلك بتبرير أن لا وقت لديك، كون أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض.
هذا غيض من فيض في مجال فهم وتعزيز الوالدية الايجابية لقناعتنا التامة ،بأن الشجرة تسقط بالسوس الموجود في داخلها وليس من الرياح العاتية من حولها، وهذا هو شأن صلاح واستقامة الأبناء أو فسادهم وفشله، اضافة الى حقيقة كل شيء مفروض بالقوة، غالبا ما يتم رفضه والتمرد عليه. الأمر الذي يساعد في دحض ،ما قد يتحذلق به بعض الوالدين بالقول ” نحن نفعل ذلك لمصلحته”، متناسين أن مصلحة الطفل لن تتأتى من خلال كسر النفس واذلالها بالصراخ والقسوة، كون الوالدية ليست سلطة، بقدر ما هي مسؤولية وقرب وفهم واحتواء. لندرك جميعا البون الشاسع بين أن تحاف على ابنك وبين أن تجعله يخاف منك .
تفضي الى تعزيز
أساليب التربية الدارجة :
1-التربية بالملاحظة والمتابعة لتذويت العقيدة والقيم والاخلاق منذ فترة الطفولة المبكرة من خلال المداعبة واللعب .
2- التربية بالتعود والتدريب على ممارسة سلوكيات وأفعال حميدة بهدف تنمية الشعور الوجداني من خلال التعبير عن المحبة وعدم دوام اللوم والعتاب.
3- التربية باستخدام الاشارة وعادة ما يتم استخدامها للنهي عن سلوك غير مقبول مع تبيان السلوك الصحيح .
4- التربية من خلال القدوة : وهي الأكثر ديمومة ودوام تأثيرها على الطفل حيث يكون من المفترض قد تجّذّرت لدى الطفل مفاهيم وقيم الرأفة والرحمة والتعاون والشراكة المسؤولة ،وذلك من خلال الاقتداء بالقدوة ( الوالدين، الأاخوة/ الأخوات الأكبر سنا)، مع دوام الوعظ والتوضيح ، مما يعزّز لدى الطفل الثقة بذاته والأمل في الحياة والايمان بالاّخرة وبدء التعرف على مفهومي الحلال والحرام بعد شرح سلوك القدوة للطفل واثابته على سلوكه الحسن مما يرفع منسوب تقدير الذات لديه.
5- التربية بالتحذير والعقاب وذلك من خلال عملية وضع الحدود المسموح به وتلك غير المسموح بعملها.
قبل كل هذا،من الضرورة الاقرار بالحاجة الى دوام اتاحة الفرص للطفل كي يمارس مهارات التخيل والتعقل ،أي توظيف أحد نعم الخالق ،ألا وهي وجود العقل والمشاعر ، حتى نصل به الى مرحلة القدرة على الربط بين النتائج والأسباب من خلال التأمل والملاحظة الدقيقة .
نتفق جميعا على ضرورة تبني نهج التربية الايجابية من خلال الانتباه الايجابي ووضع الحدود،التي تؤدي في النهاية الى تعزيز الفضائل والسلم الأهلي والحد من الجريمة والعنف والتنمّر،وهي بالتالي تختلف عن التربية التقليدية التي ترتكز على القمع والاجبار كوسيلة تربية ,بالتالي تنمية الاعتماد على الذات وبدء التدرب على حل المشكلات وكيفية مواكبة والتعامل مع الأزمات الطارئة
لا توجد وصفة سحرية لانجاز كل ما نصبوا اليه من خلال التربية الايجابية ، لكن ممكن للتالي أن يعزّز ويسهّل انجاز المنشود.لنبدأ في السنوات الثلاثة الأولى للطفل ،حيث تبدأ قدراته العقلية والعاطفية والاجتماعية بالنمو :
⦁ اعتماد الاحترام ، الحوار والمحبة غير المشروطة ،كنهج حياة مع الطفل ، مع الموازنة بين الحزم واللطف ،مما يعزّز من ثقته بذاته وبالاّخرين .
⦁ الحرص على اختيار اسم الطفل بمدلول ايجابي يعزّز ويساعد في ايجاد راحة نفسيّة لدىه .
⦁ الضرورة والحرص على انتقاء الكلمات الايجابية المناسبة لدى مخاطبة الطفل أو اللعب معه ،( مع ايلاء اللعب وقتا كافيا حتى وان لزم التخطيط المسبق له من قبل الوالدين، لما له من فوائد جمّة مثل تطوير مهارات حس حركية ، تنمية روح الاكتشاف ،ناهيك عن أجواء المرح والفرح وبدء التعرف على نهج التفكير البديل)، مع ضرورة تجنب استعمال كلمات لمن شأنها استثارة مشاعر الغضب والتذمر.
⦁ توظيف لغة الجسد والنظر بعيني الطفل عند التوضيح أو الطلب منه عمل/عدم عمل شيء ما ،على أن تكون صادقا معه،اذ لدى الأطفال القدرة على التمييز بين الكلام الصادق وكلام المجاملة .
⦁ الحرص على دوام الوضوح والمباشرة عند توجيه الطفل الى ما يجب / لايجب فعله ، المسموح/ الممنوع فعله ، وتعلم الاعتذار عند القيام بخطأ ما .
⦁ دوام الحرص على تواجد الوالدين مع الطفل ( على الأقل أحدهم) لضمان الشعور بالمكان الاّمن والشخص الاّمن، ومساعدة الوالدين على معرفة الاحتياجات الملّحة لطفلهم
