5:24 مساءً / 25 يونيو، 2025
آخر الاخبار

أين يذهب أطفال محافظة سلفيت في الصيف ؟ بقلم: د. عمر السلخي

أين يذهب أطفال محافظة سلفيت في الصيف؟ بقلم: د. عمر السلخي

رغم الواقع الصعب الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني وبعد ٣٠ عام من البناء والتجربة ، يبقى سؤال بسيط ومقلق يتكرر كل صيف في قرانا الفلسطينية: أين يذهب الأطفال في عطلتهم؟


في البلدات والقرى، وضمن واقع الإغلاق والحصار في محافظة سلفيت، يصبح هذا السؤال أكثر إلحاحاً، وتغيب عنه الإجابات العملية.

فراغ قاتل في حياة الأطفال

مع انتهاء العام الدراسي، تُغلق المدارس أبوابها، وتتعطل رياض الأطفال قبل غيرها، أما الحضانات، إن وُجدت، فغالبًا ما تفتقر إلى برامج نوعية جاذبة للأطفال.


النتيجة؟ أطفال يقضون يومهم في الشوارع، بين الفراغ، والشاشات، والملل، وربما الخطر.


ولا توجد أي منظومة مستدامة من الفعاليات أو المخيمات التي تتيح لهم الترفيه أو التعلم أو مجرد الانخراط الآمن في بيئة مجتمعية.

الشارع ليس بديلاً عن المخيمات

قد يطالب البعض الأهل بأن “يقضوا وقتاً أكثر مع أطفالهم”، وهذا مهم بالطبع، لكنه لا يُغني عن الحاجة لاندماج الطفل في أنشطة جماعية منظمة، تعزز من ثقته بنفسه، وتنمي قدراته، وتفتح له أبواباً اجتماعية جديدة.

في المدن الكبرى، قد تتوفر هذه الفرص بشكل أو بآخر. لكن في قرانا، تظل هذه الأنشطة ترفًا غائبًا، بدل أن تكون حقاً أساسياً لكل طفل.

وقت الفراغ… خطر صامت يهدد الطفولة

حين يغيب النشاط المنظّم وتفتقر البيئة المحيطة إلى خيارات آمنة ومفيدة، يصبح وقت الفراغ عبئًا نفسيًا وسلوكيًا على الأطفال.


ومع انعدام البدائل، يتجه كثير من الأطفال إلى الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، فيقضون ساعات طويلة أمام الشاشات، متنقلين بين الألعاب والمقاطع القصيرة.


هذا النمط لا يعزز فقط العزلة، بل يؤدي إلى ضعف التركيز، تراجع التفاعل الاجتماعي، اضطرابات النوم، وأحيانًا السلوك العدواني أو الانطوائي.

إنه لأمر مقلق أن تكون الشاشة هي الملاذ الوحيد للطفل، في ظل غياب البرامج المجتمعية والمخيمات الصيفية التي تملأ يومه بالحياة والتفاعل والإبداع.

واقع سلفيت يضاعف المعاناة

في محافظة سلفيت المحاصرة، حيث الإغلاقات والبوابات العسكرية والحواجز تعزل القرى عن بعضها البعض، لا تقتصر المعاناة على الكبار فقط.


بل الأطفال يتحملون عبء هذا الحصار الصامت: انعدام الفضاءات المفتوحة، غياب البرامج النفسية، وتراكم القلق والخوف والتوتر في نفوسهم الصغيرة.

دعوة للمؤسسات: لا تتركوا أطفالنا وحدهم

ما نحتاجه اليوم ليس مجرّد تعاطف، بل تحرك فعلي من قبل المؤسسات الوطنية والدولية:

لماذا لا يتبنى المجلس الأعلى للشباب والرياضه أو الشؤون الاجتماعية أو مؤسسات المجتمع المدني إطلاق مخيمات صيفية في القرى؟

أين دور المؤسسات الدولية العاملة في فلسطين في تمويل وتنفيذ برامج تفريغ نفسي وترفيه تربوي للأطفال؟

أين هي المبادرات التطوعية التي يمكن أن تُبنى بالشراكة مع المجالس البلدية والمحلية والمدارس؟

الطفولة … مسؤولية

آن الأوان أن تُدرج قرانا على خارطة الدعم الحقيقي للطفولة، وأن لا يُترك أطفالها في الهامش، ضحايا لصيف صامت، مليء بالفراغ، وقليل بالأمل.

فهل من مجيب؟


هل نسمع قريباً عن اطلاق مخيمات صيفية في قرى وبلدات محافظة سلفيت؟
وهل يرى الأطفال من يقول لهم: نحن معكم… ولن نترككم وحدكم هذا الصيف؟

شاهد أيضاً

استشهاد الفتى ريان ثامر حوشية برصاص الاحتلال في بلدة اليامون غرب جنين

استشهاد الفتى ريان ثامر حوشية برصاص الاحتلال في بلدة اليامون غرب جنين

شفا – استشهد الفتى ريان ثامر حوشية 15 عاماً، برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في بلدة …