10:10 مساءً / 24 يونيو، 2025
آخر الاخبار

ديربلوط تحت الحصار ، إغلاق وحواجز وهدم ومصادرة ، بقلم : د. عمر السلخي

ديربلوط تحت الحصار: إغلاق وحواجز وهدم ومصادرة ، بقلم : د. عمر السلخي


في مشهد يومي يتكرر منذ أسابيع، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تشديد إجراءاته العسكرية على بلدة ديربلوط الواقعة غرب محافظة سلفيت، عبر إقامة حاجز عسكري ثابت على مفرق البلدة منذ سنوات، إلى جانب إغلاق البوابة الحديدية المقامة على المدخل الشرقي المؤدي إلى ديربلوط، وإغلاق البوابة المؤدية إلى بلدتي رافات والزاوية، ما حول المنطقة إلى ما يشبه السجن الكبير.

مأساة الموظفين والمرضى

يواجه الموظفون العاملون في مدينتي سلفيت ورام الله معاناة يومية في التنقل، إذ اضطر العديد منهم إلى سلوك طرق ترابية وعرة وبعيدة تستغرق ساعات للوصول إلى مقار عملهم ، مما يعني مضاعفة الوقت والتكاليف في ظل وضع اقتصادي صعب ، يقول أحد الموظفين: ” نبدا يومنا باتصالات عن وضع البوابات والحواجز ، الطريق تاخذ ساعات وتكاليف مضاعفة ، ولا طريق آمنة لنا”.

أما المرضى والمراجعون، وخاصة أولئك الذين يتلقون العلاج في مستشفى ياسر عرفات – المستشفى الوحيد في محافظة سلفيت، فقصتهم معاناة مضاعفة، حيث اضطر بعضهم إلى العودة إلى بيوتهم دون تلقي العلاج أو حضور موعد الفحوصات أو العمليات نتيجة الإغلاق، ما يهدد حياتهم ويؤثر سلباً على صحتهم الجسدية والنفسية.

نقص الغاز والوقود والإسمنت: شلل في المرافق وتعطيل للحياة

إلى جانب الحصار المفروض على المداخل، تواجه ديربلوط والبلدات المجاورة نقصاً حاداً في الغاز المنزلي والوقود ومواد البناء الأساسية، وعلى رأسها الإسمنت، نتيجة منع دخول الشاحنات منذ أكثر من أسبوعين ، هذا النقص أصاب الحياة اليومية بالشلل، حيث توقفت بعض الأفران وورش النجارة والمصانع الصغيرة،


كما بات التحرك بالمركبات محدودًا للغاية بسبب نفاد الوقود، مما فاقم أزمة الوصول إلى العمل، المدارس، وحتى المشافي.


أما قطاع البناء فقد تلقى ضربة قاسية، إذ توقفت عشرات المشاريع السكنية قيد الإنشاء، وأفاد أصحابها أنهم لم يعودوا قادرين على استلام كميات الإسمنت المحجوزة خلف الحواجز العسكرية.
يقول أحد المقاولين في ديربلوط: “نحن محاصرون من كل اتجاه، لا إسمنت، لا معدات، لا حرية حركة. الاحتلال يضغط علينا ليجعلنا نغادر، لكننا لن نرحل”.

الفقوس يبكي موسمه

يتزامن هذا الإغلاق مع موسم قطف الفقوس في سهل ديربلوط، وهو من أهم مواسم البلدة الزراعية، حيث يشكل مصدر رزق أساسي لعشرات العائلات ، وقد أدى منع وصول المركبات ومنع التجار من الدخول إلى المنطقة إلى تلف المحاصيل، ما تسبب بخسائر فادحة للمزارعين،


تقول احدى المزارعات بحرقة: “الفقوس بينحط عليه دمنا، ومنعونا نبيعه، وكأنهم بيحاصرونا بلقمتنا”.

قطاع الأثاث والتنجيد في خطر

ديربلوط تشتهر بوجود أكثر من 130 منشأة حرفية تشمل مناجر ومناجد ومعامل أثاث، وهي تصدّر منتجاتها إلى مختلف أنحاء فلسطين. اليوم، تقف تلك المنشآت عاجزة عن الوفاء بالطلبيات، بسبب عدم تمكّن الشاحنات من الدخول والخروج، وتعطّل حركة الإنتاج بفعل الحصار.


“زبائننا ألغوا الطلبيات، وموادنا الخام محجوزة داخل المستودعات”، يقول أحد أصحاب المناجد بأسى.

هجمة استيطانية متصاعدة

في موازاة الحصار، تُنفذ سلطات الاحتلال حملة منظمة تحت ذريعة العمل أو البناء في “مناطق (ج)”، فتم:

هدم بركسات ومبنى سكني كان يؤوي عائلة مكونة من سبعة أفراد.

مصادرة معدات ثقيلة منها جرافات، خلاطات باطون ومعدات بناء ، واعتقال عدد من العمال.

تسليم إنذارات وقف بناء لعشرات المنازل والمنشآت الحديثة.

مصادرة نحو 10,000 دونم جنوب ديربلوط لصالح مشاريع ما يسمى “الاستيطان الرعوي”، ضمن خطة تهدف إلى طرد المزارعين وتحويل أراضيهم إلى مستوطنات رعوية مغلقة.

رسالة من تحت الركام

أمام كل هذا، يصرّ الأهالي على البقاء والصمود، مؤكدين أن الحصار والتهجير لن يكسر إرادتهم.
“نحن هنا باقون ، هذه أرضنا، ولن نغادرها”، تقول سيدة من ديربلوط وهي تتفقد منزلها المدمر.

شاهد أيضاً

اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عين عريك تبدأ بترميم 17 منزلا بالمخيم

اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عين عريك تبدأ بترميم 17 منزلا بالمخيم

شفا – بدأت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عين عريك مشروع ترميم 17 منزلا في المخيم، …