⦁ الحرص على دوام الاصغاء ( كون الاصغاء أحد أشكال الأخلاق ) للطفل والتواصل معه بلغة الحواروالتعليق على كلام الطفل ، بدلا من املاء تصحيح الخطأ ،أو قيامك بانهاء الحديث بينكما ، هنا قد يأتي التصحيح من الطفل ذاته ،خاصة اذا عزّزنا الاصغاء النشط بالتشجيع وليس كيل المديح.
⦁ التشجيع هو أحد أساليب التهذيب والمقصود به تشجيع الفعل الايجابي الذي يقوم به الطفل وكلمات قصيرة مفهومة له: أنا أرى أنك أصبحت تجيد الغناء وبصوت جميل – ها أنت ترتدي ملابسك لوحدك، تذهب الى الحمام لغسل يداك وفمك قبل وبعد الأكل ، أما المديح فقد يولد لدى الطفل محبتك وتقديرك له مشروطا بالعمل الجيد.
⦁ احرص على دوام تبيان العواقب – المخرجات للسلوك ،بدلا من التلويح بالعقاب وتكرار اللوم، هنا يمكنك استخدام لغة الجسد التي تنم عن المحبة والطمأنينة ، دون تكرار النظر للساعة أو الأخذ بالتذمر والسخرية أو استبعاد الطفل من دائرة الاهتمام أو تجاهله .
بخصوص التربية بالتحذير والعقاب على مبدأ احتمال خسارة الطفل لشيء يرغب في نيله أو ممارسته ، بهدف تعديل سلوك خاطىء مع ضرورة ابقاء الفرصة سانحة له للقيام بتعديل سلوكه كي لا يخسر المزيد.هنا يتوجب أن تكون فترة العقاب قصيرة وأن يكون العقاب مباشرة بعد السلوك الخاطىء وبمستوى هذا السلوك بدون مبالغة أو افراط على أن يكون مناسبا لعمر الطفل وحالته النفسية والفسيولوجية .
أشكال عقاب يمكن اللجوء اليها:
⦁ عدم مشاهدة برامج تلفزيونية مفضلة لديه أو عدم مشاهدة محطات فضائية يحبها الطفل ولفترة محدّدة مع ضرورة تفسير سبب العقاب قبل البدء به .
⦁ النوم قبل الوقت المتفق عليه .
⦁ عدم لعب الكرة لعدة ساعات في وقت الاجازة .
⦁ الاستبعاد المؤقت على أن لا يزيد عن خمسة دقائق باستعمال كرسي العقاب
التخويف والترهيب واجب الابتعاد عن
يتخذ العنف والترهيب أشكالا مختلفة منها : الجسدي، اللفظي،المعنوي أو الاجتماعي مع ضمان تأمين الاحتياجات البيلوجية وعدم المس بها أو استعمالها،( منعه من الأكل ، تناول المياه ، عدم الذهاب الى الحمام عند الحاجة.
يميل البعض من الأهل(الوالدين أفراد من الأسرة أو أحد طواقم المدرسة) الى أسلوب التخويف بهدف الانصياع للتعليمات وعدم مخالفتها،كوسيلة عقاب،بنية الحرص على الطفل وحمايته من أخطار محدّقة به .
مع مراعاة الابتعاد عن المبالغة في توظيف نهج التخويف الزائد، لما له من ماّلات سلبية عديدة مثل تأثيرها على تنمية مهاراته الفكرية و قدرته على التخيل والروح الابداعية وتحفيزه، والقدرة على اتخاذ القرار الصائب أو التعبير عن ذاته وما يجول في خاطره،مما قد يسبب في تجفيف روح المسؤولية والمبادرة الذاتية ،أو تطوير مهارات الحوار مع الاّخر وكذلك الحد من تنمية التخيل .
مما قد يؤدي الى الشعور بالكاّبة والاحباط والعجز وضمور النشاط البدني،وعدم الاحترام لذاته لشعوره بالفشل، لذا ننصح بالابتعاد قدر المكان عن التخويف أو الترهيب كوسيلة سواء في الروضة /المدرسة أو الأسرة ،لما قد تسببه من ابتعاد عن الأهداف المرجوة : عدم الحافزية للذهاب الى الروضة/ المدرسة، فالمطلوب هو مخاطبة القلب والعقل بالترغيب لا بالترهيب، كون الذات البشرية لا تقبل الاستجابة للشيء الا من خلال الترغيب والتدرج موظفين لغة ونهج الحوار ، مع عدم اللجوء الى محاولة حشو دماغ الطفل بما لا يتناسب مع قدراته العقلية والعاطفية
أيضا،هناك ضرورة ملحة تتمثل في عدم ابداء الحماية الزائدة ، أو الاهمال المتعمد والمتكرر مما قد يسبّب حالات قلق،توتر، انطواء، الشعور بالتيه، تعب وارهاق، رفع منسوب الاتكالية على الأخرين نظرا لتدني منسوب الثقة بالذات، الأمر الذي قد يولّد تناقض في توصيل الرسائل بين الوالدين والطفل ،أو الشعور بالتمييز ضده ، الأمر الذي قد يفع بأفراد الأسرة الاّخرين الى التسلط / التنمرع ليه ،مما قد يدفع بالطفل للتفكير بممارسة أفعال غير حميدة: الكذب ، ايذاء الذات أو الميل الى ممارسة سلوكيات عدوانية ، تأخذ شكل التدرج، لا تحمد عقباها ،لا سيما وجود أجواء محيطة تشجعه على ذلك ( وسائل التواصل الاجتماعي وبعض البرامج التي تبثها فضائيات اعلامية.


