
شفا – في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني، واستمرار سياسات الاحتلال القائمة على القتل والتهجير والاستيطان والحصار، وجهت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، من موقعها النضالي والتاريخي في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، رسالة مفتوحة إلى كافة الأحزاب والقوى الديمقراطية والتقدمية حول العالم، مناشدة إياها الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني المشروع، ودعم نضال شعبنا العادل من أجل الحرية والاستقلال.
وانطلاقاً من قناعتنا الراسخة بأهمية البعد الأممي في معركة التحرر الوطني، فإن الجبهة تدعو جميع أحرار العالم، من أحزاب وحركات شعبية ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني، إلى تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والسياسية والإنسانية، في مواجهة منظومة الاحتلال والعنصرية، والضغط على حكوماتهم لاتخاذ مواقف واضحة تدين جرائم الاحتلال، وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، وعودة اللاجئين، وإقامة دولته المستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس.
إن هذه الرسالة تأتي في لحظة تاريخية فارقة، حيث تتعاظم التحديات أمام شعبنا، ويزداد التواطؤ الدولي مع الاحتلال، في مقابل تنامي حركة التضامن الشعبي العالمي، وهو ما يستدعي مضاعفة الجهود المشتركة لبناء جبهة أممية واسعة من أجل العدالة والحرية، ومناهضة الاستعمار والتمييز العنصري أينما وجد.
وجاء في الرسالة التي وجهها المكتب السياسي للجبهة: نتوجه إليكم بهذه الرسالة في ظل مرحلة مفصلية تمر بها القضية الفلسطينية، وفي وقت يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني لعدوان إسرائيلي شامل ومتصاعد، بلغ ذروته في قطاع غزة من خلال سياسة الإبادة الجماعية، وفي الضفة الغربية عبر التهجير القسري والتطهير العرقي الممنهج، بما في ذلك محاولات تصفية الوجود الفلسطيني وتهويد القدس وتوسيع المشروع الاستيطاني الاستعماري.
لقد تحولت آلة الحرب الصهيونية إلى أداة للدمار الشامل، مدعومة بشكل مطلق من قوى الهيمنة الإمبريالية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وقد شهد العالم جرائم غير مسبوقة ترتكب على مدار الساعة بحق المدنيين، حيث لم تسلم المستشفيات ولا المدارس ولا أماكن العبادة من القصف، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وفي سياق هذا التصعيد، شنت دولة الاحتلال مؤخراً عدواناً واسع النطاق على إيران، في خطوة خطيرة تهدف إلى جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة تخدم مشاريع التفتيت وإعادة الهيكلة الجيوسياسية تحت ما يُسمى بـ “الشرق الأوسط الجديد”، بما يتماشى مع المصالح الاستعمارية والهيمنة العسكرية والاقتصادية للغرب.
وأكدت الرسالة: إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، نرى أن الصمت الدولي على هذه الجرائم، والتواطؤ الفعلي من خلال تزويد الاحتلال بالسلاح والدعم السياسي والمالي، يمثل شراكة مباشرة في سفك دماء شعبنا، وعليه، فإننا ندعوكم، باعتباركم قوى حية في العالم، إلى: إدانة العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا الفلسطيني، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وممارسة الضغط على حكوماتكم لوقف كل أشكال الدعم العسكري والسياسي للاحتلال، والعمل على محاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية، والتصدي لمحاولات فرض نظام إقليمي جديد يخدم مصالح الاستعمار الجديد ويهمّش الحقوق الوطنية لشعوب المنطقة.
واختتمت الرسالة بالتأكيد: إن نضال شعبنا الفلسطيني جزء من معركة أوسع من أجل التحرر والعدالة والمساواة في وجه الإمبريالية والعنصرية والاستعمار، ونحن على ثقة أن صوتكم سيبقى إلى جانب الشعوب المظلومة وضد العنصرية والفاشية والاحتلال والاستبداد.