في الختام ، نقترح قيام الأسرة والروضة / المدرسة التنسيق والتعاون في تقديم الدعم السيكولوجي للطفل وعدم الترد د في استشارة طبيب نفسي، مع اتاحة فرص العمل على تكثيف مشاركة الطفل في المها الحياتية سواء في المنزل أو خارجه


هكذا تاهم التربية الايجابية في أبناء يتمتعون بالصخة النفسيّة والعقلية والجسمية ، ويمتشقون في حياتهم سلاح مواجهة متطلبات الحياة وتحدياتها الجسيمة ، سلاح القيم والأخلاق الفضيلة بعد أن ابتعدنا عن العقاب البدني كوسيلة وحيدة ،ولعلّ أولى المتطلبات هي البدء بالتربية على البر بالوالدين ومعاملة الاّخرين ،مع الابتعاد عن التهديد والصراخ والضرب ،والتسلط،والسخرية،أو دوام عمل مقارنات بين طفلك وأقرانه كون هنالك فروقا فردية يتوجب أخذها بعين الاعتبار،وعدم التاعب بمشاعر المحبة والحنان من خلال الاهمال المتعمد ، أو ممارسة نهج التدي والصراع مع الطفل ،توجيه اتهامات واستخدام أسلوب الاستجواب معه ،ودوام اللوم والتعميم أو حتى أسلوبي المساومة والتوسل للطفل بأن تلعب دور الضحية .

شاهد أيضاً

اتحاد نقابات عمال فلسطين – فرع لبنان يزور جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في صور

اتحاد نقابات عمال فلسطين – فرع لبنان يزور جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في صور

شفا – زار وفد من اتحاد نقابات عمال فلسطين – فرع لبنان، ممثلاً بالمكتب الإداري …